مجتمع

مواطن سعودي من ضحايا مصحة التازي يحكي قصة معاناته

موسى عزوزي الاحد 01 مايو 2022
tazi_1606073435
tazi_1606073435

ahdath.info

بألم وحسرة عميقين يحكي مواطن سعودي – رفض الكشف عن هويته- قصة وقوعه ضحية بين أيدي من أسماهم بزبانية مجزرة التازي على حد تعبيره، أخطاء طبية كادت تودي بحياته لولا الألطاف الإلهية، ومعاناة استمرت عدة شهور وجراح جسدية ونفسية لم تندمل بعد.

يقول المواطن السعودي( ف- د): سبق أن أجريت عملية جراحية لإنقاص الوزن الزائد في بلد عربي، وبعد أن زرت الطبيب الأردني المشهور محمد خريس وطبيبا آخر بعين شمس بمصر أخبراني أن عملية شد البطن وإزالة الترهلات الناجمة عن فقدان الوزن تتطلب وقتا طويلا بل سلسلة من عمليات جراحية، لكنني منذ أن حللت بالمغرب سنة 2021 وأنا أسمع عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ووسائط التواصل الاجتماعي بمن كان يسمى بطبيب الفقراء وكفاءته في التجميل، فقررت زيارته في شأن الترهلات على مستوى البطن، استقبلني في مكتب فاخر مزين بصور جلالة الملك محمد السادس وهو يسلمه الوسام ، وصور مع شخصيات أخرى مفتخرا بكون عدة مواطنين من المملكة السعودية والخليج قد أجروا لديه عمليات تجميل ناجحة، وأوهمني أنه قادر على إجراء عملية واحدة لإزالة كل ترهلات جسمي بدل عدة عمليات قد تكون مكلفة ومتعبة جسديا، قبل أن يمر مباشرة إلى تحديد سعر العملية.

لم يساورني أي شك في كفاءة الرجل، يتابع الشاب السعودي، وقلت في نفسي: لا يمكن أن ينال هذا الطبيب ثقة ورضى أعلى سلطة في المملكة المغربية دون أن يكون ماهرا في مهنته صادقا في عمله، ولا يمكن أن تتفق كل وسائل الإعلام على الكذب وهي تشيد بالعمل الإنساني لهذا الطبيب ومصحته، مظاهر جعلتني أثق دون أن أناقش سعر العملية الذي حدده التازي في 22 مليون.

قبل إجراء العملية حدثت أشياء كثيرة بدأت أتوجس منها خيفة مثل مصاريف التحاليل المرتفعة وتخطيط القلب وغيرها، وكذا إصرار إدارة المصحة على دفع المبلغ كاملا مسبقا عن طريق الأداء نقدا وليس بالشيك، وتسليمي وصلا غير مختوم أو موقع من طرف مسؤولي المصحة… وظهور أشخاص آخرين واختفاء الدكتور التازي، ومع ذلك ظل يقيني راسخا في كفاءة الطبيب إلى أن كان يوم العملية الأولى المشؤومة التي غيرت مجرى حياتي ورمتني في دوامة معاناة جسدية عدة أشهر متواصلة جعلتني أحيانا كثيرة أتوسل إلى الله أن يقبض روحي.

ويوم العملية الكبرى الأولى بتاريخ 13 أكتوبر 2021 لم أر الدكتور التازي ، وأشك لحد الآن أنه كان حاضرا ، رأيت أشخاصا آخرين أحدهم ممرض هو من تكلف بالتخدير ، وليس طبيبا مختصا حسب ما يفترض فيه، لأنني لم أكن مخدرا بالكامل، ورغم توسلاتي لهم بأنني أشعر بالآلام لم يبال أحد منهم، واستمروا في تقطيع بطني وأطراف أخرى من جسدي حتى دون حلق المناطق المكسوة بالشعر.

وبعد نقلي إلى غرفة الإنعاش كنت وضعية بين الحياة والموت، وعندما شرعت في الاحتجاج عليهم قاموا بتخديري، وحتى عندما استفقت لم يزرني التازي بل كلف أحد الممرضين الذي كان يصور جراحي الغائرة ويبعث بها عبر الهاتف إلى الطبيب وهذا الأخير يشير عليه ببعض التعليمات لإسعافي.

واتضح لي أن وعد الطبيب التازي بشأن العملية كان كاذبا حيث ترددت مرارا وتكرارا على المصحة إلى غاية 27/12/2021 من أجل معالجة جراحي دون جدوى ، والأخطر من هذا أني لم أتسلم أي وصفة طبية تخص الأدوية والمضادات الحيوية بعد العملية، بل كنت أتناول المهدئات التي كانت بحوزتي.

لقد اختفى من كان يسمى بطبيب الفقراء وتركني فريسة بين يدي زبانيته من ممرضين غير مؤهلين ومعدات بدائية، وضمادات رخيصة الثمن مما أدى إلى انفجار جراح بطني بالدماء حتى ملأت حجرة بفراشها ومعداتها.

وعند اشتداد الآلام طابت المصحة بتسليمي وثيقة للتمكن من العودة إلى بلدي عبر الطائرة في أوج نشاط متحور كورونا، وبعد إصراري واحتجاجي عليهم بشدة حصلت على وثيقة تفيد نجاح العملية رغم أنني كنت في وضعية صحية متدهورة، ومباشرة بعد وصولي إلى السعودية ضمن رحلة استثنائية تم إدخالي إلى أقرب مستشفى حكومي حيث قضيت عدة أشهر لمعالجة الجروح المتعفنة التي كادت تودي بحياتي. لكن الآثار الجسدية تبقى شاهدة على المجزرة التي ارتكبت في حقي وبدل التجميل المفترض انتهى بي المطاف إلى حمل تشوهات جلدية.