مجتمع

داخل قسم الإنعاش لحالات كورونا.. صراع الحياة والموت!

طه بلحاج الثلاثاء 11 أغسطس 2020
URGENCE_IBNROCHD_005
URGENCE_IBNROCHD_005

AHDATH.INFO- سميرة فرزاز- ت: محمد وراق

بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء يعيش الممرضون والأطباء في العناية المركزة تحت أقصى الضغوط، فيما يجهدون لإنقاذ حياة المصابين بفيروس كورونا المستجد، إذ ينهكون بالعمل في مناوبات تصل إلى 12 ساعة تواجه تلك الطواقم الطبية والصحية تحديات تقنية عاطفية لم يختبر كثيرون من أفرادها مثيلا لها، أثناء انخراطهم في مكافحة فيروس لعين اكتسح العالم في بضعة أشهر قليلة قتل ومازال يهدد بقتل الآخرين.

عندما شعرت هناء بضيق في الصدر، وهي الأم لطفلين والحامل في خمسة أشهر، نصحها طبيبها الخاص بضرورة تشخيص حالتها لأنه يعتقد أنها مصابة بفيروس كورونا المستجد، وبالفعل كان الفيروس اللعين قد بدأ في التمكن من الشابة التي لم تتجاوز بعد 27 سنة.

حاول أطباء مصلحة التخدير والإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء مساعدة هناء لتجاوز أزمتها بالتنفس الاصطناعي حتى يستطيع جهازها المناعي القيام بدوره من أجل القضاء على الفيروس، إلا أن نسبة الأكسجين في الدم نزلت إلى أقل مستوى وكانت النهاية الموت.

ويعد أهم عنصر في رعاية المصابين الذي يعانون من إصابة حادة بفيروس كورونا المستجد، في ظل عدم وجود علاج ثابت للمرض في الوقت الراهن، هو إدخال كمية كافية من الأكسجين في الرئتين، بينما يحارب الجهاز المناعي الفيروس، وهذه خطوة أولى لبداية التعافي، إلا أن هناك من يفشل جهازه المناعي في تدمير الفيروس لأسباب عديدة، إما لضعف مناعته أو معاناته مع أمراض أخرى أو لتأخر تشخيص حالته.

يشرف على هؤلاء المصابين متخصصون في الإنعاش من أطر طبية وصحية، يعملون منذ الثاني من مارس الماضي، أي عند تسجيل أول حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد في المغرب، عبروا جميعا عن تعبهم الشديد في مواجهة الجائحة التي اجتاحت العالم. يقول البروفيسور بارو: «تعبنا مزدوج، فقد تعبنا كوننا لم نستفد من أي عطلة، وهذا أعتبره طبيعيا لأن الجائحة مازالت مستمرة في البلاد والوضع الوبائي الحالي لا يبشر بالخير، وتعبنا نفسيا فنحن نعيش يوميا على إيقاع أربع إلى خمس وفيات في اليوم، رغم المجهودات والتضحيات التي نقدمها».

نفس الشيء أكدته إحدى الممرضات، التي أشارت إلى أنها تموت ألف مرة في اليوم عندما ترى حالات تصارع الموت «ونحن نقف عاجزين أمام قوة الفيروس اللعين، لهذا لا نطلب من المواطن إلا الالتزام بالإجراءات التي سطرتها الحكومة حتى نتجاوز هذه المحنة معا».