السياسة

كاميرا خفية/علنية كبرى: طالبان حركة لم تعد إرهابية !!!

عن جريدة "الأحداث المغربية" الأربعاء 01 سبتمبر 2021
Capture d’écran 2021-09-01 à 09.26.38
Capture d’écran 2021-09-01 à 09.26.38

AHDATH.INFO

يريد الإعلام العالمي اليوم، بقنواته ووسائله التواصلية الكبرى، عربية كانت أم غربية، أن يقنع الرأي العام في كل مكان من الأرض بأن حركة طالبان ليست حركة متشددة إرهابية، وأن هناك فوارق عميقة وعظيمة بينها وبين تنظيم الدولة سواء كان في خراسان أو في مناطق التوتر والقتل الأخرى

أمريكا التي وجدت نفسها في المأزق الأفغاني تسعى بكل الوسائل لتبرير انسحابها من أفغانستان بعد عشرين عاما من التواجد العسكري فيها لأجل طرد طالبان قبل أن تسلم نفس الألفغانستان لنفس الطالبان. هذا التبرير لا ينطلي على أي متتبع حصيف.

الكل يفهم أن طالبان والقاعدة وداعش وتنظيم الدولة وجهان لعملة واحدة

الكل يفهم ويتذكر أن هاته التنظيمات، لم يكن لها أن تولد أصلا لولا الدعم الأمريكي، أيام الجهاد الأفغاني الكاذب ضد الدب الروسي…

الكل يعلم أن المخابرات المركزية الأمريكية لها يد طولى هاته التنظيمات، وهي تتحكم فيها وفي مساراتها وفي كل مايمكنها أن تفعله

والكل فهم أيضا أن السياسة هي فن الممكن، والممكن الوحيد أمام أمريكا اليوم هو الفرار بجلدها وجنودها من أفغانستان تفاديا لمزيد من القتلى الذي لن تتحملهم الكتلة الناخبة لبايدن ولكامالا هاريس بعده

الكل يفهم أيضا أن مباحثات الدوحة بين طالبان وأمريكا كانت التوطئة للعثور على هذا الحل الذي تعتبره الولايات المتحدة الأقل تكلفة، وتريد به نوعا من الحفاظ على دم وجهها.

كل هذا لن ينسينا أن النساء الأفغانيات عدن للسقوط مجددا في شراك الحركة الطالبانية التي اختارت منذ عشرين سنة أن تخفيهن عن أنظار الجميع.

كل هذا لن ينسينا أن وسائل الإعلام التي لن تقول لطالبان ماتريد سماعه ستطرد من أفغانستان وربما يقتل مراسلوها المحليون

كل هذا لن ينسينا أن من تعاونوا مع أمريكا ومع فرنسا ومع النرويج ومع ألمانيا ومع إيطاليا وبقية القوات الدولية التي كانت في أفغانستان سيعاقبون رفقة عائلاتهم عقابا شديدا من طرف طالبان التي لن تنسى أنهم كانوا أعداء لها حاربوا ضمن صفوف القوات الأمريكية، علما أن طالبان استولت ضمن ما استولت عليه على قاعدة معلومات وبينات كل هؤلاء المتعاونين، أي أنها بدأت في الوصول إليهم ولن ترحمهم

مرة أخرى يتأكد أن ذلك البلد المليء أفيونا ورعبا وتشددا في الدين والذي يقال على سبيل التغزل الكاذب فيه إنه مقبرة للغزاة وللإمبراطوريات كلها هو بلد خلق للحزن وللقتل وللدمار ولتعذيب ساكنته إلى آخر أيام الوقت وكفى…