ثقافة وفن

الزعيم المغربي الخطابي في السينما !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية السبت 15 أكتوبر 2022
2005D8FD-F4DE-4295-842F-07571232E4E6
2005D8FD-F4DE-4295-842F-07571232E4E6

AHDATH.INFO

في المغرب، يحدث أن ينتقد الناس فيلما أثناء تصويره، وقبل مونتاجه وعرضه، اعتمادا على صور من "التورناج" رأوها "مرمية" أو "ملقاة" في الأنترنيت

في المغرب، يحدث أن تخرج كتابات نقدية "رصينة" و "عميقة" لكي تظهر نواقص هذا العمل الذي لم يكتمل بعد، ولكي تندد بالظروف الإنتاجية للعمل، ولكي تطالب بوقف تصويره، قبل أن ينطلق هذا التصوير.

وفعلا يحار المرء، وهو يتابع كل هذا "الضرب النقدي في الميت السينمائي"، بين الرغبة الجارفة في القهقهة من كل هذا الغباء، الذي أصبح عاديا أو كالعادي، وبين البكاء ألما لأننا فقدنا القدرة على "ارتكاب" المواقف السليمة والعاقلة حين الحاجة إليها.

أكثر من هذا، وصل الأمر بمنتقدي العمل الذي كتبه المعتقل السياسي السابق النضراني عن الزعيم المغربي الكبير محاند بن عبد الكريم الخطابي، أن طالب بعض حمقانا (شافى الله الجميع) بأن يكون الممثل الذي سيجسد دور الخطابي ممثلا ريفيا.

وتخيلوا معي لو أن هؤلاء الحمقى كانوا حاضرين في الأنترنيت أيام كان يجري التحضير لتصوير الفيلم التاريخي الكبير عن عمر المختار، وطالبوا بإبعاد الأيقونة أنطوني كوين، وضرورة "تعيين" ممثل ليبي لكي يلعب دور أسد الصحراء.

كنا سنشاهد حينها سيتكوما ليبيا ثقيلا على القلب يشبه تلك الكاميرا الخفية التي يبرع فيها أهلنا في طرابلس كل شهر صيام.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ومع كل نقاش غير فني للفن ندخله (الموسيقى والراب، السينما المغتسلة بمسحوق التصبين المسماة النظيفة، هذا النقاش العبيط حول فيلم لازال في طور الصنع…إلخ)، نفهم لماذا تصر دول أخرى على جعل مادة التربية الفنية مادة إجبارية منذ السن الأول للتمدرس، ونفهم الخير الذي صنعته فينا دور الشباب ونوادي السينما التي عايشناها نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، نحن الجيل المحظوظ، والتي منحتنا على الأقل القدرة على التمييز حين نقاش الفن بين البلاهة وبين البداهة.

اليوم تم تسريب فكرة خطيرة لعموم القوم أن الفن أولًا ميدان متسخ، وثانيا هو مستباح، يستطيع أي عابر سبيل من علياء جهله أن يفتي فيه وإن كانت علاقته به منعدمة، أو كالمنعدمة.

ومرة أخرى نعيدها، لأننا مؤمنون بأن التكرار يعلم…الشطار: بدون تربية فنية منذ الصغر، سنواصل على النهج ذاته: نسب بعضنا البعض وندعي أننا ننتقد، ثم نغني حين الرغبة في الشدو "عطيه العصير فالكاس كبير"، وترد علينا الكورال بكل نشازها الظاهر والخفي "اعطيه"، ونكتفي، ونعتقد حقا أننا نغني، فنفرح، وكالعادة…ننام.