السياسة

عقدة المغرب تطارد الجزائر.. "درع الصحراء" للرد على "الأسد الأفريقي"!!

متابعة الأربعاء 10 أغسطس 2022
تبون شنقريحة
تبون شنقريحة

Ahdath.info

أكدت موسكو المعلومات المتداولة منذ أسابيع حول تخطيط الجزائر لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا تحمل اسم “درع الصحراء” في الجنوب الغربي للبلاد قرب الحدود مع المغرب، خلال شهر نوفمبر القادم، وذلك لأول مرة في تاريخ المؤسستين العسكريتين في الجزائر وروسيا.

يأتي هذا في وقت يقول فيه مراقبون جزائريون إن عقدة المغرب باتت تطارد النظام الجزائري الذي تحركه ثنائية النكاية والتقليد، وإن تحركاته ومواقفه في أغلبها تتحكم فيها ردة الفعل تجاه المغرب واتخاذ قرارات إما نكاية في الرباط أو تقليدا لما تقوم به مثل مناورات “درع الصحراء” التي تأتي تقليدا لما دأب المغرب على تنفيذه من مناورة “الأسد الأفريقي” بمشاركة قرابة عشرين دولة من بينها الولايات المتحدة.

ويشير المراقبون ، وفق ونقله موقع العرب، إلى أن سياسة الجزائر الخارجية ظلت طوال عقود محكومة بمنطق رد الفعل على تحركات الجارة الغربية، ولا تقوم على المبادرة أو الاستباق، لافتين إلى أن النظام الجزائري يسعى للإيحاء بأن مناورات محدودة مع روسيا يمكن أن توازي في الحجم والصدى مناورات كبيرة بين المغرب والولايات المتحدة وقوى إقليمية أخرى، وأن رسائله موجهة إلى الداخل الجزائري أكثر منها إلى الخارج.

وكان الرجل الأول في المؤسسة العسكرية الجزائرية الفريق أول سعيد شنقريحة أعلن، على هامش المناورات الليلية التي أجراها الجيش الجزائري بالذخيرة الحية مطلع شهر يونيو الماضي تحت مسمى “الصمود 2022″، أن “الجيش الجزائري سيجري في شهر نوفمبر المقبل مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الروسي”.

ويرى المراقبون أن تركيز مناورات “درع الصحراء” على الحدود مع المغرب يبدو في ظاهره عملا استفزازيا، لكن المملكة لا تقيم وزنا لمثل هذه التحركات خاصة أنها تعرف أن الأمر لا يتعلق بها مباشرة، وأن النظام الجزائري المأزوم داخليا يريد أن يخفف عنه الضغوط بمثل هذه التحركات.

ويلفت هؤلاء المراقبون إلى أن الجزائر ليس في مقدورها ولا من مصلحتها التصعيد العسكري مع المغرب في ظل العزلة التي تعيشها والانتكاسة التي عرفتها في قضية الصحراء وحصول المغرب على دعم كبير للمقاربة التي يعرضها لحل مشكلة الصحراء، والتي تقوم على الحكم الذاتي الموسع؛ إذ دعمت هذا الحل الولايات المتحدة ودول أوروبية وأفريقية وعربية.

في المقابل توترت علاقات الجزائر في محيطها الإقليمي وخاصة بعد الأزمة التي نشبت بينها وبين إسبانيا وإعلان قطيعة من جانب واحد قبل أن تضطر الجزائر إلى التراجع عن قراراتها دون مبررات واضحة.

ويلفت استدعاء الجيش الروسي  للمشاركة في المناورات إلى وجود أزمة حقيقية داخل الجزائر التي صارت تشعر بالعجز تجاه تفوق المغرب في بناء تحالفات عسكرية وأمنية واقتصادية مع أطراف مختلفة، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل. وهو الوضع الذي بات يزعج الجزائر ولم تجد للرد عليه سوى استدعاء روسيا في الوقت الذي تعاني فيه الأخيرة من اشتراكها في حروب مختلفة، وهو ما يجعلها في حل من أي مساع للتصعيد في منطقة جديدة.

وأعلنت الخدمة الصحفية للمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا الثلاثاء أن التدريبات الروسية – الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، التي تحمل اسم “درع الصحراء 2022″، ستجرى في الجزائر للمرة الأولى، وذلك خلال نوفمبر في ساحة تدريب قاعدة حماقير في الجزائر.

وأوضحت الخدمة أن التمرين سيتم بمشاركة نحو 80 عسكريا من وحدات البنادق الآلية المتمركزة في شمال القوقاز، ونحو 80 عسكريا جزائريا. وخلال التمرين ستقوم القوات بمهام للبحث عن جماعات إرهابية وكشفها والقضاء عليها في مناطق صحراوية.

وكانت التدريبات الروسية – الجزائرية المشتركة الأولى قد أجريت في أوسيتيا الشمالية خلال أكتوبر 2021 بمشاركة ما مجموعه نحو 200 جندي.

ويتضمن جدول المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية لعام 2022 تدريبات مشتركة مع القوات المسلحة من كل من مصر وكازاخستان وباكستان.