السياسة

سلا.. ملتقى المبدعين الشباب يناقش قضايا الأدب والنشر الرقمي

ع. عسول الاثنين 13 يونيو 2022
Capture d’écran 2022-06-13 à 09.33.05
Capture d’écran 2022-06-13 à 09.33.05

AHDATH.INFO

 

أبرزت الدورة الرابعة لملتقى المبدعين الشباب في موضوع "الأدب والنشر الرقمي" مدى الصعوبات والتحديات الإبداعية والثقافية والمجتمعية التي يطرحها الفضاء الرقمي الأزرق أمام المبدعين الشباب  لخلق أدب رقمي  قادر على الإندراج الإيجابي والمنتج في العصر الحديث  ؛عصر الذكاء الصناعي والتكنولوجي دون التفريط في الهوية والثقافة المحلية و في تفاعل مع الأدب العالمي.

وفي مداخلة له بالمناسبة ، سجل الكاتب والباحث أحمد عصيد " أن الإبداع الشبابي لا يأخذ حقه من الإهتمام في السياسات العمومية؛ ولا في وسائل الإعلام ولذا النخب ؛ لكن ما أثار  الإعجاب هو ما ورد في تقرير النموذج التنموي الجديد؛عندما تحدث عن تحرير الطاقات على مستوى قطاع الشباب والتعليم والثقافة؛ وهو ما وجب أن ينعكس في البرنامج الحكومي.."

وأضاف عصيد متحدثا في الدورة الرابعة للملتقى المذكور ؛ الذي  نظمته مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب يوم السبت 11 يونيو الجاري بسلا؛ تحت إشراف الكاتبة المقتدرة لطيفة باقا ؛ أضاف عصيد " أن تحرير الطاقات لذا الشباب يظهر في مجالات الإبداع ورؤيتهم للعالم وللذات ؛ في نصوصهم المكتوبة وخصوصا تلك المنشورة على الفضاء الأزرق، حيث سنتوقف مثلا في الأدب الأمازيغي قصة وشعرا ورواية ومسرح ؛  على أربع معطيات ؛ أولها هو العلاقة والإشتغال مع اللغة؛ وثانيها العلاقة مع التراث الثقافي؛ وثالث معطى العلاقة مع الأدب العالمي بأمريكا الحنوبية وآسيا؛ ورابع معطى هو التفاعل الإلكتروني للنص ؛ منوها بالعمل الكبير الذي قدمته رابطة ثيرا بأكادير  والتي دعمت الأدب الشبابي حيث استطاعت نشر 235 إصدارا لحد الآن."

وفي جواب له عن سؤال لماذا نكتب؟ كسؤال ذي أولوية وأهمية في الكتابة؛ شدد عصيد "أن الجواب يختلف من كاتب أو كاتبة إلى آخر ؛ فهناك من يرى أنه يكتب لتحقيق ذاته وإبراز قيمته ؛ وهناك من يكتب كي لا يغضب بطريقة غير لائقة؛ وبالنسبة له شخصيا فهو يكتب تلببة لحاجة ثقافية ملحة يشكل عدم تصريفها أرقا يطرد النوم من عينيه.."

وفي ارتباط بأسئلة الملتقى ؛ أكد المتحدث نفسه " أنه بقدر ما يوفر الفضاء الرقمي حرية أكبر في التعبير والنشر  بجودة و رصانة؛ بقدر ما يفرز تعبيرات تنفث الرداءة والقبح والعنف؛رابطا السبب في ذلك بفشل التعليم ؛ وفي غياب الحرية وثقافة حقوق الإنسان بشكل عرضاني ؛ وغياب أيضا المعنى لذا النخب والمثقفين ؛ مما يشجع على التعبير في الصفحات الإجتماعية بعنف لفظي ورمزي كنوع من التنفيس عن قهر اجتماعي وعن الإختناق ..داعيا إلى اعتماد مقاربة سوسيو تربوية  قادرة على إشاعة لغة أكثر جمالية و بمضامين وقيم راقية "..

