بوابة الصحراء

كلمة الاحداث قادرون على مواجهتهم جميعا…فهل من مزيد؟؟؟

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 22 يوليو 2021
02E170A4-2578-4480-B972-C7AD5153E6B2
02E170A4-2578-4480-B972-C7AD5153E6B2

AHDATH.INFO

المغرب في قلب هجوم متعدد الأطراف. المغرب في قلب المعمعة. المغرب وسط الحملة. المغرب يواجه العديدين دفعة واحدة…وماذا بعد؟

الذين يندهشون لتواتر الهجومات على بلادنا ينسون تفصيلا صغيرا يبدو لهم غير ذا أهمية هو أن المغرب بلد عتيد، قديم، أو لنقل لكي نختزل المسافات مع أنها طويلة طول التاريخ، هو بلد عريق.

وفي حكاية العراقة، قد لاتنتبه إذا كنت صاحبها لأهميتها كثيرا. تعتبرها بديهية ولدت معك وولدت معها. تحصيل حاصل مثلما يقال. أتت مع الولادة وستظل بعد الممات. لذلك لاتنتبه كثيرا لما يمر عليك، وهو كثير، بل تواجهه وتمضي…

من تؤرقه هاته العراقة وتسبب له عسر هضم كل شيء؟

الطارئ، المستجد، المصنوع من عدم، أو فجأة أو دون سابق إنذار أو دون مبرر وجود شرعي…

هذا الطارئ تسبب له عراقتك كل مشاكل الكون، لذلك يمضي الوقت كله يحاربها، ويريد من خلال نفيها جعلك مثله…قادما مستجدا إلى الحياة.

لذلك تبدأ عداوات المغرب من أقرب جيرانه، ولاتنتهي لأن للعراقة أمورًا أخرى تسير معها تثير عصبية آخرين.

منها الإصرار على المضي قدما. منها الإيمان بالذات وقدرتها على التطور والتطوير، ومنها الذكاء الطبيعي الذي يولد مع العراقة والمسمى النبوغ المغربي (رحم الله سيدي عبد الله كنون) .

تشرع في البحث لنفسك ولناسك عن شروط عيش أفضل. تهتم بالمستقبل لأن الماضي ملك لك (لاتنس أنك عريق) وتفهم أن الحاضر هو لحظة كتابة غد أحسن.

لايستطيع المصاب بالعقدة الاستعمارية المزمنة أن يستوعب الأمر. تغلبه في هاته وفي الأخرى، وتتكرر حكاية الغلبة في عديد المحطات مع أنك لاتملك إمكانياته ولاتملك ماله ولاتملك عتاده، لكنك تمتلك الأهم: نبوغك الشهير.

تتوالى الحملات، تستعر. تخترع لنفسها عديد الأقنعة، وتأتي كل مرة بشكل مغاير عساها تنجح في المسعى الخائب الأبدي. وتظل أنت، المغرب، بالمغاربة قادرا على الابتسام الشجاع الذكي في وجه الراغبين فقط في رؤيتك مثل الآخرين

بحلم الكون وعطفه تحاول أن تشرح لهم استحالة الشبه هاته. تقول إن الاستثناء المغربي ليس عبارة إنشائية ترددها على الأسماع وتمضي دونما إيمان بها…

لا أيها الأفاضل، هو نمط عيش هنا . هو طريقة وجود. هو شكل حياة. هو المؤسس الأول والدائم والأبدي لالتقاء كل هاته الأجناس المختلفة ذات يوم على ملتقى البحرين هذا، الأطلسي والمتوسط، لصنع التعايش الحضاري الدائم بين من سيحملون الوصف الشريف : المغاربة على أرض الإسم الأشرف: المغرب.

مهلا، هل نتغزل في بلادنا؟

هل نقول فيها شعرا أو شيئا كالشعر؟

نعم، بكل حب وبكل إيمان أنها تستحق الغزل لأنها لاتشبه الآخرين، ولأنها بهاته الفرادة العريقة قادرة على إثارة إعجاب محبيها، وهم كثر، وعلى إثارة أعصاب كارهي عراقتها ونبوغها، وهم قلة تحاول التجمع هاته الأيام عساها تصبح كثرة غالبة…

تنسى هاته القلة الكارهة، بدءا من القريب المعقد من جدته وقدومه الحديث، إلى الاستعماري الحالم بعودة أيام القنص هنا، أن الأمر مستحيل لأن للبيت ربا يحميه، ولأن للمغرب مغاربة كل سبب وجودهم على هاته الأرض هو أن يظل هذا البلد الأمين واقفا يرفض الانحناء، ويقول للمتكالبين قدامى ومحدثين مبتسما بنخوة وعراقة: قادر أنا على مواجهتكم جميعا، فهل من مزيد؟