مجتمع

في ظل البرد القارس.. مشردون يبيتون في العراء بمكناس

محمد بنعمر الجمعة 26 نوفمبر 2021
Capture d’écran 2021-11-26 à 08.10.50
Capture d’écran 2021-11-26 à 08.10.50

AHDATH.INFO

مشرد هناك.. متسول هنالك.. في ظل  الطقس البرد وأجواء الشتاء يبيت عدد ممن افتقدوا الملجأ الدافئ في العراء بعدد من الأحياء الشعبية لمدينة مكناس.

أعدادهم تزايدت بشكل مقلق، بل بلغت حدتها في المدينة الجديدة "حمرية" ، باريس الصغيرة ، التي كانت في عهد مضى مثالا للجمال والأناقة والبريستيج، قبل أن تتحول إلى مايشبه سوقا أسبوعية، بعد أن احتل جل شوارعها البائعون الجائلون، وعربات التين المجفف والشوكب، والحلزون ، والأعشاب والبيض البلدي و"باخنو" والزيتون الاسود  والدجاج والأرانب، وحتى بائع حليب الأبقار بالتقسيط...

تحولت الظاهرة إلى مشكلة اجتماعية تتعلق بالتوافد غير المفهوم للمختلين والمشردين على مدينة مكناس بشكل شبه يومي، دون معرفة مصدرهم وكيف بلغوا مكناس؟ وبأي وسيلة نقل؟ حيث كل يوم يظهر شخص غريب يجوب شوارع المدينة هائما تائها، بملابس رثة وبعضهم شبه عار، ينضاف إليهم بعض مدمني الماحيا والسيليسيون الذين يتخذون من شوارع حمرية مستقرا لهم لاحتساء نبيذهم الرخيص والشهيق والزفير في أكياس البلاستيك المملوءة بالسيليسيون، في غياب برامج علاجية واجتماعية تحميهم من الإهمال.

لا يجد هؤلاء المشردون من يحتضنهم سوى الشارع، هو مصدر عيشهم وإقامتهم. الكثير منهم يعيش ظروفا قاسية تهدد حياتهم من خلال مبيتهم على الرصيف وفي هذا الطقس الذي لايرحم، في حين آخرون باتوا مصدر إزعاج للساكنة المكناسية، من خلال اعتراض سبيلهم أو القيام ببعض السلوكات اللاخلاقية.

بعضهم صار مصدر خطر، بسبب اضطراباتهم العنيفة.

اللمشهدلتخلي عن هذه الفئات الاجتناعية التي تحتاج إلى مساعدة يسيء للمشهد الحضاري للمدينة وسمعتها كمدينة وحاضرة كانت في الأمس القريب مضربا للمثل والاستشهاد بها في الجمال والنظافة والأناقة، قبل أن يتغير حالها إلى ما بلغت من تقهقر سريع في كل المجالات.