من جهتها قاربت الباحثة الجامعية زهور كرام والمتخصصة في الثقافة الرقمية؛ قاربت موضوع الملتقى؛ بقراءة نظرية عميقة؛ ربطت فيها الأدب والفضاء الرقمي بالتنمية؛ متوقفة على أهمية التفكير  بمفاهيم تخص مجال الأدب وتطوره وتشكله المستمر  حسب كل مرحلة  وطرح إشكاليات الشباب والإنسان؛ والوعي بموقعهما الجديد في العصر الرقمي بأسئلته وشروطه الجديدة.

وركزت ذة.كرام على " مفهومي الإبتكارية والإبداعية في هذا العصر الرقمي الخامس المعنون بالذكاء الإصطناعي الذي يتيح ويسهل شروط التعبير والإنتاج الثقافي؛ والذي أصبح ضابطا للحياة الإنسانية الحديثة؛بشكل غير من الأولويات والتحديات ؛ وهو ما يتطلب في نظر المتدخلة  تملك أدوات المعرفة الرقمية عبر التكوين المحكم منذ التعليم الأولي؛ وذلك لضمان تموقع جيد في روح العصر الحديث؛ ويستدعي أيضا من الأدباء بشكل عام والشباب بشكل خاص  الإستعمال الأمثل للفضاء الرقمي كواجهة لتحرير الطاقات وكتابة نصوص إبداعية تساهم في التنمية وتطوير الصناعة الثقافية ورقمنة الثراث والحضارة في رؤية واعية للمستقبل ..".

يذكر أن أبو بكر التطواني رئيس مؤسسة الفقيه التطواني ؛ كان قد استهل الملتقى بكلمة " سجل فيها أن  الدورة الرابعة تأتي للإصغاء لأصوات شبابنا المبدع بلغات أدبنا الوطنية وبحساسياته المتنوعة ولنكتشف مرة أخرى طراوة البدايات ودهشة النصوص الأولى..."

مؤكدا أن  هذا الموعد استطاع  أن ينجح في تنزيل فكرة بدأت صغيرة لكنها كانت ومنذ البداية تحمل بين طياتها إيمانا كبيرا بدور الطاقات الشابة في ضمان الاستمرار. لقد برز هذا الموعد وسط كمّ كبير من المواعيد التي أخذت شكل نقاش سياسي واجتماعي واقتصادي حرصت مؤسستنا منذ إنشائها على الانخراط فيه، ويتأكد  اليوم ومع توالي الدورات أن هذا الموعد استطاع بالفعل أن يحقق لنفسه مكانة خاصة خصوصية الرهان الذي نرفعه.

حيث يسعى الملتقى إلى مقاربة كل القضايا التي يمكنها أن تمس شبابنا المبدع ويفتح معه حوارا مباشرا لنكتشف خصوصية هذا الجيل وفرادته ومفهومه للأدب وللفن... كما يسعى  إلى تسليط الضوء على تلك الإضافة النوعية التي يمنحها جيل الشباب لمشهدنا الثقافي المغربي بشكل عام ومشهدنا الأدبي على وجه الخصوص.

حيث الهاجس كان دائما هو الحوار ومد جسور التواصل لضمان الاستمرارية، فمثلا خلال الملتقى الثاني الذي نظم سنة 2020 موضوع "حوار الأجيال الأدبية". و كما يلاحظ يقول رئيس مؤسسة الفقيه التطواني ؛ فموضوع هذه الدورة لا يبتعد كثيرا عن قضية حوار الأجيال على اعتبار أن العالم الرقمي يوجد في صميم هذا النقاش؛ مسجلا أن المؤسسة من جانب آخر ستشرع في تعليم اللغة الأمازيغية تفعيلا لمقتضيات الدستور و كنوع من  التصالح مع الذات والهوية المغربية .

و اختتم  الملتقى  بقراءة عدد من النصوص الإبداعية لكتاب وكاتبات ومبدعين شباب  ؛ في أجناس القصة والشعر والرواية  ؛بالعربية والأمازيغية؛ منهم محمد خلفوف كاتب مغربي ؛ ملعيد العدناني شاعرة وروائية أمازيغية؛ خديجة الحمداي  كاتبة وشاعرة أمازيغية؛ صالح أيت صالح كاتب وشاعر؛ لحسن أيت ياسين كاتب قصة؛محمد إدسان كاتب قصة ..