ثقافة وفن

#ملحوظة_لغزيوي: الثقافة...الحيط القصير !

المختار لغزيوي - الأحداث?? المغربية الجمعة 10 ديسمبر 2021
AD4ED7AA-B491-4E94-9164-3CD2DA0CAE41
AD4ED7AA-B491-4E94-9164-3CD2DA0CAE41

AHDATH.INFO

أصبحنا جميعا مقتنعين بأن المجال الذي تنشط فيه كورونا - بمختلف متحوراتها ومنذ هلت علينا بطالعها الكئيب - هو مجال الثقافة والفن.

وعلى مايبدو فإن هناك دلائل علمية دامغة، وأخرى طبية لاتقل وثوقا على ان متحورات كوفيد تزدهر وتنتعش أكثر في المجالين الثقافي والفني.

لذلك تبدأ حكومتنا كل مرة قرارات مواجهة المتحورات بتعليق كل الأنشطة الثقافية والمهرجانات الفنية.

وطبعا لست طبيبا ولا عالم فيروسات، ولا حتى هاوي مجلات علمية أو طبية لكي أجادل قرارا مثل هذا، أو لكي أقول إن آخر الأماكن التي تشهد ازدحاما كبيرا في وطني هي أماكن الثقافة بالتحديد، وأن نسبة الإصابة بالعدوى (عدوى كوفيد أو غير كوفيد) هي الأقل في هاته الأماكن القاحلة التي يقصدها، دوما وأبدا، أناس معدودون على رؤوس الأصابع.

لست أيضا متخصصا بما فيه الكفاية في مجال العدوى الصعب هذا، لكي أقول إننا نحلم بأن تصيب عدوى الذهاب إلى المسارح وعروض الموسيقى والتشكيل والسينما وتقديم الكتب والرقص والندوات أكبر عدد من مواطنينا، عوض أن يكون المكان الوحيد الذي نصنع فيه الزحام هو مكان الأكل والالتهام، وعوض أن تكون العدوى الجماعية التي أصابت قومنا في مقتل وفي عقل هي عدوى التهافت على استهلاك التافهات العابرات غير القادرات على البقاء، والإعراض الفعلي والحقيقي عن أي شيء عميق يحارب العبورالسريع.

ولست، في المقام الثالث، قادرا على فهم هذا القرار الذي ينظر إلى الثقافة والفن باعتبارهما "الحيط القصير" و "اليتيم »، الذي تجوز فيه باستمرار هواية تعلم الحجامة، لأن رأسه مشاع بين الناس ولاقيمة له، ولا أحد سينتبه إلى فتحه أو إغلاقه أو حتى موته ذات يوم.

لذلك لن أقول شيئا، ولن أضم صوتي لصوت عدد كبير من المسرحيين والموسيقيين والرسامين والراقصين والسينمائين وصناع الفرجة من كل نوع الذين يقولون اليوم « اللهم إن هذا منكر ».

فقط سأذكر القوم بأنه وعندما كانت حماماتنا الشعبية مغلقة كان القوم يصرخون "وابغينا نحيدو الوسخ آعباد الله". اليوم مع تعطيل أنشطتنا الفنية والثقافية لن يصرخ أحد في وجه أحد "وابغينا ننقيو عقلنا وأرواحنا آلخوت".

محزن حقا، لكنه ترتيب الأولويات في هذا الزمن العجيب، ولا عزاء فعلا لأهل الثقافة والفن فيك ياوطن.