مجتمع

الطلبة المغاربة بإسبانيا.. غربة لمطاردة أحلام لم تتحق

إسبانيا: مصطفى العباسي الجمعة 15 أكتوبر 2021
Capture d’écran 2021-10-15 à 09.40.45
Capture d’écran 2021-10-15 à 09.40.45

AHDATH.INFO

على مدى العطلة الصيفية تجد شابات وشبان، وخاصة أولياء أمورهم، هم بالمئات، أو حتى الآلاف، يتنقلون بين سفارات عدد من الدول الأوربية، يحملون وثائق مختلفة، ويؤدون رسوما كثيرة وغالية أحيانا، إنهم يهيؤون وثائق السفر، ليس للسياحة لكن للدراسة، وثائق تمكنهم من الحصول على إقامة مؤقتة بتلك الدول التي ينوون الدراسة بها، وغالبيتهم تجدهم بين سفارات إسبانيا، فرنسا، بلجيكا وألمانيا، فيما آخرون تكون وجهتهم سفارات لدول من اوربا الشرقية سابقا، خاصة منها أوكرانيا، روسيا ورومانيا.

أعداد الطلبة المغاربة المتوجهين للدراسة في أوربا، في تزايد مستمر عام بعد عام، حتى بعد رفع تلك الدول لرسوم التسجيل، التي تضاعفت لأكثر من ثلاث مرات بالنسبة لبعض الجامعات، وانتقلت من 300 أورو، إلى ما يفوق 1300 أورو سنويا، وهي رسوم تسجيل أقرتها دول الإتحاد الأوربي، في حق الطلبة الأجانب، بحكم أنهم لم يؤدوا سابقا ضرائب للبلد حيث يدرسون، ومع ذلك لم تؤثر تلك الرسوم في تقليص عدد الراغبين ف الدراسة خارج المغرب.

عدد كبير من هؤلاء يختارون الدراسة بإسبانيا لعدة اعتبارات، وخاصة من يرغبون في دراسة بعض الشعب والتخصصات التي يتعذر عليهم الوصول إلها بالمغرب لمحدودية المقاعد المعروضة، كذلك، انخفاض المستوى المعيشي مقارنة مع عدة دول أوربية أخرى من قبيل فرنسا وبلجيكا، التي ترتفع فيها تكاليف الدراسة بعض الشيء، كما أن نسبة القبول بالكليات الإسبانية مرتفعة أخذا بعين الإعتبار، المعدلات المرتفعة المحصل عليها من طلب المترشحين المغاربة، إذ في الغالب ما يلجأ من فقدوا الأمل في الحصول على مقاعد في الطب والهندسة، للدراسة بالخارج وبالضبط بإسبانيا.

الطب والهندسة قبلة الطلبة المغاربة

ليست هناك احصاءات رسمية لعدد الطلبة المغاربة بالجامعات والكليات الاسبانية، لكن مصادر متعددة مقربة أكدت ان عددهم استكمل هذا العام العشرة آلاف طالب وطالبة، في مختلف المستويات والتخصصات، القادمين من المغرب، غالبيتهم يدرسون شعب تتعلق بالهندسة (المدنية، التعمير، المعلوميات..) والطب بمكوناته الصيدلة والطب البشري وطب الاسنان، كما أن هناك فئة أخرى تدرس الاقتصاد والتدبير المقاولاتي وكذلك الحقوق وعلم النفس…

سنويا يلتحق ما لا يقل عن 1000 طالب جديد، من مختلف المدن المغربية، ويتوزعون عبر الجامعات الاسبانية من الأندلس جنوبا حتى الباسك في أقصى الشمال، كما يتخرج عدد يقارب عدد الملتحقين ايضا، إذ يسجل للطلبة المغاربة باسبانيا، انضباطهم واجتهادهم، إذ تتجاوز نسب المتخرجين 90٪ من عدد الملتحقين اول مرة، وهو ما كان قد أكده السفير الاسباني بالمغرب، خلال الأبواب المفتوحة للجامعات الاسبانية، المنعقد في أواخر فبراير 2020 بعدد من المدن المغربية.

