اقتصاد

بعد هجومه على جدوى اكتشافات الغاز..باحث فرنسي يتراجع ويعترف بجدوى الاستراتيجية الطاقية للمملكة

متابعة الأربعاء 23 نوفمبر 2022
Capture d’écran 2022-11-23 à 09.26.04
Capture d’écran 2022-11-23 à 09.26.04

AHDATH.INFO

يبدو أن الكاتب الفرنسي فرانسيس بيرين قد تراجع عن هجومه المستمر على الغاز المغربي، وعدم جدوى الاكتشافات الأخيرة في المملكة.

وأكد مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (IRIS) أن المغرب يمتلك عدّة اكتشافات، لا سيما في قطاع الغاز، على الرغم من أنه ليس لديه إمكانات كبيرة لتطوير الهيدروكربونات على نحوٍ مستمر.

وشدد الكاتب الفرنسي في مقابلة مع موقع " 360"، على أنه يتعين ضمان أن يصبح المغرب دولة محفزة للتنقيب عن النفط والغاز.

وكان بيرين قد ذكر ، في تصريحات سابقة، أنه ليس هناك ما يضمن حدوث اكتشافات جديدة في مجال الغاز المغربي على المدى الطويل، كما يُعدّ الاعتماد على الاستكشاف لتعويض الإمدادات الجزائرية "مخاطرة كبيرة".

وأشار فرانسيس بيرين، إلى أن السبيل لضمان توازن أفضل لمزيج الطاقة المغربي هو الحفاظ على سياسة طاقة تشمل 4 عناصر مع الركيزتين الرئيستين: الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

وأوضح أن العناصر الـ4 في مزيج الطاقة هذا تضم تطويرًا قويًا لمصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتوفير كبير للطاقة وكفاءة أكبر، حتى ترشيد استهلاك الطاقة، والتطوير المستمر للهيدروكربونات (النفط والغاز الطبيعي).

كما تشمل العناصر مشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال الذي جرى الحديث عنه منذ مدّة طويلة.

وأدى قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر وإغلاق خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا إلى إعادة هذا المشروع لقلب سياسات الطاقة وإطلاق الفكرة مجددًا.

وتكتسب فكرة دمج الطاقة النووية في مزيج الطاقة المغربي زخمًا؛ إذ تنظر الدول النامية في مصدر الطاقة هذا، ويُدرس الموضوع، وتُدرب المهارات الوطنية، كما يجري التبادل مع الدول والشركات التي تتقن هذه الطاقة، بحسب ما أكده بيرين.

ومع ذلك، فإن الطاقة النووية تطرح مشكلات اقتصادية وأمنية هائلة؛ إذ تُعدّ ثقيلة للغاية من حيث تكاليف الاستثمار، وتشكّل تحديًا كبيرًا للتمويل.

ومن ثم، توجهت الصناعة النووية في العالم نحو المفاعلات المعيارية الصغيرة، فضلًا عن التحدي الأمني الذي يتطلب ثقافة أمنية عالية للغاية.

وقال بيرين، إنه من الطبيعي استكشاف هذا القطاع، ومراجعة مزاياه وعيوبه، ودراسة سبل التعاون مع الدول التي تمتلك التكنولوجيا، ومعرفة ما إذا كان الخيار النووي يمكن أن يحجز مكانه في مزيج الطاقة الوطني، أم لا.

وأكد الباحث الفرنسي فرانسيس بيرين أن المملكة المغربية لطالما امتلكت إستراتيجية لتطوير الطاقة المتجددة.

وأضاف: "عمومًا، سنستفيد جميعًا من التقدم بشكل أسرع.. هناك قضية تغير المناخ، والتي تفترض مسبقًا إزالة الكربون بشكل كبير من الاقتصاد العالمي.. في هذا الجانب، نحن جميعًا في القارب نفسه".

وأوضح أن أنواع الوقود الأحفوري الـ3 (النفط والفحم والغاز الطبيعي) تمثّل -حاليًا- ما يزيد قليلًا عن 80% من استهلاك الطاقة العالمي، وهو وضع لم يتغير منذ 20 عامًا، إذ يمتلك الوقود الأحفوري الثقل نفسه دائمًا، تقريبًا.

وأشار بيرين إلى أن هذا لا يعني أنه لا شيء يحدث، ولكن ما يزال هناك شكل من أشكال القصور الذاتي في عالم الطاقة، ويستغرق الأمر الكثير من الجهد والوقت "لنرى أخيرًا أن حصة الوقود الأحفوري تنخفض بشكل كبير".

وقال: "في الوقت الحالي، لم نصل إلى هناك بعد.. تتطور الطاقة المتجددة بشكل سريع بالتأكيد، ولكن بما أننا بدأنا من لا شيء، فإنها لا تزال محدودة بنسبة 6% من الطاقة المستهلكة على المستوى الدولي".

في سياقٍ آخر، أعرب بيرين عن أسفه لقلّة الاستثمار في قطاع التكرير؛ إذ إن أكثر ما يظهر في الواقع هو سوق النفط الخام، والاستثمارات في التنقيب عن النفط، "وننسى أن النفط هو سلسلة قيمة لها عدّة روابط، بما في ذلك التكرير".

وقال: "ما يهم المستهلك هو النفط المكرر بدقّة، على سبيل المثال، وقود السيارات أو زيت الوقود الثقيل للصناعات.. للقيام بذلك، هناك حاجة إلى النفط والمصافي، بأعداد كافية لتلبية الطلب العالمي".

ومع ذلك، لا يمثّل التكرير الجزء الذي يجلب أكبر قدر من المال في سلسلة القيمة؛ إذ يُعدّ المنبع (التنقيب، وحقول النفط، وإنتاج النفط والغاز) هو الذي يدرّ أكبر قدر من الأموال.

وتابع بيرين: "التكرير ضئيل أو غير مربح، وهذا لا يشجع الأطراف الفاعلة في مجال النفط على الاستثمار فيه بشكل كافٍ".