بوابة الصحراء

محاميد الغزلان.. مهرجان تركالت يعود بحلة جديدة

طه بلحاج الجمعة 16 سبتمبر 2022
Troupe-guedra-(photo-sarah-hickson)
Troupe-guedra-(photo-sarah-hickson)

AHDATH.INFO

يعود مهرجان تركالت في دورته 11 بواحة محاميد الغزلان ، بحلة جديدة هذه السنة في الفترة الممتدة ما بين 28 و30 أكتوبر 2022.

وينظم المهرجان هذه السنة تحت شعار "الرصانة تراثنا"، حيث يضع قوة وتنوع تراث ثقافة الرحل في قلب برنامجه، مع الاهتمام الدائم بتنظيم مهرجان مستدام ومسؤول بيئيا.

وحسب بلاغ صحافي تشهد عودة مهرجان تركالت في دورته الحادية عشرة، على عمق جذوره في واحة محاميد الغزلان، التي يشكل مكانها الشاعري موطنا له منذ سنة 2009. يواصل المهرجان، على غرار السنوات السابقة، الترويج لثقافة وتراث الرحل، كما يشكل فرصة لتعزيز قيم الاستدامة والحوار والأخوة والتقارب بين الشعوب.

تصادف هذه السنة عودة القافلة الثقافية من أجل السلام، من خلال مرحلتها التاسعة. هذه المبادرة المغربية المالية، تشكل أداة للتلاحم بين شعوب الساحل والصحراء، إذ أثبتت نفسها على مر السنين فرصة حقيقية للقاء والتبادل الاجتماعي والثقافي حول التراث بالمنطقة.

وتتضمن الدورة ورشات، تنشيط، مناقشات، عروض راقصة وحفلات... وكشف بلاغ صحافي أهم محطاتها.

إيقاعات الصحراء

ستصدح أصداء الإيقاعات الموسيقية خلال الدورة الحادية عشرة، على الكثبان الرملية في واحة محاميد الغزلان، عبر عشرات الحفلات الموسيقية الجديدة.

خلال الأيام الثلاثة للمهرجان، سيتم تنظيم كل ليلة حول موضوع خاص. ينطلق الأول، يوم الجمعة 28 أكتوبر، بعنوان "القافلة الثقافية من أجل السلام". فيما ستبرز أمسيتي يومي السبت 29 والأحد 30 أكتوبر، على التوالي لـ"إيقاعات العالم" و"بلوز الصحراء".

للاحتفاء بذلك، ينتظر حضور عديد كبير من المغنيين والموسيقيين، الذين تتقاطع فنونهم وإبداعاتهم مع روح المهرجان. ومن بينهم الفنانة المتألقة أوم، التي ستصعد إلى المنصة إلى جانب عازف الساكسفون الكوبي إم كارلوس لتقديم ألبومهما المشترك الجديد "هالس".

ستكون فرقة جوبانتوجا المتخصصة في مزج الروك بالأمازيغية، حاضرة أيضا، وكذلك المغنية كوثر صادق التي ستنسجم ألحانها مع ديكور الواحات.

على غرار كل سنة، ستلتقي فرقة الروك والبلوز "جيل تركالت"، التي تم إنشاؤها بالموازاة مع إطلاق المهرجان، وتتكون من أعضاء محليين من محاميد الغزلان، لتجدد اللقاء برواد المهرجان.

 

لتثمين الإبداع التراثي الموسيقي المحلي، ستقدم فرقة كناوة طيور الرمال، إبداعاتها على المنصة، بمشاركة المجموعة النسائية منات عايشاتا، المنحدرة من كلميم والمتخصصة في الموسيقى الحسانية.

سيستقبل مهرجان تركالت، المجموعة الورزازاتية تاروا ن تنيري، المكونة من ستة موسيقيين شباب مرتبطين بشدة بالإرث الموسيقي لجهتهم.

على الصعيد الدولي، ستتميز الدورة الحادية عشرة للمهرجان، بحضور فنانين من سبع دول أجنبية، وهم: المغنية الإسرائيلية للا تمار، وعازف القيتار الإسرائيلي-الإسباني أوفر رونين، اللذين سيقدمان عرضا استثنائيا مشبعا بإيقاعات الفلامنكو، يبرز مدى تلاحم الثقافات اليهودية والعربية والأندلسية.

