السياسة

صحافتنا المغربية ومفترق الطرق الدائم !

الأحداث المغربية الأربعاء 15 يونيو 2022
C2EB12AC-99A9-4A7F-B9EF-95E66B0EEF17
C2EB12AC-99A9-4A7F-B9EF-95E66B0EEF17

AHDATH.INFO

تعيش صحافتنا المغربية على إيقاع ساخن حقا، في وضعيتيها، المادية والمعنوية، منذ جائحة كورونا.

طبعا نعيش الضائقة المالية الناتجة عن المنافسة الشرسة غير الشريفة، وعن دخول كثير من العوامل الجديدة إلى الميدان منذ سنوات عديدة، لكن الجائحة ضربتنا فعلا في مقتل.

اهتدينا نحن أهل هذا الميدان إلى طريقة استطعنا من خلالها إيقاف النزيف بعض الشيء، بعد أن استجابت الدولة المغربية - مشكورة - لنداءاتنا وساعدت كل - وليس جل - المقاولات الإعلامية الوطنية على البقاء صامدة تمارس مهنتها/رسالتها، وتقدم منتوجها الذي يحظى بنسبة من القبول ونسبة من الرفض مثل أي منتوج آخر (سياسي، ثقافي، اقتصادي...) يتوجه إلى الناس ويقبل لعبة العرض والطلب الشهيرة.

إلى هنا، ولا إشكال، فقد خضنا معركة كوفيد ومابعده بشجاعة نستحق أن نشكر أنفسنا عليها، لكننا الآن في مواجهة القادم، ونعتقده - دون تشاؤم مبالغ فيه - أصعب بكثير.

لذلك يجب أن تتحد أصواتنا في هاته المهنة، لكي يكون الصوت واحدا قادرا على إيصال الرسالة.

لذلك يجب أن نترفع على اختلافاتنا العابرة - وهي فعلا عابرة وهاته المهنة دائمة - لكي نقدم باسم حرفتنا/هويتنا ترافعا حقيقيا عنها يليق بها.

كثير من الصادقين في الانتماء إلى الصحافة وفي حب ميدان الصحافة يساورهم نوع من العياء، أو القلق، أو التبرم، لأنهم يرون إلى أين تسير الأمور.

المطلوب اليوم منا، ومن عقلائنا أساسا (لأن الجنون هدم هذا المجال) هو أن نجد صيغة ما لتقديم ترافع عاقل، وطني، مغربي، مهني، صادق، غير مكترث بالعابر من المنافع، عن ميداننا، لكي يقتنع من نخاطبهم في الضفة الأخرى أننا حقا نستحق الانتباه والاستماع.

اليوم نحن في مفترق طرق حقيقي في هذا المجال.

سنعبره جميعا. أو لن يمر أي منا.

لنفكر فيها ذات مرة بعيدا عن تضخم ذواتنا، لأنها ذوات في الأصل وفي نهاية المطاف جد صغيرة.

اللهم قد بلغنا. اللهم فاشهد