ثقافة وفن

#فرنسا والتأشيرات المغاربية: المفعول إيريك زمور !

من صميم الأحداث. الأحداث المغربية - عدد الأربعاء الأربعاء 29 سبتمبر 2021
47B46368-D128-4A7E-9817-E26F875833CB
47B46368-D128-4A7E-9817-E26F875833CB

AHDATH.INFO

كل من يتابعون النقاش الدائر حاليا في فرنسا، في أفق الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل، كانوا يتوقعون خطوة متشددة من قبل « صديقتنا التاريخية » في مجال الهجرة تجاه المغرب والجزائر وتونس.

اليوم كل الفرنسيين المعنيين بالانتخابات يبدون ميلا نحو الأطروحات اليمينة، من أكثرها اعتدالا أو أقربها إلى الاعتدال المتمثلة في الرئيس إيمانيول ماكرون وخطه، حتى أكثرها تطرفا في اليمينة المتقوقعة على الذات المتمثلة في زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين، وفي المتحور الناتج عنها الذي كان صحافيا ذات يوم وأصبح اليوم سياسيا يخطب ود الأصوات المتطرفة لكي يصل إلى الإليزيه إيريك زمور.

اليسار لا وجود له في فرنسا وفي توقعات الرئاسة في فرنسا. الخضر لايمكن أن يحلموا بالمنافسة، أما الشيوعيون فمثل نظريتهم انقرضوا منذ زمان بعيد.

وحده اليمين بتفرعاته المختلفة يستطيع أن يقنع الفرنسيين بالتصويت عليه، لذلك كان ضروريا أن تطلق حكومة كاسطيكس خطوة ما تؤكد لهاته الكتلة الناخبة بها أنها هي الأخرى « جادة في محاربة الهجرة السرية والمهاجرين السريين » وإن كانوا علنيين يعيشون على تلك الأراضي الفرنسية منذ سنوات، وارتكبوا مارتكبوه من أفعال أتاحت للقضاء في فرنسا إصدار الحكم بطردهم على الأراضي الفرنسية .

كل هذا لا يهمنا هنا في المغرب لا من قريب ولا من بعيد، إذ المطلوب منا أن يكون الرد في مستوى الحركة الانتخابية التي قامت بها فرنسا لكي نقول لأصدقائنا إننا نفهم التطورات الانتخابية لديهم والإكراهات المرتبطة بها، لكننا في الوقت ذاته نرفض الزج بنا في باقة واحدة مع بلدان لم تفهم هاته الإكراهات في يوم من الأيام

زايدوا على بعضكم البعض في الانتخابات التي تخوضونها مثلما شئتم، لكن تذكروا دوما وأبدا أننا لم نترك للمزايدات الانتخابية أن تحكم علاقتنا معكم، لا حين كنتم هنا على سبيل الحماية، ولا بعد أن ذهبتم لحال سبيلكم.

دوما ظل المغرب قادرا على النظر بترفع كبير إلى هاته العلاقة الخاصة التي تربطه بهذا البلد الصديق، ودوما ظل المغرب الأكثر قدرة من بين بلدان المغرب الكبير على تقديم التصور الأكثر نزاهة للعلاقة مع من كان ذات يوم مستعمر بلدان معينة هنا وحامي بلدان أخرى

نفهم غضب كثير من أبناء شعبنا من هذا القرار الذي بدا لهم متحليا بقدر كبير من الاستعلاء غير المبرر، خصوصا في هاته اللحظة، لكن نفهم أيضا اعتبارات الانتخابات لدى أصدقائنا، ونتصور أن العقل سيعود لكي يصبح المسيطر على المكان كله بعد أن تمر لوثة الاقتراع والخوف من صعود اليمين المتطرف إلى الحكم هناك مثلما وقع في غير ما بلد أوروبي، وهذا موضوع آخر طبعا...