السياسة

الصراع بين أجنحة النظام في الجزائر يسقط مدير المخابرات ومساعده

متابعة الخميس 12 مايو 2022
شنقريحة
شنقريحة

Ahdath.info

في أقل من عامين يسقط ثلاثة من مدراء جهاز المخابرات الخارجية الجزائرية، في مشهد يكشف عن حجم الصراع الدائر بين أجنحة النظام العسكري في دولة شنقريحة.

آخر المدراء المقالين من رئاسة مديرية التوثيق والأمن الخارجي (DDSE) ، والمخابرات الأجنبية الجزائرية ، وأحد الفروع الرئيسية لأجهزة المخابرات الجزائرية، هو اللواء محفوظ نور الدين مكري، ومساعده العقيد حسين حميد، الملقب “حسين بولحية”.

القرار الذي كشف تفاصيله موقع الجزائر بارت، ربطه بما أسماه تورطهم في "خروقات خطيرة" ، لكنه في واقعه يكشف حقيقة الصراع على السلطة والذي يتم بسبب استعمال حرب تكسير العظام لرجال كل طرف.

ويوصف المدير المقال اللواء محفوظ نور الدين مكري، بـ“الرجل العجوز المريض والمتعب”، حيث سبق أن قاد جهاز DDSE منذ نهاية يناير 2021.

وتم إعفاء مكري، وفق ذات المصدر، في أعقاب تحقيق كبير تم إجراؤه بشكل سري لعدة أشهر الى جانب العقيد حسين حميد، الملقب “حسين بولحية”، الرجل الذي نصب نفسه كرئيس حقيقي لـ DDSE منذ بداية صيف 2021 في ظل اللواء محفوظ القديم الذي فوض له جميع صلاحياته في ظروف مزعجة، مما تسبب في قلق كبير في صفوف كل ضباط المخابرات الجزائرية.

إنزعاج يفسره قبل كل شيء الممارسات الفاضحة للعقيد حسين، الذي استخدم مصالح مديرية التوثيق والأمن الخارجي DDSE لإطلاق عمليات لزعزعة استقرار المؤسسات الأخرى للدولة الجزائرية بهدف وحيد هو ترسيخ نفوذ العشيرة التي تنتمي إليها.

وقد هزت هذه المديرية، التي تعتبر أحد أهم مديرية المخابرات الخارجية الجزائرية، منذ صيف عام 2021 فضائح متتالية أزكمت الأنوف، بسبب القبضة الخانقة التي أحكمها العقيد حسين بولحية وأساليبه المافيوزية المتمثلة في التلاعب بمؤسسته لنسف صناع القرار في الدولة  من أجل إشعال الحرب العشائرية التي لا نهاية لها والتي يتمثل هدفها النهائي في إضعاف سلطة الدولة لتسهيل استيلاء رعاتها على السلط ، وجميعهم من كبار ضباط الأمن العسكري السابقين خلال العقد الأسود المأساوي.

هذه الإقالة لم تكن الوحيدة، فقد سبق أن عرف الجهاز قبل حوالي السنتين مواجهات بالرصاص، انتهت بإعفاء  مدير جهاز المخابرات الخارجية السابق العقيد رميلي من منصبه.

وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان لها بعد ذلك، تنصيب اللواء محمد بوزيت مديرا عاما للوثائق والأمن الخارجي، خلفا للعقيد كمال الدين رميلي.

وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، جاء في بيان الوزارة أن "اللواء السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش بالإنابة، أشرف على تنصيب اللواء محمد بوزيت في منصب المدير العام الجديد للأمن الخارجي والوثائق، باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع الوطني".

ودعا قائد الجيش الجزائري العاملين في هذه الإدارة إلى "الالتفاف حول قائدهم الجديد ودعمه ومساندته من خلال التزامهم، على جميع المستويات وفي حدود صلاحياتهم، بالقيام بالمهام المنوطة بهم بكل الصرامة اللازمة والمثابرة الضرورية، بما يكفل حماية المصالح العليا للجزائر".

وتعد "إدارة الأمن الخارجي والوثائق" من القطاعات الثلاثة لجهاز المخابرات الجزائري الذي تقرر إعادة هيكلته في 2016، حيث تختص إدارة الأمن الخارجي والوثائق بمتابعة قضايا التجسس، بالإضافة إلى الإدارة المركزية لمصالح أمن الجيش.