ثقافة وفن

ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق: مؤثرون…والله أعلم !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الاثنين 04 أبريل 2022
06B18F05-0A6D-446F-B616-DF1D6EC3C0CE
06B18F05-0A6D-446F-B616-DF1D6EC3C0CE

AHDATH.INFO

يغضب الصحافيون منذ زمن بعيد من الأنترنيت ومايفعله بهم منذ أن ظهر.

نتحدث هنا عن الصحافي التقليدي، صاحب النظارة السميكة، والشنب الرفيع، واللحية المهملة. ذو المحفظة القديمة التي تضم ديوان سميح القاسم ورواية لمنيف وبعضا من فواتير الماء والكهرباء غير المؤداة، ووريقات يانصيب لم تفز يوما ولن تفوز أبدا.

يعتبر هذا النوع من الصحافيين أن الأنترنيت ضربه في مقتل إبان حمى copier coller في بداية البدايات حين كان أصحاب المدونات البسيطة يسرقون منتوج الصحافة ويضعونه في مدوناتهم ويهربون.

بعدها شرع الأنترنيت في سرقة الصحافة ككل، وليس المواد فقط .

سرق الصحافيين الذين تكونوا في التقليدي. سرق طريقة العمل المهنية. سرق "الكود"، أو سر المهنة كله، سرق القراء الذين كانوا موزعين بين عناوين تبزغ فيتم اختراع الترياق القاتل لها لتموت وتظهر عناوين أخرى، وفي النهاية سرق الأنترنيت من التقليدي أهم شيء، عصب الحرب، المال أي الإشهار بشكل عادي، وانتهت كل الأشياء أو تكاد أن تنتهي…

أصحاب العقل السوي قالوا إنه تطور وليس تغير، وعلى صديقنا صاحب الشنب والفواتير وأوراق اليانصيب أن يضع محفظته القديمة، وأن ينخرط في المسار الجديد وكفى.

رفض التقليديون هذا الأمر. رأوا فيه مجالا مجهولا بالنسبة لهم يعجزون عن اقتحامه لذلك اختاروا الحل السهل الكسول: قرروا أن يكتفوا بسب الأنترنيت وشتمه من بعيد.

اليوم هم غاضبون مجددا لأن الجميع لم يعد يتحدث إليهم، ولأن بدعة طفت على السطح، وهي "الطوندانس" هاته الأيام: الأنفليونسرز.

وجد المسؤولون وغير المسؤولين أيضا بديلا للندوات الصحفية التقليدية المملة والقاتلة.

هم يستدعون مؤثرين ومؤثرات كل في المجال الذي يريدونه. ينفحونهم وينفحونهن بعض المعلومات، أو ماكان الصحافي التقليدي في غابر العصر والزمان يسميه "البريفينغ" ويطلقونهم في هواء الأنترنيت مكلفين بترويج ماسمعوه بين العباد.

نوع جديد من الصحافة؟

نعم. بالتأكيد.

والمشكل الحقيقي ليس في الاستعانة بمن يعتبرهم أولئك المسؤولون مؤثرين في الرأي العام.

المشكل الكبير والفعلي الذي يهرب منه التقليديون هو السؤال المؤلم والوجيه: لماذا لم تعد أيها التقليدي مؤثرا بين أصحاب القرار ولدى الرأي العام كذلك؟

لماذا يستدعي مسؤول شابا أو شابة في العشرين لديه صفحات مليونية، لكي يصل إلى الناس، ولايستدعيك أنت؟

عندما يستطيع التقليدي مواجهة هذا السؤال قبل الإجابة عنه، ستشرع الأشياء في حل نفسها بكل تلقائية.

فقط لاغير.