السياسة

ميارة :العالم يواجه أزمة تضخم غير مسبوقة وحالة من عدم اليقين في أسواق الغذاء والطاقة

سكينة بنزين الخميس 07 يوليو 2022
النعم ميارة
النعم ميارة

AHDATH.INFO

في كلمته أمام المشاركين بالندوة الدولية حول "السيادة والأمن الغذائي، بين تحديات الظرفية العالمية ورهانات الأمن الاستراتيجي"، أكد النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين، على مكانة  الرباط كعاصمة للتعاون جنوب-جنوب، بعد نجاحها في استقطاب عدد من ممثلي القطاعات الحكومية والمنظمات الدولية وممثلين عن مجموعة من البرلمانات الاقليمية، بالإضافة الى ثلة من ممثلي مراكز التفكير والخبراء والباحثين الدوليين والوطنيين، لمناقشة موضوع السيادة والأمن الغذائي، في سياق عالمي صعب ومعقد.

وأشار ميارة أن العالم يواجه أزمة تضخم غير مسبوقة، وحالة من الشك وعدم اليقين في أسواق الغذاء والطاقة وسلاسل اللوجيستيك والتوريد. كما يلاحظ وجود ارتفاع كبير في الطلب العالمي للغذاء وتوجه مجموعة من الدول الى تقييد تصدير المواد الأساسية كالقمح والأرز والسكر والزيوت وبعض المواد الأولية الأخرى الخاصة بالصناعات الغذائية، وذلك بسبب تداعيات جائحة كورونا،و الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة العالمية التي تضاعفت في السنة الأخيرة،  خصوصا في ظل الارتفاع الكبير في تكلفة اللوجيستيك البحرى بمستويات تتعدى 500% في بعض الحالات.

وأضاف ميارة خلال استحضاره لعدد من المعطيات التي تزيد من تعقيد الوضع العالمي، الحديث عن الحرب بأوكرانيا التي فاقمت أزمة الأمن الغذائي بالعالم، وذلك للمكانة الهامة لروسيا وأوكرانيا في أسواق الغذاء العالمية. خاصة وأن البلدين يعتبران منتجان رئيسيان للقمح والشعير والذرة، كما يساهمان بنحو 12% من صادرات بذور اللفت عالمياً، و10% من بذور نوّار الشمس، إلى جانب التغيرات المناخية التي تشكل تهديدا مضاعفا للمنظومة العالمية للأمن الغذائي.

رئيس مجلس المستشارين قال أن العالم يقف عند منعطف حاسم بسبب وجود مأزق غذائي هيكلي،ما يتطلب بناء نماذج وطنية فعالة لضمان الامدادات اللازمة للغذاء بشكل عادل ومنصف، كما استحضر التوجيهات الملكية خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية الحادية عشرة، حين أشار صاحب الجلالة أن الأزمة الوبائية قد أبانت عن "عودة قضايا السيادة للواجهة ، والتسابق من أجل تحصينها ، في مختلف أبعادها ، الصحية والطاقية ، والصناعية والغذائية ، وغيرها ، مع ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض" وشدد جلالته على "على ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة ، تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية ، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية ، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية ، بما يعزز الأمن الاستراتيجي للبلاد.".

وأشار ميارة أن مجلس المتشارين سارع بعد التوجيهات الملكية  إحداث مجموعة العمل الموضوعاتية حول الأمن الغذائي، لتقديم تقرير مبتكر للمساهمة في التفكير الوطني من أجل بناء نموذج مغربي للسيادة والأمن الغذائي، بناء على تقييم موضوعي لوضعية الأمن الغذائي والقيام بجلسات استماع وزيارات ميدانية لمجموعة من القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية المعنية والمقاولات العاملة في المجال الفلاحي ومجموعة القرض الفلاحي وأسواق الجملة، بجانب الاطلاع على نماذج فلاحية تساهم بشكل كبير في تقوية المردودية الزراعية والتخزين الزراعي وبناء منظومة اقتصادية لتقوية الطبقة الوسطى بالعالم القروي.

و دعا ميارة إلى التفكير في إحداث  آلية مؤسساتية مستقلة لتدبير الاستراتيجيات الوطنية للسيادة والأمن الغذائي، إلى جانب تقوية التعاون الثنائي بين الدول و اعتماد نظام متعدد الأطراف يساهم في الدفاع عن المصالح ويطور أسلوبا عالميا جديدا للتعاون من أجل الوصول الى عالم بدون جياع، إلى جانب الدعوة لتعزيز تمويل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الغذاء العالمي ليطلعوا بمكانة أكبر في مواجهة المأزق الغذائي الذي يعيشه العالم.

واستحضر ميارة ما جاء في الخطاب الملكي إلى قمة قادة الدول ورؤساء الحكومات حول التصحر والتدبير المستدام للأراضي التي انعقدت شهر ماي الماضي بأبيدجان، حيث أكد جلالته أنه قد أصبح "الأمن الغذائي والأمن الإنساني، والأمن بوجه عام، إلى جانب الأمن البيئي، موضوعا على المحك. فكل أرض تهجرها الحياة يستوطنها انعدام الأمن. وكما نرى اليوم، فالمناطق المعروفة بتدهور ظروفها البيئية بشكل بالغ، هي في الغالب، المناطق نفسها التي تندلع فيها الصراعات والنزاعات، ويضطر فيها السكان للنزوح والهجرة، وتسعى الجماعات الإرهابية والانفصالية إلى التسلل إليها"، وهي رسالة ملكية تحمل دلالات عميقة حول الارتباط الكبير بين الأمن الغذائي والأمن الاستراتيجي العالمي.