السياسة

نزار البركة : الفوارق الاجتماعية أضعفت الشعور الوطني

متابعة الاحد 12 يناير 2020
No Image

 AHDATH.INFO

تخليدا للذكرى السادسة والسبعين لتقديم وثيقة 11 يناير 1944 للمطالبة بالاستقلال، ترأس نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال مهرجانا خطابيا حاشدا، يوم السبت 11 يناير 2020، بالمركز العام للحزب بالرباط، وذلك إحياءا لهذا الحدث التاريخي والسياسي الوطني الهام، تحت شعار "الوعي الوطني المتجدد ومقومات المواطنة".

وقدم نزار بركة الأمين العام للحزب، تقريرا سياسيا, عبر فيه عن " عن إيمانه وإقتناعه العميق بالأهمية التي تكتسيها هذه المعادلة الصعبة بين "الوطنية والمواطنة" في مواصلة المشروع المجتمعي المشترك الذي بَشَّرَتْ به وثيقة 11 يناير، ولا سيما في ظل ما تعرفه الظرفية الحالية من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، تُسائلنا جميعا كمواطنين وفاعلين سياسيين، كما تسائِل غيرنا من الفاعلين من مختلف أطياف القوى الحية والجادة ببلادنا".

واعتبر الأمين العام  للميزان أنه "وَاهِمٌ من يعتقد بأنه لم تعد هناك حاجة اليوم إلى الوعي الوطني المشترك الذي صنع المغرب الحر والمستقل قبل حوالي 70 سنة".

وأضاف أنه "واهمٌ من يظنُ أن الولوج إلى مرحلة المواطنة الكاملة بحقوقها وواجباتها مع دستور2011، يمكنها أن تستقيم وتتحقق في غياب شعور جامع ودافع بحب الوطن وبتقوية روابط الانتماء إليه".

وأبرز  نزار بركة, حسب موقع الحزب, أن "الشعور الوطني في السنوات الأخيرة، اعتراه نوع من الفتور والإجهاد، وذلك بسبب اتساع الفوارق الاجتماعية والترابية، وتراجع قيم التضامن والتماسك، وتداعيات أزمة الثقة في وسائط الرابط الاجتماعي، والقلق الهوياتي المتزايد من جراء بروز النزعات الفردانية والفئوية والمناطقية، على غرار ما يجري في بقية العالم من تحولات في هذا الشأن، وكذلك التلاشي المطرد في درجة المقبولية لمبادئ وشروط العيش المشترك داخل المجتمع، في مقابل تنامي مظاهر التصادم والعنف والحيف والشروخ".

وسجل الأمين العام للاستقلال أنه "مع انطلاق ورش مراجعة النموذج التنموي بلادنا، أمامنا جميعا فرصةٌ سانحةٌ وحاسمة ينبغي عدمُ إهدارِها من أجل تحفيز وتعبئة الوعي الوطني بإشراك الفاعلين وعموم المواطنات والمواطنين، وضمان انخراطهم الإيجابي بالإنصات إلى مطالبهم والتفاعل مع انتظاراتهم وإدراج مقترحاتهم في مخرجات التفكير حول النموذج التنموي الجديد".

وأكد أن "الشعور الوطني لا يمكن أن يستعيدَ مكانتَه وإشعاعَه إلا إذا تم تحسيس الفاعل والمواطن بأن مشاركتَه في هذا المسلسل التشاوري حول النموذج، ستُساهم في بلورة تعاقد مجتمعي جديد حقيقي، وبناء مصير مشترك للمرحلة القادمة يقوم على الكرامة والعدالة والإنصاف وغيرها من مقومات المواطنة الكاملة".