السفر للدراسة باسبانيا، ليس حديثا بالنسبة للطلبة المغاربة، لكنه كان مقتصرا في الغالب على طلبة المدن والأقاليم الشمالية للمغرب، فيما كان الباقون يختارون دول أوربية أخرى فرونكوفونية في الغالب، مثل فرنسا وبلجيكا، قبل أن تصبح أسبانيا الوجهة الأولى لجل الطلبة المغاربة، ويشكلون نسبة مهمة تصل 10 الاف طالب من أصل قرابة 65 الف طالب مغربي يدرسون خارج المغرب، حيث غدت أسبانيا تستهوي وتستقطب مزيدا من الطلبة المغاربة، من الشمال كما الجنوب او الوسط او الشرق، ولم تعد اللغة عائقا بالنسبة لهم، خاصة مع تزايد المعاهد المتخصصة في التكوين والإعداد للسيليكتيفيداد، التي هي بداية الطريق لرحلة الدراسة لاسبانيا.

لكن يبقى الوازع الحقيقي نحو هذا "النزوح" الطلابي لاسبانيا، هي انخفاض التكاليف مقارنة مع دول أوربية أخرى، وكذلك مقارنة مع دول أوربا الشرقية سابقا، والتي أصبحت بدورها تستقطب الراغبين في دراسة الطب والهندسة، الا ان الجامعات باسبانيا رغم رفع تعرفة التسجيل بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة، الا انها تبقى منخفضة، لكونها كليات عمومية، ونسبة مساهمة الطلبة منخفضة بالمقارنة السابقة..  ناهيك عن كونها معترف بها رسميا من لدن كل دول الإتحاد الأوربي، وعبر العالم، وتعتبر جامعاتها من أرقى وأهم الجامعات عالميا، ويتخرج منها سنويا أعداد كبيرة من الأطر، من مختلف الجنسيات، غالبا ما يشقون طريق العمل في دول أوربية أخرى.

السيليكتيفيداد بداية الطريق..

السيليكتيفيداد كما تسمى بالاسبانية، هي بكالوريا اسبانية بصيغة أخرى، حيث تعتمد نقطتها كمعدل في نسبة 40٪ تنضاف لنسبة 60٪ الممنوحة لمعدل البكالوريا المغربية، وهو ما يتطلب ان يكون التلميذ حاصلا على معدل جيد في دراسته بالمغرب، حتى تساعده في رفع المعدل الذي سيخوض به غمار تقديم ترشيحاته للكليات التي يرغب في الدراسة بها.. عادة ما تكون هي بداية الطريق لكل من يرغب استكمال دراسته باسبانيا، والولوج للكليات المتخصصة كما هو الشأن بالنسبة للطب والهندسة اساسا.

قد تكون الباكلوريا المغربية لوحدها كافية، بالنسبة لبعض الشعب الاخرى، خاصة على مستوى جهة الاندلس، التي تفتح الباب في وجه حاملي البكالوريا المغربية وحدها في عدة تخصصات بعضها تدخل ضمن خانة الاستقطاب المحدود (دون تخصص الطب)، وهي أسهل الطرق المؤدية للدراسة بالجار الاسباني.. لكن يتوجب ان يكون المعدل جيدا أيضا، وخاصة بالنسبة للشعب العلمية.

