رياضة

شتائم جمهور بلوزداد: فرق تربية وأخلاق !

المختار لغزيوي الاثنين 18 أبريل 2022
C40AF76E-71AB-417A-941A-87CDABD40DEA
C40AF76E-71AB-417A-941A-87CDABD40DEA

AHDATH.INFO

الذين كانوا في ملعب 5 جويلية في الجزائر العاصمة، السبت الماضي لمتابعة لقاء بلوزداد ضد الوداد، من الزملاء المغاربة الذين رافقوا القلعة الحمراء صدموا وهم يسمعون جماهير فريق "أبناء لعقيبة" مثلما يحب أنصار بلوزداد تلقيب أنفسهم وهم يسبون الشعب المغربي كله.

العادة جرت في ملاعب الكرة في البلدين معا أن تتوقف السياسة التي تفرق الوطنين عند حدود بوابة الملعب.

وللمغاربة صولات وجولات في هذا التمرين الحضاري، والأغنية الرجاوية الشهيرة عن "الخاوة-خاوة" لايحفظها هنا في المغرب أنصار العالمي الأخضر فقط، بل يرددها معهم الوداديون وكل أنصار الفرق الأخرى.

جمهور الكرة في المغرب يعرف جيدا الفرق بين تبون وشنقربحة ومن معهما وبين شعب الجزائر، لذلك يصر من باب تربيته وأخلاقه، وعراقة انتمائه لبلد قديم جدا وعتيد جدا وعريق جدا أن يقول لساسة الجزائر كل احتقاره لهم، وأن يوصل الشعب هناك كل التحايا وكل الإشارات أننا ذات يوم سنعود الشعب الواحد الذي كنا.

ما اقترفه أنصار بلوزداد السبت الماضي وهم يسبون الشعب المغربي كله، قلب المعادلة رأسا على عقب، وغير فيها كل الأشياء.

نحن هنا في المغرب لن نرد بسب الشعب الجزائري، ولن يتوقف الرجاويون عن غناء "خاوة-خاوة"، وسيتبعهم في الترنم بها الوداديون وعشاق الجيش والماص والحسنية وكل الفرق الأخرى، لأننا نعرف معنى التربية، ومعنى خطورة سب الشعوب، ومعنى ضرورة الفصل الدائم بين الرياضة الجامعة وبين السياسة المفرقة.

لكننا في الوقت ذاته لن ننسى ماسمعناه السبت في خمسة جويلية.

سيظل ذلك السباب غير المؤدب يرن في آذاننا ويؤلم قلوبنا ويذكرنا أن "الكابرانات" الذين لازالوا يحكمون الجزائر قد مسوا بعدوى "التسلكيط" المزمنة فيهم جزءا من الشعب هناك.

نحن هنا في المغرب نفخر أن العدوى الوحيدة التي تمسنا تجاه الجارة الشرقية هي عدوى التعقل والحلم والصبر على الأذى والتعالي عن مجاراة السفيه فيما يقترفه لئلا نكون نحن أيضا مثله.

سنواصل هكذا، لأن هذه التربية فينا عريقة وقديمة وتليدة وعتيدة، وليست إبنة اليوم أو الأمس.

هي في هذا الهنا وهذا الآن منذ كان. وستظل فيه إلى آخر الزمان.

ومع ذلك لن ننسى ماسمعناه. سنتذكره فقط، من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين، وسنواصل على نهجنا المغربي العريق إلى ماشاء الله…