ثقافة وفن

حرب روسيا /أوكرانيا : موقف مغربي واضح !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الجمعة 04 مارس 2022
61B3FDC6-525E-4CA8-8BBF-2AB2251725C2
61B3FDC6-525E-4CA8-8BBF-2AB2251725C2

AHDATH.INFO

قراءة واحدة ووحيدة يمكن أن نقوم بها جميعا للموقف المغربي غير المشارك في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أدان الحرب الدائرة في أوكرانيا، هي قراءة الموقف المغربي السيادي، المنتصر كالعادة لمصالح المغرب أولًا وأخيرا.

المغرب سبق له وأصدر بيانا واضحا، تأسف فيه للتصعيد العسكري الدائر حاليا بين أوكرانيا وروسيا، وهو تصعيد يؤدي ثمنه الأبرياء المدنيون الذين يجدون أنفسهم موزعين بين القتل أو التشريد أو الاضطرار للجوء إلى بلدان أخرى.

والمغرب كان دوما وأبدًا مع حق الدول في الحفاظ على وحدتها الترابية، وعدم تشجيع النعرات الانفصالية، وإن كانت في دول تعادينا بشكل واضح، لأن بلدنا لديه قضية وطنية مقدسة يعتبرها محور كل شيء فيه، ويعتبر الحفاظ عليها مسبقا على ماعداه.

والمغرب كان باستمرار ضد اعتماد القوة العسكرية لحل الخلافات السياسية، لأنه يعرف أكثر من غيره أهمية السلام وأهمية حل كل خلاف بالطرق الديبلوماسية المتحضرة، ويؤمن بأن استخدام القوة العسكرية التي تخلف الضحايا المدنيين مسألة يجب أن تظل آخر منفذ إن لم يكن ممكنا تجنبها في البدء والمتم.

الديبلوماسية المغربية لاتنتظر دروسا ولا توجيها من أحد. وقد أثبتت غير مامرة حكمتها وثباتها وعدم سقوطها في "النزق" السياسي، لأنها ديبلوماسية تستند إلى وعلى قرون من الحضارة ومن الاختلاط بالدول وتدبير شؤونها، ولأنها ديبلوماسية قامت على الحياد الإيجابي منذ القديم وعلى تشجيع الحوار بين المختلفين بدل اللجوء إلى القتل وسفك الدماء.

هل ينبغي أن نذكر هنا أن المغرب، كان سباقا قبل الجميع، للجمع بين الفلسطينيين وإسرائيل، وحثهما معا على ضرورة الاقتناع بالسلام والحوار والتفاوض حلا واحدا ووحيدا لذلك الصراع المؤسف الدائر في الشرق الأوسط؟

لاحاجة لهذا التذكير، فالكل يعرف ديبلوماسية المملكة المغربية، وما الموقف الأخير إلا تأكيد على هذا الثبات الراسخ والعريق…