السياسة

العثماني والحلوطي يتبادلان الأدوار في مؤتمر نقابة البيجيدي

فطومة نعيمي الاحد 15 ديسمبر 2019
0-3
0-3

AHDATH.INFO

في كلمة مقتضبة لم تتجاوز بضع دقائق، اختار رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وهو يفتتح أشغال المؤتمر السابع للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ذراع حزبه النقابي، الحديث عن ضرورة إعادة الثقة في هيئات الوساطة ممثلة خاصة في الأحزاب السياسية والهيئات النقابية ومنظمات المجتمع المدني.

العثماني، دعا مسؤولي وقياديي مؤسسات الوساطة إلى الاشتغال على "تعزيز الثقة التي للأسف تقل في لحظات معينة" يقول رئيس الحكومة، واعتبرها "حجر الزاوية في بناء حياة سياسية عامة سليمة ومنتجة".  وزاد العثماني مشددا على أنه الاشتغال، الذي يفرض " المصداقية والاستقامة والمعقول".

وحرص العثماني على التشديد على ضرورة التحلي بروح الإيجابية و"بثها إلى المواطن الذي هو في حاجة مستمرة لإشارات إيجابية تعكس إمكانية الإصلاح وابتكار حلول ".

وأوضح العثماني مؤكدا : "من واجبنا أن ننصت وأن نستمع ونحاول أن نتفهم مطالب المواطنين، والحوار مستمر ولن يتوقف، ويجب أن يستمر وأن نكون في مستوى اللحظة".

وأردف قائلا "نحن واعون أن الانتظارات كبيرة وكذلك الخصاص، ولكن هذا لا يمنع بأن هناك أمور إيجابية تحققت لصالح بلادنا، بتعاون بين جميع الشركاء".

وشدد العثماني على أن ما يتحقق هو نتاج "الشراكة والتعاون بنية صالحة لمستقبل أفضل للبلاد".

الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عبد الإله الحلوطي، الذي تم انتخابه لولاية ثانية على رأس الاتحاد، سار في ذات اتجاه التركيز على بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الوساطة، واسترجاع الثقة في العمل النقابي.

إذ أوضح  الحلوطي في كلمته الافتتاحية محذرا من فقدان الثقة في العمل النقابي والسياسي واعتبره "مؤشرا وعلامة خطيرة"وزاد منبها أن "انكسار هذه الوساطة يمكن أن يؤدي إلى كوارث داخل المجتمع" يقول الحلوطي.

واعتبر الأمين العام للاتحاد أن التنظيم النقابي، الذي ترأسه لأربع سنوات خلفا لمحمد يتيم منذ  2015، يحرص على الحفاظ على علاقة الثقة مع المواطن وذلك من أجل تحقيق تنمية حقيقية قادرة على توفير الظروف المواتية لتنمية الاستثمار بما يخلق فرص الشغل ويمتص البطالة.

وسعى الحلوطي إلى التأكيد على المسافة، الذي يضعها الاتحاد مع الحكومة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية، والذي يُعتبر الاتحاد ذراعه النقابي.

وفي هذا السياق، قال الحلوطي:"الشراكة مع الحزب [العدالة والتنمية]لا تمنعنا من مقاطعة الحوار الاجتماعي وقد سبق واتخذنا قرار مقاطعة الحوار الاجتماعي لما اعتبرنا عرض الحكومة غير كاف. لم يمنعنا أبونا المشترك [عبد الكريم الخطابي بوصفه مؤسسا للحزب والنقابة]، ولم تمنعنا الشراكة أو القرابة من قول لا في الأوقات التي كان لابد لنا من قول لا فيها ".

وزاد الحلوطي قائلا " وبمجلس المستشارين رفضنا التصويت كنقابيين وخالفنا رأي فريق الحزب في احترام منا لمسؤوليتنا النقابية ".

لكن، الحلوطي استدرك منبها " لكننا مع ذلك لا نريد أن نكون معول هدم نهدم مع الهدامين أو نساعد الهدامين على هدم كل ما تم بناؤه ولا يتم الاعتراف به. فموقف النقابة ثابت لا يتغير ولا يتبدل سواء كان الحزب في المعارضة أو الأغلبية . وقد كنا أكثر راحة لما كان الحزب معارضا والآن نحن أكثر حرصا على الثبات على مواقفنا ومبادئنا وقيمنا مهما تغير موقع الحزب".

وانطلقت أشغال المؤتمر الوطني السابع العادي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب السبت 14 دجنبر 2019 ببوزنيقة.

وتم التصويت يوم السبت على التقريرين الأدبي والمالي، كما انكب المؤتمرون، الذين بلغ عددهم 1500مؤتمر ومؤتمرة، على مناقشة تقرير أداء الاتحاد طيلة أربع سنوات، خاصة على المستويات النضالية والتنظيمية والحوار الاجتماعي،  وانتخاب الأمين العام الجديد بالمغرب ونوابه وأعضاء المكتب الوطني. وقد نجح الحلوطي في الفوز برئاسة التنظيم النقابي لولاية ثانية متجاوزا منافسيه المستشار البرلماني عبد الصمد مريمي، والكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، عبد الإله دحمان.

ويعقد المؤتمر الوطني العادي للاتحاد، المنظم تحت شعار "العمل النقابي الملتزم نضال مسؤول لتكريس الثقة وكسب رهان التنمية"، مرة كل أربع سنوات كما ينص على ذلك قانون هذه المنظمة، علما أن جميع الهيئات المنتخبة داخل الاتحاد تمتد ولايتها لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وكان عبد الإله الحلوطي قد انتخب أمينا عاما للاتحاد خلفا للأمين العام السابق محمد يتيم في ختام المؤتمر السادس، الذي انعقد في نهاية دجنبر من سنة 2015 ببوزنيقة.