السياسة

سمير شوقي يصدر "محمد السادس…ملك إفريقي"

الأحداث المغربية الثلاثاء 01 نوفمبر 2022
968EE653-0201-462C-80CD-91BF757470B5
968EE653-0201-462C-80CD-91BF757470B5

AHDATH.INFO

الدار البيضاء، 31 أكتوبر 2022

يسعد سمير شوقي و منشورات "أوريون" أن تعلن عن نشر كتاب مرجعي حول عشرين سنة من السياسة المغربية في أفريقيا بمختلف مناحيها و ذلك تحت قيادة الملك محمد السادس الذي جعل من القارة أولوية وطنية و جهوية و جيوستراتيجية.

هذا الكتاب الذي يحمل عنوان :

محمد السادس، الملك الأفريقي

20 سنة من الدبلوماسية المغربية بأفريقيا

2020-2000

هذا الكتاب الذي ألفه الصحفي و الكاتب سمير شوقي يعود بشكل مفصل حول تقدم الشراكات التي أبرمتها المملكة مع العديد من الدول الأفريقية. ففي العشرين سنة التي أعقبت تولي محمد السادس عرش أسلافه، استطاع العاهل المغربي أن يضع أسس ديبلوماسية موجهة أساسا لأفريقيا.  فقد قام محمد السادس بخمسين زيارة للعديد من دول القارة، بمختلف أصنافها(زيارة دولة، زيارة عمل، زيارة صداقة، زيارة خاصة) لثلاثين بلداً، مما مهد لعودة مظفرة للإتحاد الأفريقي  بعد أزيد من ثلاث عقود من الغياب و سياسة الكرسي الفارغ، و هكذا استرجع مكانته القيادية بالقارة.

و لبلوغ هذه المكانة بذل المغرب بقيادة الملك محمد السادس جهدا كبيرا في مختلف المجالات. فقد كانت السياسة الملكية بهذا الخصوص ذكية و براغماتية  للغاية بحيث استحضرت مصالح الدول و الشعوب الإقتصادية و هي أولوية في قارة تضم 1,2 مليار إفريقي بتحديات لا حصر لها. وهكذا أطلق المغرب في العديد من الدول مشاريع مهيكلة ساهم فيها القطاع الخاص المغربي بشكل كبير عبر ما أطلق عليهم لقب "الأبطال الوطنيون" في مجالات البنوك و التأمينات و الإتصالات و الفلاحة و الأسمدة و العقار و الطيران و الإستشارة...الخ.

و دائما في المجال الاقتصادي و المالي لابد من التذكير أن من أول مبادرات محمد السادس غداة بلوغه الحكم هو إلغاء ديون عدة دول فقيرة عاجزة عن السداد. كما يعتبر المغرب أول مستثمر إفريقي في إفريقيا الغربية و ثاني مستثمر إفريقي في القارة بعد جنوب أفريقيا، بحيث انتقلت استثماراته السنوية من 907 مليون درهم سنة 2007 الى 5,4 مليار درهم سنة 2019 و كان هذا الرقم مرشحاً للارتفاع لولا جائحة كورونا.

و ضمن سياسة رابح-رابح التي اعتمدها المغرب، تبنى الأخير توجه شراكات الجنوب-جنوب و أطلق شراكات مهيكلة في قطاعات متعددة كالطاقة و العقار و خاصة لتثمين الفلاحة عبر إنشاء وحدات تصنيع الأسمدة بعدة دول إسهاما في الأمن الغذائي بالقارة.

كما استطاع المغرب أن ينجح في نشر قوة ناعمة فعالة عبر الحقل الديني عندما تبنى المغرب نشر الإسلام المعتدل عبر تكوين أأمة و مرشدات و احتضان الزوايا المرتبطة تاريخيا بالمملكة الشريفة. و حتى في ميدان التعليم بسط المغرب شراكته مع عدة دول إفريقية بالتكفل بمنح جامعية و احتضان الشباب الإفريقي للتكوين بالمغرب، و قد تكونت عدة شخصيات سياسية أفريقية بالمغرب و تحتفظ حتى اليوم بعلاقات مثالية مع المملكة.  و في إطار نفس القوة الناعمة تبنى المغرب سياسة هجرة تعتبرها الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي نموذجية. و من أجل ذلك منح هذا الأخير الرباط شرف احتضان المرصد الإفريقي للهجرة. ولأن المغرب كان دائماً داعماً للسلام في قارته فيعتبر أول بلد إفريقي من حيث عدد أفراده المشاركون ضمن قوات حفظ السلام الأممية و الأفريقية على امتداد ستين سنة.

و كان طبيعياً بعد كل تلك الإنجازات الإقتصادية و الإجتماعية أن يتوج المجهود بمكاسب سياسية ابتدأت بسحب العديد من الدول اعترافها بجمهورية الوهم و تقارب وجهات النظر مع دول أخرى تم العودة للمكان الطبيعي بالاتحاد الإفريقي ليساهم المغرب الى جانب أشقائه الأفارقة في رفع تحديات القارة التي سيبلغ عدد سكانها 2,5 مليار في أفق سنة 2050.

والكتاب يرصد كواليس المجهودات المبذولة من أجل هذه العودة و كيف أحبطت الديبلوماسية المغربية و أصدقائها مناورات أعداء الوحدة الترابية خارج و داخل قاعة الاتحاد الأفريقي، حتى ولج الملك محمد السادس قاعة الاتحاد منتصراً بدعم أزيد من أربعين دولة إفريقية و يلقي خطابه الشهير، خطاب العودة.