السياسة

نبيلة واللقاح...كلام يجب أن يقال!

عن جريدة "الأحداث المغربية"- عدد الإثنين الاحد 29 أغسطس 2021
Capture d’écran 2021-08-29 à 12.31.15
Capture d’écran 2021-08-29 à 12.31.15

AHDATH.INFO

ماقالته نبيلة منيب في حوارها مع زملائنا في الجريدة الإلكترونية المغربية « هسبريس » عن لقاح كورونا كلام غير مسؤول، وكلام مخجل أن يصدر عن منتمية لحزب يساري تقدمي مثل الحزب الذي تنتمي إليه نبيلة، وكلام لابد من تفسير معانيه للمغاربة لأنه لايعقل أن تطلب من ولي أمر تلميذ أن يلقح إبنه، وأن تترك زعيمة حزب سياسي تقول إنها لن تلقح نفسها ولا عائلتها دون أن تعرف إن كان اللقاح ناجعا أم لا.

مرات عديدة لا نريد مناقشة نبيلة منيب في هذا المكان، لأننا نعتبرها امتدادا طبيعيا لتجربة يسارية لها وجه مشرف للغاية في المغرب، نستحضر الكبير الرائد محمد بنسعيد آيت إيدر فنصمت، ونقول إن هناك كائنات انتخابية أخرى ودكاكين بالمعنى الحرفي للدكان في الحياة الحزبية المغربية أولى بسهام نقدنا من هذا الوجه الأنثوي التقدمي الذي ورث تجربة اليسار المشرفة في البلاد. لذلك نضرب صفحا عن كثير الأمور ونمضي…

اليوم نحن في مأزق فعلي: نبيلة منيب - المسكينة - تعتبر أنه من باب الشجاعة أن تقول إنها لاتؤمن بالعلم والتقدم. وتعتبر أنه من الشجاعة أن تجاهر بعدم الإيمان هذا، وتعتبر أنه من الشجاعة أن تكون أقدر من كل رؤساء الدول في العالم بأسره الذين آمنوا بأن اللقاح هو وسيلة البشرية نحو الخلاص من هذا الوباء اللعين لكي تقول إنها وإن كانت لا تمتلك معلومات طبية ولا علمية دقيقة، لأنه ليس مجال تخصصها إطلاقا إلا أنها تعرف أناسا تعرضوا لما تعرضوا له بعد أخذ اللقاح، لذلك هي لن تأخذه في انتظار أن تعرف نتائجه الختامية.

حقيقة وجب طرح السؤال على من بيدهم الحل والعقد في هذا البلد: كيف تمنعني أنا المواطن البسيط من السفر من مدينة إلى مدينة إذا كنت لا أملك جواز التلقيح ولا تستطيع أن تقول شيئا لزعيمة حزب تترشح وكيلة للائحة وهي تجاهر أمام أنظار الجميع بأنها ضد اللقاح؟

كيف تمنعني وأنا المواطن البسيط من تسجيل إبني أو إبنتي في المدرسة لأنهما لم يأخذا اللقاح أو تقول لي على لسان وزير التربية الوطنية إن المدارس ستتخذ القرارات الضرورية والملائمة في حق من لم يأخذوا اللقاح وأن تتفرج مثلي على حوار منيب في «هسبريس» وأن تكتفي بتحريك رأسك وأن تمضي؟

كيف يمكن أن تقنع المغربي البسيط والمغربية البسيطة بكل هذا الذي يقع ولدينا زعماء أحزاب يقولون كلاما لم تقله «مي نعيمة» ولم يقله أبو النعيم رحمه الله وهو حي ورحمنا معه جميعا، مادمنا وإن كنا على قيد الحياة في عداد الموتى لأننا جميعا عابرون في كلام عابر؟

حقيقة صدمتنا النبيلة مجددا، صدمة في الاتجاه الآخر السيء الدال على أننا فعلا في المنحدر، ولو قالها زعيم حزبي آخر لما تحدثنا لأننا تعودنا على تفاهاتهم ولم يعد يصدر عنا أي رد فعل…