الطريق السهل، هو ما يسمى ب "fase extrangeria", والذي يفتح في وجه كل طلبة العالم، لكن قد تكون مغامرا وانت تتخذ قرار اعتماده لوحده، لأن الحظ قد لا يحالفك في الحصول على مبتغاك، وتضيع سنة دراسية أخرى، ولن يكون الوقت كافيا لإعداد للسيليكتيفيداد، ومع ذلك، يقدم عدد كبير من الطلبة ترشيحاتهم في هاته الفئة، سواء تعلق الأمر بأصحاب الشعب العلمية او الاقتصاد وحتى الآداب والعلوم الإنسانية، حيث يتم قبول نسبة مهمة منهم. كما حدث هذا العام، إذ فتحت حتى بعض التخصصات من قبيل الهندسة المعمارية، هندسة المعلوميات وغيرها..

قد لا تكون هاته المرحلة (المباشرة)، كافية، وبذلك يقضي جل الراغبين في الدراسة باسبانيا خاصة في الشعب العلمية، موسما كاملا من الدراسة والإعداد لامتحانات السيليكتيفيداد، إذ يدرسون المواد العلمية كاملة باللغة الاسبانية، إضافة لمواد التاريخ والآداب الاسباني، كما يخضعون لدورات تكوين سريعة في اللغة الاسبانية، اما بمعهد سيرفانتيس او بأحد المعاهد الخاصة، حيث يجتازون امتحانات اللغة "ب1" خلال متم يناير، فيما السيليكتيفيداد في شهر يونيو غالبا.

هذا الامتحان الذي يجرى في مدة لا تقل على ثلاثة أيام، يمتحن فيها الطلبة تماما كما لو انهم يجتازون امتحانات الباكلوريا بصيغة اسبانية، وتتم بأحد المراكز الثقافية الاسبانية المعتمدة بالرباط، الدار البيضاء ومراكش، وتحت إشراف وزارة التعليم العالي الاسباني، بتنسيق مع مستشارتها في الشؤون الثقافية بالسفارة الاسبانية بالمغرب. ومعدلها يكون على 14 وليس على 20 كما الحال بالمغرب.

ليس هناك رسوب ونجاح في السيليكتيفيداد، هناك اجتهاد ومنافسة للحصول على معدل جيد ينضاف للمعدل الاجود المحصل عليه بالمغرب، فيتم وضع معدل واحد يجمع بينهما، وهو المعدل الذي سيمكنك من الترشح لأي كلية من كليات أسبانيا، إذ يكون لكل طالب حق تقديمه لكل الجامعات عبر جهات أسبانيا، وله ثلاث اختيارات في كل جامعة، مما يجعل حظوظه في الحصول على مبتغاه كبيرة، وأن كان ملزما في اسوء الحالات بالقبول باي جامعة اتيحت له فرصة القبول بها، ويمكن تقديم حتى 13 او 14 طلب عبر مختلف الجهات المستقلة الاسبانية.

الطريق إلى جامعات إسبانيا

قد يبدو الأمر سهلا لكنه في الحقيقة مسار دراسي صعب على الأبناء والآباء على حد سواء، فالمصاريف الأولى تبتدء من العام قبل الدراسي، حيث يقضون سنة كاملة في الدراسة استعدادا ل"السيليكتيفيداد"، الغالبية العظمى يدرسونها بالمغرب بمعاهد متخصصة ولها اعتمادات رسمية، فيما هناك من يفضل إرسال أبنائه منذ البداية لإسبانيا للإعداد القبلي هناك، وفي كلا الحالتين تكون هناك مصاريف مهمة حسب كل معهد، وحسب الدروس التي سيتلقاها الطالب، وعلى امتداد 7 إلى 8 أشهر، مرفوقة بتسجيل آخر بمعهد للغات استعدادا لامتحان اللغة الذي يتم اجتيازه لوحده في المراكز الثقافية الإسبانية، وكل ذلك لأجل الحصول على معدل ينضاف للمعدل المتحصل عليه من الباكلوريا المغربية.