ستحتفي المجموعة المالية البلالي سودان بموسيقى الأجداد للطوارق من خلال تقديم أحدث ألبوماتهم "تمبوكتو". ومن الصحراء الجزائرية، سيغني رباعي البلوز تيكوباوين، عن الحب والأخوة من خلال مزج بين الموسيقى التقليدية والغربية. وسيجتمع المطرب النيجيري حميد إيكاول والموسيقي المالي عبد الله آغ الحسيني، أحد متألقي فرقة تيناريوين، لإتحاف الجمهور عبر تعاون غير مسبوق، ستكون خلاله الكلمة الأساسية لموسيقى كناوة بلوز.

وتتواصل فعاليات المهرجان، الرسامة على الرمال مارينا سوسنينا التي ستقدم إبداعاتها. بالموازاة مع الحفلات الموسيقية المبرمجة، ستقوم الفنانة الروسية، بتنشيط الأمسيات الموسيقية للمهرجان من خلال أداء عروض غرافيكية مذهلة على المساحات الشاسعة التي توفرها رمال الواحات.

الأيام البيئية

تماشيا مع روح المهرجان، باعتباره مهرجانا بيئيا ومستداما، يتضمن برنامج الدورة الحادية عشرة، من تركالت، اهتمامه بالبيئة، من خلال برنامج يمتد على ثلاثة أيام، يهدف إلى الرفع من الوعي بالممارسات البيئية الإيجابية، وهكذا سيتم تنظيم ورشات في إعادة التدوير وزراعة نخيل التمور، بشراكة مع جمعية تركالت ومؤسسة أنطوان سان إكزوبيري للشباب.

ستكون أيام المهرجان الثلاثة، أيضا فرصة للقيام بحملة للنظافة والتحسيس بأهمية الحفاظ على البيئية، إضافة إلى ورشات تربوية موجهة للأطفال تعليمية للأطفال.

يعتبر السكان المحليون في محاميد الغزلان ممثلين أساسيين في المهرجان ولديهم خبرة ثمينة، وسيقومون بشكل خاص بتنشيط ورشات نسج الزرابي، وكذلك فن الطهو البدوي والفخار والبناء المشيد من الطوب.

وضمن الشق العلمي للمهرجان، سيقوم باحثين وعلماء الفلك بتنشيط معرض للنيازك إضافة إلى حصص لمراقبة السماء.

سيتمكن رواد المهرجان أيضا من اكتشاف لعبة الهوكي الشهيرة بين الرحل، بينما ستتخلل هذه الأيام الثلاثة من المهرجان مسيرات الهجن وعروض المواسم وعادات وتقاليد الرحل.

اكتشاف الفنون المحلية

يرتبط مهرجان تركالت ارتباطا وثيقا بتعدد التخصصات الذي تشكل قوة تراث الرحل، وسيقدم مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تسليط الضوء على تنوع هذا التراث.

أما بالنسبة للعادات الشفهية، فسيتم تنظيم ورشات في القراءة الشعرية ورواية القصص، لتعريف رواد المهرجان بالشعر الغنائي والخيال والصرامة في فن الخطابة في الصحراء.

من جهة أخرى، يخصص المهرجان، جزء كبيرا من برمجته للرقصات الشعبية المحلية، والتي أصبحت مهددة اليوم بفقدان تدريجي لنقل المعرفة وتصميم الرقصات. وإيمانا منه بضرورة الحفاظ على هذا الموروث، سيمنح مهرجان تركالت، لجمهوره فرصة سانحة لاكتشاف رقصات الكدرة والشمارة والروكبة والكانغا وأحيدوس، مصحوبة بأغاني تؤديها فرق شعبية محلية.

محادثات ونقاشات

يشكل حب الصحراء وثقافاتها حافزا متواصلا للحفاظ عليها. وبالتالي، فإن تنظيم مهرجان تركالت هو أيضا فرصة للتفكير الجماعي في مختلف القضايا المتعلقة بجهة درعة تافيلالت. وبالتالي، سيقدم المهرجان جلسات نقاش يومية حول المحاور التالية:

- في سياق الأزمة المائية، كيف نحافظ على النظم البيئية لواحات المنطقة وكذلك مواردها المائية؟

- ما هي التحديات والقضايا ووجهات نظر البيئة والفن والثقافة للعمل من أجل التقريب بين الناس؟

- ما هي الأدوات المتوفرة لدينا لتنشيط الفنون والثقافة والابتكار بين الشباب؟