Ahdath.info
جماعات ترقمن خدماتها، مستشفيات تدبر بنظم معلوماتية، نقل مرقمن .. إنها بعض من أوجه التحول الرقمي،الذي ينشده المغرب وخصص له وزارة في الحكومة الحالية لأجل تسريع ورش هذا التحول الهيكيلي والمؤسساتينحو االمستقبل .
وفي هذا السياق، ولأجل "مواكبة هذا التحول الرقمي الهائل بالمغرب" يقول الرئيس المدير العام للشركة الفرنسية،بيرجي – ليفرو (Berger - Levrault)، الرائدة في مجال النظم المعلوماتية والبرمجيات، "أنشأنا فرعا بالرباط".
الشركة الفرنسية ذات التاريخ العريق (4 قرون) والصيت الدولي، عززت وجودها بالمغرب، والذي انطلق في2014، بافتتاح فرعها الرئيسي الثلاثاء 28يونيو 2022 بالعاصمة الرباط موازاة مع تنظيمها لمائدة مستديرةحول "التحول الرقمي للمغرب".
وتعتبر الشركة الفرنسية ذاتها "شريكا للمؤسسات المغربية في تحولها نحو الرقمي "، حيث تبرز أنها قدمتحلولها ومواكبتها التقنية والتكنولوجية لعدد من الشركاء / الزيناء المغاربة، وخاصة المنتمين للقطاع العام منذ 2014 .
وبالنسبة لمدير العمليات بشركة بيرجي – لوفرو بالمغرب، الغازي مونتيتش، فإن الشركة "عملت منذ دخولها السوقالمغربية في 2014 على مواكبة الاستراتيجية الرقمية للمملكة وذلك من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج المبتكرةالموجهة خصوصا للجماعات الترابية وقطاعي الصحة والنقل " ويضيف المسؤول المغربي بالشركة موضحا أن " طموحات الشركة على المدى القصير العمل على طرح برامج معلوماتية في قطاعات أخرى وفي مقدمتها قطاعالتعليم".
ووفق ما قدمه المسؤولون عن الشركة من معطيات، فإن الحلول الرقمية المقترحة من قبل شركة بيرجي – لوفرو مكنتمن تجهيز 15 جماعة محلية موزعة عبر التراب الوطني، منها على سبيل المثال جماعات تطوان (أول جماعة عملتالشركة على رقمنة خدماتها في 2014) وآسفي والصويرة وسيدي بنور وأنزكان ومكناس وشفشاون.. بما يعادلأكثر من 2500 مستخدم وموظف آضحوا يستعملون بشكل يومي برمجيات الشركة في العديد من الاختصاصاتوالمجالات، أهمها التدبير الإداري مثل الموارد البشرية والمشتريات وإدارة المستندات الإلكترونية والرقمنة فضلا عنإدارة خدمات المرتفقين كالحالة المدنية ووثائق الدفن وباقي الخدمات الإدارية، التي تدخل ضمن اختصاصاتالجماعة الترابية.
أما في مجال الصحة ، فقد اختارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حلول إدارة الصيانة بمساعدة الحاسوب ( GMAO) لتجهير 170 مستشفى، وبالتالي تسهيل إدارة المعدات الطبية والبنى التحتية من خلال عمليات الصيانةالتصحيحية والوقائية، وذلك في إطار صفقة خصصت لها الوزارة ما يناهز 13مليون درهم حسب مصادر إعلامية.
وفي قطاع النقل، تم تجهيز المكتب الوطني للسكك الحديدية بالعديد من الحلول المنظوماتية لإدارة أسطوله المستقلمن القطارات والقطارات فائقة السرعة، و تسيير البنى التحتية عبر التراب الوطني، وكذلك الأمر بالنسبة لتراموايالدار البيضاء والرباط.
وتطمح بيرجي – لوفرو إلى "تقوية مواكبتها لفائدة الشركات والمقاولات في العديد من مجالات تخصصها والعملعلى تعزبز مكانة الشركة كفاعل رئيس وأساس في نشر البرمجيات ونظم المعلوميات على التراب المغربي " يؤكدالرئيس المدير العام للشركة، بيير – ماري ليأوشير .
وبالنظر إلى أن ورش التحول الرقمي خيار استيراتيجي للمغرب، فإن من المؤكد أن يشكل انخراط الكفاءاتالمغربية خريجة النعاهد والمدارس الوطنية وكذا الجامعات المتتخصصة في مجال المعلوميات والنظم واليرمجياتقيمة أساس لهذا التحول، وهو ما تسعى الشركة الفرنسية إلى رفع رهانه من خلال استقطابها لهذه الكفاءاتومحاولة جذبها للاستفادة من طاقتها ومهاراتها وطموحاتها . وفي هذا السياق، أظهر المسؤول الفرنسي عنالحماس للإمكانات الواعدة، التي تبرهن عليها الكفاءات المغربية، التي قال إنها "تجمع بين الموهبة العالية والطموحوالكفاءة في هذه المجالات التكنولوجية الدقيقة، التي تتسم بالتطور المستمر، وتحتاج للذكاء المتقد والطموح للتطوروالتطوير المستمرين " .
