ثقافة وفن

لغزيوي يكتب عن "جبل موسى": شكرا على هاته الجرأة الفنية !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الأربعاء 26 أكتوبر 2022
3B3E69BC-5088-4BDE-A132-B0A96BDF80FB
3B3E69BC-5088-4BDE-A132-B0A96BDF80FB

AHDATH.INFO

ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق

"جبل موسى" !

كانت مفاجأة سارة بكل المقاييس، تلك التي اقترحها علينا المخرج إدريس المريني يوم الإثنين الماضي من خلال فيلمه الجديد "جبل موسى "، الذي قدمه في عرض خاص بميغاراما الدار البيضاء.

لماذا أقول مفاجأة سارة؟

لأننا أصبحنا نتهيب فعلا الذهاب لمشاهدة الأفلام المغربية.

نجد أنفسنا مترنحين بين الرغبة (الشوفينية) في تشجيع فننا السابع الوطني في كل محاولاته، وبين ألم مشاهدة أشياء لاتستحق المشاهدة فعلا.

وفي أحايين كثيرة، نعجز حتى عن قول رأينا بصراحة فيما رأيناه تفاديا لغضب الأصدقاء والمعارف، ومحاولة منافقة منا - أعترف بذلك - لترك مجال صغير للماء السينمائي لكي يمر منه إلى الجمهور.

ادريس المريني بإبداعية حقيقية، أعفانا من هذا التمرين القاسي، وقدم لنا قصيدة سينمائية حقيقية، "تدين بدين الحب"، تحترف التساؤل الجميل، تتسلح بماقررنا، بسبب الجهل، أن ننفض يدنا منه، أي البحث عن الحكمة ومحبتها، أو مايعرف عند الكل بالفلسفة.

وطيلة مدة العرض، كنت أجدني متورطا في مساءلة نفسي إن كان مخرج مغربي قد امتلك حقا شجاعة طرح كل هاته الأسئلة الوجودية في فيلم غير متصنع؟

وكنت أجد الجواب أمامي في حكاية مكتوبة ومصورة ومجسدة بطريقة رائعة تستحق فعلا التنقل إلى القاعات السينمائية، وإعلان حب الحياة بفعل التنقل هذا مثلما كان الكبير يقول دائما.

في "جبل موسى"، يقدم ادريس المريني لنا أيضا دليلا إضافيا على أننا نمتلك حقا طاقات تشخيصية عملاقة، يلزمها الشيء الوحيد الضروري في التمثيل: حسن إدارة الممثل.

وهنا من الأساسي والضروري الاعتراف بالأداء الباذخ لبواب وبنيوي (حكيم ومروان)، وبالتميز الحقيقي لأزكون وأسيف وعزوزي والبقية، ومن الهام القول بأن الممثل المغربي الذي يكون عادة عرضة لسهام نقد حاد، عندما يجد نصا حقيقيا أمامه، وحوارا فعليا مكتوبا ومعروضا عليه، وإدارة ممثل تعرف ماتفعله، يتميز ويبهر ويعلن أنه ند حقيقي للممثلين الأجانب الذين لانتوقف عن الإشادة بهم وإن ارتكبوا كل الأخطاء البدائية.

لم أرغب في حكي قصة الفيلم لأنها قصة تستحق التنقل لمشاهدتها. فقط أردت في الأسطر هاته، أو الملحوظة، أن أشكر المريني ومن معه على لحظة المتعة الخالصة التي أهدوها لنا ذلك الإثنين، والتي توجت بأمسيتها تلك احتفالنا بعيد ميلاد جريدة "الأحداث المغربية" الرابع والعشرين.

وعلى ذكر الجريدة، جمعنا في وقت سابق مع المريني شنآن كثير، ساهم فيه عدد كبير من الذين كانوا يخافون فقط إبداعية الرجل، وكانوا يخشون انتقالها إلى التلفزيون.

هل ندمت الآن على ماوقع؟

تلك ليست عادتي، لأنني أؤمن بأن ماوقع كان ينبغي أن يقع، وهذا في كل مناحي الحياة. لكنني أعترف الآن بعد كل هاته السنوات أن كثيرا من الظلم لحق هذا الرجل بسببنا، وأنني لو استطعت إعادة عقارب الساعة إلى الوراء (وهذه لاأستطيعها) لما كررت كثيرا من الأخطاء.

شكرا لمن جعلونا نصعد "جبل موسى" في تلك الأمسية. شكرا ادريس المريني ومن معه.