وفي تصريح للأستاذ جلال، وهو متخصص في الإعداد للسيليكتيفيداد بتطوان، أكد أن الأمر صعب وسهل في الوقت نفسه، صعب بالنسبة لمن لا يمنحون الوقت الكافي للدراسة، وسهل بالنسبة لمن اعتادوا الإجتهاد والصبر، إذ أن الإنتقال، وفق المتحدث، من المغرب لإسبانيا، ترافقه مشاكل عدة، أولاها قضية الإندماج في المجتمع الطلابي الإسباني، وهو أمر مهم يتوجب توفره في الطالب الذي يرغب في السفر للدراسة هناك. وقدم ذ. جلال نماذج لبعض الحالات التي لم تستطع الإستمرار، والسبب ليس مشكل الدراسة، أو الإمكانيات المادية، بل أن الإشكال بالنسبة لهم أنهم لم يتكيفوا مع تلك الظروف ولم يستطيعوا الإندماج.

الوثائق الضرورية للسفر كثيرة والرسوم كثيرة، لكن مع ذلك، تجد الآباء فرحين ومتفائلين وهم يعدون وثائق أبنائهم على مدى أشهر الصيف، بعد ظهور نتائج الإمتحان وخلال فترة اختيار الكليات المترشح لها، بحيث يكون الجزء الأصعب في المعادلة، أيضا هو اختيار الكلية والمدينة التي ستدرس بها، وغالبا ما يقبل الطلبة المغاربة في جل الكليات، ويبقى عليهم الإختيار، وجلهم يختارون الكليات المتواجدة بمنطقة الأندلس، اشبيلية، غرناطة، قاديس، مالقا وغيرها، لقربها من المغرب كما ان عدد منهم يتوفرون على أفراد من أسرتهم هناك، فيما البقية يضرون لاختيار مدن أخرى بعيدة، بسبب الشعب التي اختاروها، من قبيل فالينسية، صالامنكا، أليكانطي، وجلها جامعات عريقة وكبيرة جدا، تستجمع كل الشعب والمستويات.

بعض الآباء يجدون صعوبات كبيرة في استكمال وثائق أبنائهم، بسبب عدم التوفر على عقود للسكن، فالقنصليات الإسبانية، تطالب بضرورة وجود عقود سكن، قبل منحهم التأشيرة، وغالبا ما يتم اللجوء لبعض الوكالات عبر الأنترنيت، وهو أمر مكلف جدا، فيما آخرون يعتمدون على معارف أو غيرهم، إلا ان المشكل يصبح صعبا، عندما يرفض الكاري منح نسخة من العقد للطالب، سواء في مرحلة إعداد التأشيرة أو خلال مرحلة إعداد وثائق الإقامة لاحقا عندما يتواجد بالديار الإسبانية، وهو واحد من المشاكل الكبرى التي تواجه عدد منهم.

بعض من الطلبة المغاربة الجدد ممن التقتهم الجريدة، كانوا في حيرة من أمرهم، وهم يتواجدون بالديار الإسبانية، إذ عليهم استكمال إجراءات الإقامة في مدة لا تزيد عن الشهر بعد وصولهم إلى هناك، لكنهم يصدمون بعدم تمكنهم من توفير عقود كراء رسمية تطلب من لدن السلطات، إذ يتهرب الغالبية العظمى من أصحاب منازل الكراء من إعداد تلك العقود، وخاصة بالنسبة لمن يكرون غرفا خاصة، لتفادي المراقبة ومطالبتهم بأداء الضرائب، مما يطرح مشاكل حقيقية لطلبة جدد لا يعرفون شيئا، ولازالوا في مرحلة اكتشاف البلاد التي سافروا إليها، وقد كانوا يعتمدون في حل مشاكلهم على أولياء أمورهم، كما قالت إحدى الطالبات.

