ثقافة وفن

كلمة الأحداث: Douce France !

بقلم: المختار لغزيوي ?? الأحداث المغربية الاثنين 05 سبتمبر 2022
8C4C3A61-9FA0-4996-A7E0-C1BB0F118FC1
8C4C3A61-9FA0-4996-A7E0-C1BB0F118FC1

AHDATH.INFO

نقلت جهات إعلامية عديدة متم الأسبوع الفارط أخبارا أو ماوصفتها ب "التسريبات"، عن اقتناع المخابرات الفرنسية بأن الضغط على المغرب بحكاية "التأشيرات"، والنقص من عددها لم يحقق الهدف المطلوب، وأن الاقتراح القادم هو الضغط بالكشف عن ممتلكات مغربية في فرنسا، وكذا نشر ماتصوره المخابرات الفرنسية وتسجله بخصوص بلادنا على أرضها، مما يعد عرفا عاديا في عمل هاته الأجهزة.

وبغض النظر عن صحة هاته "التسريبات" أو كذبها، فإن الثابت الوحيد اليوم في الحكاية الفرنسية/المغربية هو أن هناك شيئا، بل أشياء على غير مايرام.

طبعا التحليل السريع والبسيط الذي يتداوله الجميع هو أن التقارب المغربي مع أمريكا وإسرائيل وإسبانيا، وأيضا ألمانيا، لايروق كثيرا فرنسا التي تعتبر أنها الأحق بالأسبقية والأولوية في العلاقة مع المغرب.

هذا التحليل قد يكون فيه جزء من التفسير حقا، وقد يشرح سبب الاحتفاء المبالغ فيه فرنسيا بزيارة ماكرون إلى الجزائر، حد ارتجال لقاء ثاني بين رئيسي فرنسا والجزائر لم يكن مقررا في البدء من أجل التوقيع البروتوكولي على معاهدة تجديد العلاقة.

وهذا التحليل قد يكون فيه جزء من شرح علامات "العداء" أو "التأفف" التي طبعت كثيرا من التصرفات الفرنسية تجاه بلدنا مؤخرا.

لكن هذا التحليل لايستطيع أن يكون لوحده التبرير.

هناك شيء ما غير واضح في تصرف صديقتنا فرنسا مع وطننا، يستهدف ماهو أبعد من "تأديبنا"، لأننا ربطنا علاقات أقوى مع شركاء آخرين، بل يريد إعطاء الدرس بنا للآخرين، كل الآخرين.

لن نقول إنها بقايا العقلية الاستعمارية وتأثيرات عقد استعلاء تاريخية لم تندمل عند الطرف الآخر. لكننا سنقول إنه رد فعل عادي على أفول مرحلة وبزوغ أخرى.

ذلك المنعطف الخطير الذي عاشه العالم إبان الأزمة الصحية الكبرى المسماة "كوفيد19"، لم يؤثر فقط على صحة الأفراد.

هو مس صحة دول بعينها لم تكن في مستوى مواجهة ذلك الإعصار الصحي/الإنساني/السياسي، وخرجت منه بندوب كثيرة تمس كيانها.

هاته الندوب آلمتها أكثر حين رأت دولا تعتبرها أقل منها، أو هي حقا أقل مقدرات مادية وتقنية وعلمية منها، وهي تجتاز ذلك الامتحان العسير بأقل الخسائر الممكنة.

لعله السبب الذي يجعل من مستهم هاته الندوب أكثر يجتمعون اليوم ويتحدون ضد من كان فقط أكثر حكمة وذكاء منهم.

ربما، قد يكون هذا هو التفسير أو جزءا منه. لاندري. فنحن في نهاية المطاف نحاول فقط أن نفهم سبب الغضب، وسبب الكثير من التصرفات البعيدة تماما عن أناقة ولباقة ولياقة من كانوا بالنسبة لنا دوما وأبدا: أصدقاء أعزاء.

تبقى الإشارة ختاما واجبة إلى بيان السفارة الفرنسية، الذي دعا المغاربة إلى توخي الحيطة والحذر بخصوص المعلومات التي تصلهم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل عن طبيعة العلاقات الفرانكو-مغربية.

نصيحة طيبة، ودعوة عاقلة، ولو أن المغاربة في مجال الحيطة والحذر هذا لايعلى عليهم، سواء فيما يخص العلاقة مع فرنسا، أو العلاقة مع غيرها من الجهات والأشخاص والأفراد والأشياء…

هنا الحيطة والحذر مسبقان على ماعداهما…منذ القديم.