مجتمع

ساكنة "إريغ نتهالة" محرومة من حق الصحة وآيت الطالب يراهن على استقطاب الأطباء الأجانب أو مغاربة العالم

سكينة بنزين الاحد 12 يونيو 2022
خالد آيت الطالب
خالد آيت الطالب

AHDATH.INFO

تعاني ساكنة جماعة "إريغ نتهالة" بإقليم تيزنيت، منذ شهور بسبب انتقال طبيب المركز الصحي للجماعة نحو المركز الصحي بتافراوت، الأمر الذي جعل مئات المرضى يواجهون ألمهم بدون طبيب، وهو ما اعتبرته الساكنة "إهانة لها وتمييزا غير مبرر"، إلا أن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، كان له رأي آخر، حين أوضح أن الطبيب المعين للعمل بالمركز الصحي القروي من المستوى الثاني تاهلة لم ينتقل للعمل بالمركز الصحي بتافراوت، وإنما تم تعيينه بصفة مؤقتة ولفترة محدودة فقط للعمل بهذا المركز لعدد من الاعتبارات.

ومن الغريب أن الاعتبارات التي استعرضها آيت الطالب لتبرير قرار نقل الطبيب، هي نفسها التي سردتها ساكنة جماعة "إريغ نتهالة"، وفق ما جاء في سؤال كتابي للنائبة خديجة أروهال،عن حزب التقدم والاشتراكية، التي أشارت أن منسوب القلق يزداد بين صفوف الساكنة مع حلول فصل الصيف، حيث تكثر الحالات الاستعجالية والخطيرة التي تستدعي التدخل الفوري للطبيب، بفعل موجة الحرارة وارتفاع حالات لسعات العقارب ولذغات الأفاعي، ليشير وزير الصحة من جهته أن سبب نقل الطبيب هو " ضمان استمرارية الخدمات الطبية بمستعجلات القرب بالمركز الصحي الحضري من المستوى الثاني تافراوت، خصوصا في هذه الفترة التي تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة وما يصاحب ذلك من انتشار لحالات التسمم بواسطة لدغات الأفاعي والعقارب".

وعن ملابسات التي تحيط انتقال طبيب المركز الصحي إلى جماعة أخرى، قال وزير الصحة أن الأمر مرتبط أيضا باستفادة  الطبيبة الوحيدة المعينة بالمركز   من رخصة مرضية بسبب حملها، وفي الوقت الذي أصبحت فيه ساكنة جماعة "إريغ نتهالة" بدون طبيب، أوضح آيت الطالب أن وزارته زودت المركز الصحي تاسريرت  بطبيبة ثانية للعمل بهذا المركز الصحي بصفة مؤقتة، نظرا لما يقتضيه تفعيل عمل مستعجلات القرب بهذا المركز.

وفي الوقت الذي تطالب فيه الساكنة الوزارة بتعويض الطبيب "فورا" للحيلولة دون وقوع الفراغ الذي أحدثه هذا الانتقال المفاجئ الذي تسبب في متاعب كبيرة للمرضى، اختار الوزير المفاضلة بين المركزين استنادا لعدد الساكنة، مشيرا أن مستعجلات القرب تافراوت تقدم خدماتها لساكنة تقدر بحوالي 7686 نسمة، إضافة لساكنة الجماعات الترابية المجاورة، مثل أملن وأفلا إغير، وتارسواط وتاسريرت وإريغ نتهالة، في الوقت الذي لا تتعدى ساكنة جماعة إري نتهالة 1379 نسمة، كما أنها وفق توضيحات آيت الطالب، لا تبعد عن المركز الصحي بتافراوت سوى ب 15 كلم، في الوقت الذي تتعدى فيه المسافة بين المركز الصحي بتافراوت والمركز الاستشفائي الإقليمي بتيزنيت 100 كلم.

وتظهر تبريرات وزير الصحة أن مطالب الساكنة بتوفير طبيب في أقرب فرصة قد تبقى معلقة لأجل غير مسمى، حيث أشار إلى النقص المزمن في الأطر الصحية، مع الحديث عن تكثيف الوحدات المتنقلة لاستهداف الساكنة بالمناطق البعيدة، وأضاف آيت الطالب أن إكراهات القطاع ذات بعد بنيوي يطبع كامل المنظومة الصحية بالمغرب، موضحا أن وزارته تعول على تفعيل مقاربة جديدة عبر تفعيل البرنامج الوطني الطبي الجهوي لتحقيق مرونة أكبر في حركية مهنيي الصحة بالجهة، واعتماد التشغيل الجهوي لسد الخصاص الحاصل حسب الاحتياجات الجهوية، وإحداث الخريطة الصحية الجهوية، وإقرار إلزامية احترام مسلك العلاجات وكذا استثمار النتائج المرجوة من تقليص سنوات التكوين في المجال الطبي، إلى جانب  استقطاب الأطباء الأجانب أو مغاربة العالم من الخارج وفتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي في القطاع.