الطلبة المغاربة بمدرجات الكليات الإسبانية

لا يخلو مدرج دراسي بالجامعات الإسبانية، من الأندلس حتى آخر نقطة فيها وحتى أبعدها وأصغرها، من وجود طلبة مغاربة، فجل الكليات تستقبل سنويا أعداد مختلفة من الطلبة المغاربة، ويروي عدد منهم، انهم يفاجؤون بلقاء زملاء لهم قادمين من المغرب، في بعض الكليات البعيدة والتي يعتقد انه يستحيل تواجد طلبة مغاربة بها. فإذا كانت النسبة الكبرى من هؤلاء تتركز في كليات وجامعات بمنطقة الاندلس، أساسا اشبيلية، غرناطة، مالقا، قاديس.. وكذلك بمدريد والنواحي، فإن هناك من تجدهم في مناطق أخرى وبأعداد متزايدة، ولكل سبب من الأسباب التي جعلته يختار تلك الكلية رغم بعدها.

يشكل الطلبة المغاربة بجل تلك المدرجات نسبة مهمة، منهم الذكور والإناث، وتجدهم من الفئة الأكثر انضباطا، خاصة وأن غالبيتهم يأتون من أسر الطبقة الوسطى، ممن يعلمون المعاناة التي يقاسيها أولياء أمورهم لإرسالهم للدراسة، وهو ما يجعلهم يواضبون ويجتهدون، وفق ما كشف عنه بعضهم في تصريحات متفرقة للجريدة، إذ يتبين أن نسبة النجاح في صفوفهم تتجاوز 90% وأن جلهم يحصلون على شواهدهم العليا، حيث يفضلون العمل في الديار الأوربية بعد تخرجهم، ونادرا ما يعودون للمغرب، بل أن أكثرهم يتوجهون لخوض غمار المغامرة بدول أخرى مجاورة.

وتفتح تلك الكليات آفاقا واعدة للطلبة المتمدرسين بها، فإضافة للأوقات الرسمية للدراسة، هناك عدة أنشطة موازية، وخاصة النوادي الرياضية والثقافية، والتي تسهل عليهم الإندماج والتعرف على الثقافات الأخرى، من خلال أيام ثقافية واحتفالات يتم خلالها تقديم ثقافات الشعوب والجنسيات المتواجدة بتلك الكليات. فيما الإشتغال يتم بطرق رفيعة سواء تعلق الأمر بالدروس النظرية أو التطبيقية، ويتمكن عدد من الطلبة من الحصول على وظائف فور تخرجهم، خاصة من تمكن من فرض نفسه وإبراز مواهبه خلال مرحلة التدريب التي تسبق حصوله على شواهد نهاية الفترة الدراسية.

الأمر ليس بالبساطة التي قد تبدو، وفق ما قاله عدد من الأباء، لكنها تبقى الوسيلة الوحيدة لإنقاذ أبنائهم من أن يلجوا كليات لم تعد قادرة على تقديم أي شيء في المستقبل، فما يمكن أن يخسره أي أب بعد تخرج إبنه في بحثه له عن عمل أو مشروع، قد يخسره عليه لأجل الدراسة بإسبانيا، مما قد يسهل عليه الأمر بعد التخرج، خاصة إذا ما أحسن الطرفان التصرف والإقتصاد في تدبير الأمور المالية، إذ أن الظروف العيش بسيطة إذا ما تم معرفة "تقنيات" تدبيرها، وقد تتحول لكابوس وغلاء غير مقبول، في حال لم يعرف المعني تدبر أموره، ويؤدي ذلك لإفلاس الوالدين، وعدم القدرة على استكمال الدراسة.

اختيار الكثير من أولياء الأمور المسار الدراسي لأبنائهم بالخارج، وخاصة بإسبانيا، غالبا ما يكون مرتبطا برغبة استكمال الدراسة في شعب لم يتمكنوا من ولوجها بالمغرب، أو تلك التي تتطلب مهارات وإمكانيات إضافية، حيث يسهل الوصول إليها بإسبانيا، وبالتالي تحقيق حلم أن يصبح مهندسا او طبيبة والذي تعذر الحصول عليه بالمغرب.