الصحراء

جلالة الملك.. رسائل إلى من يهمه الأمر

طه بلحاج الجمعة 20 أغسطس 2021
20210820_232734
20210820_232734

AHDATH.INFO- محمد أبويهدة

توقف جلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب عند الفكر المحدود لبعض الدول الأوروبية في التعامل مع التكورات التي يعرفها المغرب ولجوئها لتشويه سمعة المؤسسات الوطنية المغربية للحفاظ على مكاسب من ماض لم يعد له وجود.

ومهد جلالة الملك لفضح هذه الدول بتذكيره أن المغرب مقبل على انتخابات تشريعية وهي ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح المواطنين، وتدافع عن قضايا الوطن، ومن هنا تأتي أهمية هذه المؤسسات التي توفر للبلاد مناخا ديموقراطيا يسمح لها بمواصلة التقدم في شتى المجالات.

وقال جلالة الملك "قليل من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية".

وعوض أن تجعلها هذه الهواجس شريكا أساسيا للمغرب فإنها تتعامل معه بعقلية قديمة تنهل من زمن مضى وانقضى، وهو ما يعبر عنه جلالته عندما يقول إن: "بعض قياداتها، لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات".

والواضح أن استهداف المؤسسات الوطنية الغاية منه هو إضعاف المغرب عبر تشويه سمعته من خلال العزف على إيقاع: انتهاك حقوق الإنسان. وهي تهمة أصبحت جاهزة تلوح بها هذه الدول في عملية ابتزاز مكشوفة كلما أحست أن مصالحها أصبحت مهددة.

ويضيف الملك "أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية. لذلك يريدون أن نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار".

ومن أبرز الحملات التي تم تسجيلها تلك التي تستهدف المؤسسات الأمنية، لتشويه صورتها، و"محاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها".

لذلك فإن هذه الدول يهمها أن تتعامل مع مغرب ضعيف خانع لشروطها، وهو الوضع الذي مازالت تعتقد أن المغرب يعيش تحت تأثيره، ولا يهمها أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا.

ولتصحيح الصورة فإن الملك يذكر كل من يحتفظ بهذه الأفكار المتخلفة عن دولة تقدمت كثيرا بأن "المغرب والحمد لله، معروف بسمعته ومكانته، التي لا نقاش فيها، وبشبكة علاقات واسعة وقوية، ويحظى بالثقة والمصداقية، على الصعيدين الجهوي والدولي".

إن المغرب الذي يتحدث عنه جلالة الملك هو المغرب الذي "تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار".

مقابل هذا الوضع فإن المغرب واع بالتحديات التي تواجهه بسبب اختياراته هاته وهو قادر على حماية مؤسساته في مواجهة الهجمات المدروسة الذي تتعرض لها.

والملك نفسه يكشف جانبا من خطة زعزعة الاستقرار الذي ينعم به المغرب فقد "تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة، لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول".

غير أن ثمة رسالة أساسية يبلغها الملك لمن يهمه الأمر مفادها أن المغرب سيواصل مساره أحب من أحب وكره من كره.