السياسة

ألمانيا تتعرض لأسوأ موجة جفاف منذ عام 1766

متابعة الجمعة 24 يونيو 2022
45146348_303
45146348_303

AHDATH.INFO

تواجه ألمانيا منذ عام 2018 موجة جفاف تتصاعد وتيرتها باستمرار مع تناقص معدلات الأمطار في مناطق واسعة من البلاد.

وفي مناطق كثيرة من ألمانيا جفت تربة الغابات الأمر الذي فاقم من مخاطر نشوب الحرائق.

وفي نهاية الأسبوع الماضي (بين يومي 18-19 يونيو)، اندلع حريقان كبيران في براندنبورغ، وتطلب أحدهما إخلاء قرية من سكانها.

واحتاج إتمام العمل على إطفاء الحرائق لعدة ساعات فقط من المطر المستمر ما ساعد رجال الإطفاء على الانتهاء من عملهم، لكن درجات الحرارة عادت للارتفاع بالفعل مرة اخرى ما يهدد باندلاع حرائق جديدة مع مرور الوقت، خاصة مع عدم وجود إشارات لاحتمال هطول الأمطار مجدداً. فهل سيكون عام 2022 عام جفاف آخر؟

وبحسب الدكتور أندرياس ماركس الخبير البيئي فإن الوضع سيء في ولايات براندنبورغ وساكسونيا وساكسونيا السفلى، "إذ تزداد التربة جفافاً كل 50 عامًا"، مضيفاً أن موجة الجفاف المتصاعدة بدأت في يونيو 2018، ولم ترتفع مستويات الأمطار مجدداً حتى يومنا هذا، ما جعل التربة تعاني من جفاف شديد للغاية لتصبح هذه هي السنة الرابعة للجفاف"، مؤكدأ أن "ما يحدث اليوم هو نتاج لتغير المناخ".

ويؤكد علماء البيئة والمناخ في ألمانيا أنه من الضروري للغاية احتواء أعلى مترين من التربة على نسب مقبولة من المياه قبل أن تتسرب إلى المياه الجوفية، لكن المشكلة تكمن في أن معدلات تجدد المياه في ألمانيا تنخفض باستمرار، وهو أحد الأسباب التي تجعل، على سبيل المثال، آبار إطفاء الحرائق في براندنبورغ اليوم تقع على عمق يتراوح بين 30 إلى 40 مترًا، فيما كان يكفي في السابق الحفر لمسافة ما بين 10 إلى 20 مترًا كحد أقصى للوصول إلى المياه الجوفية واستخدامها في عمليات الإطفاء.

ويوضح خبير البيئة في مركز هيلمهولتز قائلاً: "يُعد الجفاف حدثاً متطرفاً في ألمانيا.. فمن المؤكد أن البلاد لم تكن جافة بهذا الشكل منذ عام 1766 وحتى ربع الألفية الحالية.. هذا ما أثبتته الدراسات التي أعادت بناء المناخ في ألمانيا."

وبينما تعاني أجزاء كبيرة من ألمانيا من الجفاف، لكن الدكتور أندرياس ماركس لا يتوقع أن تظل الأمور على ما هي الآن، "فالمشكلة فقط أننا لسنا معتادين على هذا النمط من المناخ لأننا نفتقر إلى الإحساس بأن الجفاف يتصاعد ببطء، لكنه سيبقى لعدة أشهر أو سنوات، ثم تعود الأمور إلى التحسن".