ثقافة وفن

مرميد يفضح محترفي اللعب في السينما: لجنة الدعم وأخواتها..

بقلم: بلال مرميد - ركن CBM ميدي 1 الخميس 04 أغسطس 2022
33B8A0A2-2590-4025-A9A8-C70B77BCFF07
33B8A0A2-2590-4025-A9A8-C70B77BCFF07

AHDATH.INFO

هو أمر مرهق،

أن تشرح لسنوات مكامن الخلل في طريقة دعم الأعمال السينمائية عندنا، ليتفق معك أغلب عقلاء الحرفة. ثم نترك في الأخير كل الاقتراحات الصالحة، ونعتمد في التقييم على تلك الطالحة. عيب كبير أن نجتر في كل دورة من دورات منح الدعم نفس الأسباب التي تدعو للقرف، وأن تبقى الأمور على حالها. أن لا نغير أي شيء، مع الإصرار على الاحتفاظ بنفس العادات القبيحة.

طالعت مثل بقية الخلق نتائج لجنة دعم الأعمال السينمائية برسم الدورة الثانية من العام الحالي التي ترأسها غيثة الخياط، وشعرت كالعادة بكثير من أسى يبعث على الأسى، لكني لم أتفاجأ نهائيا. فيلم قديم، نعيد عرضه في كل مرة، وقرارات لا تحظى بالإجماع، ولجان لا يستوعب بعض من أعضائها معنى قراءة سيناريو فيلم سينمائي.

قائمة المشاريع المدعمة ضمت وتضم أيضا هذه المرة استثناء جميلا او اثنين، لكن أسماء أخرى تطرح بخصوصها كثير من علامات استفهام. كيف يمكن لبعض من أناس لا يكتبون أسماءهم بطريقة سليمة، أن يدعموا ككتاب سيناريو، وكيف يمكن لآخرين نخبر من زمان وهنهم أن يحتجوا على عدم دعم ما يقترفونه. أشياء غريبة حصلت وتحصل، لأن الطريقة التي يتم الاشتغال بها، لن تحقق أي نقلة نوعية في سينمانا. بهذه الأسلوب وبهذا الارتجال، سنتوفق فقط في حصد مزيد من إخفاقات. هناك أساس يمكن أن ننطلق منه، ومنه يمكن أن نعبر نحو تعديل مرسوم تحديد شروط ومساطر الدعم. أن نحدد أهدافنا منذ البدء، وندعم الكفاءات، دون أن ندفع للاختيار بين القبول بنتائج لجان الدعم، أو التلويح بمنح مفاتيح السينما لشركات إنتاج تقتل المكتسبات. شخصيا، كنت ولا زلت وسأبقى ضد الاحتمالين معا، لأن الحل متوفر، إن كانت الرغبة الفعلية هي الإصلاح. هناك تفاصيل كثيرة تحتاج المراجعة، ومنها الكيفية التي تقدم وتناقش بها المشاريع، وطريقة التصويت، مع تبرير الاختيارات في الأخير. هو مجال تواصل بامتياز، وعندنا يغيب التواصل بين اللجان والمرشحين، وتشك أحيانا كمتتبع في النوايا للأسف الشديد.

هو أمر مرهق،

أن أجد نفسي أكتب عن موضوع خصصت له شخصيا عشرات الأركان في السابق، وهو أمر متعب أن تقرأ شهادات لأناس عبروا أمام لجنة تقمعهم أكثر مما تسألهم عن سيناريوهاتهم. هناك كفاءات في المجال، لكن المشكل يكمن في أن بعض العجزة من سينمائيينا و نقاقيدنا اعتادوا أن يأكلوا، ولا يتعبون من الأكل. بعضهم يعترضون حين يرون اسمي ضمن لجان التحكيم. يفضون بضعفهم حين أتكلم، ويحتجون حين أصمت. هؤلاء، أبشرهم بأن عطلتي انتهت، وبأني قبلت بعد ساعات من تردد اقتراح عضوية لجنة تحكيم الفيلم الطويل في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في شتنبر المقبل. هؤلاء، يتمنون بأن يشوشوا على علاقتي الصافية مع غالبية السينمائيين المجتهدين عندنا، ومع جمهور السينما في هذا البلد. هؤلاء المساكين الذين أعرف كثيرا من تفاصيل تخص أساليبهم الرخيصة في الماضي وفي الحاضر، أخبرهم بأن المستقبل لنا، وليس لغيرنا. السينمائيون الحقيقيون، وجمهور السينما، أسكن في عقولهم، ولست مضطرا لأدفع ثمن الإيجار. سأعود للموضوع هذا الأسبوع لأن الرأسمال الزمني لفترة راحتي انقضى، والسلام.

#CBM