وأبرز الرئيس المدير العام، وهو يتحدث عن ممبزات الفرع المغربي، وكذا طموحات شركته من خلاله، قائلا :"نعولكثيرا على الكفاءات المغربية ونسعى لأن نستفيد من الإمكانات العالية المتاحة بالنظر إلى وجود نسية عالية منالكفاءات النسائية ضمن مستخدمينا الشباب بخلاف الشركة الأم بفرنسا حيث إن أعداد الفتيات خريجات المعاهدوالمدارس الكبرى في المعلوميات والهدنسة المعلوماتية ضئيل جدا لا يتعدى 25 في المائة مقارنة مع نسبة الذكورفيما هنا بالمغرب نسبة الخريجات تعادل ال50بالمائة وهذه مسألة رائعة ". كذلك، شدد المسؤول الفرنسي على أن"الكفاءات المغربية تساهم في تطوير حلول منسجمة مع السياق المحلي المغربي والاحتجايات المحلية والصالحة،كذلك، للتصدير والتسويق دوليا ".
وكذلك، تحدث القائمون على الشركة الفرنسية عن أن من ضمن أهدافهم "تمكين الكفاءات المغربية في المجالالمعلوماتي من ولوج سوق الشغل وطنيا لكن من بوابة شركة عالمية وهو ما يتيحه الانضمام إلى فرق بيرجي – لوفروالموزعة عبر العالم ضمن شيكة بكل من فرنسا وكندا واسبانيا والآن بالمغرب ".
وفي هذا السياق، أبرزت مديرة الموارد البشرية لفرع الشركة بالمغرب، فدوى البوعزاوي، في ما يهم سياسة التشغيلالمعتمدة بالشركة أن "قابلية التشغيل والإدماج المهني وإعادة التوجيه تعد ثلاثة محاور رئيسية لسياسة المواردالبشرية للشركة، وفي هذا السياق تم التوقيع على شراكات مع عدة جامعات وكليات هندسية الهدف منها تعزيزقابلية تشغيل خريجي قطاع تكنولوجيا المعلوميات ".
وتوضح العزاوي، في تصريح للجريدة، قائلة :"أكيد أن الجميع يعرف نزيف الكفاءات المغربية وطنيا الذي تتسببفيه هجرة الأدمغة إلى الخارج. والشركة من ضمن شركات أخرى تسعى لأن تساهم في وقف هذا النزيف والبحثعن ميكانيزمات مساعدة على الحيلولة دون هجرة الكفاءات . لذلك، فرهاننا كشركة هو الاستجابة لانتظارات هذهالكفاءات وتطلعاتها على مستوى طموحاتها المادية والقانونية والرفاه . لذا، نحن حريصون على ضمان تحفيزاتهامة وذات تنافسية عالية لمستخدمينا أو معاوينينا كما نطلق عليهم من خلال توفير كافة الشروط الماديةوالاجتماعية والقانونية والحمائية الجاذبة بما يجعلهم على قدم المساواة مع مستخدمي الشركة سواء في فرنسا أودول أخرى". وتزيد اليوعزاوي مؤكدة :" فضلا عن توفير الضمانات القانونية والاجتماعية الأساس، وخاصة الأمنوالاستقرار المهنيين، فالشركة تتيح التكوين المستمر وفق معايير دولية للمستخدمين بما يجعلهم باستمرار مواكبينللتطورات المطردة الحاصلة في مجالات تخصاصتهم ويساعد على تطوير وتنمية مهاراتهم كما أنها تحفزعلىالحركية المهنية بما يتيح للكفاءات مرونة كبيرة في التنقل المهني بين فروع الشركة عبر العالم".
ما يقرب من 80 مهندس وتقني ومستخدم (شباب وذوو خبرة مهنية تبلغ نسبة النساء بينهم 45 في المائة وفقتوضيحات مديرة الموارد البشرية، فدوى البوعزاوي)، مع توقع ارتفاع الرقم إلى 130 متعاون بحلول نهاية 2022،يحتضنهم مبنى حديث، تم "تصميم جميع فضاءاته لتعزيز الذكاء الجماعي والابتكار، في بيئة عملية ودية وملهمةوآمنة"، بحيث يشكل " فضاء مثاليا لاستقبال الكفاءات المغربية الشابة القادمة من المدارس والمعاهد العليا الوطنيةوالجامعات المغربية" بحسب مسؤولي الشركة.
ومن جانب أخر، أكد رئيس جماعة سيدي عيسى بن سليمان بإقليم قلعة السراغنة، أحمد التويمي، في تصريحللجريدة، على أن رقمنة الجماعات الترابية "خيار لا رجعة فيه " . وأبرز المسؤول الترابي، الذي اشتغل على رقمنةجماعته خلال ولايتين متتاليتين، أن الصعوبات المرتبطة بهذا الورش "قابلة للتذليل والتجاوز بكثير من الإرادةوالإصرار والمثابرة سواء تلك المتصلة بالإمكانات المادية أو بالموارد البشرية " . وأوضح المنتخب المحلي أن جماعته"ربحت الكثير من عملية الرقمنة، بالرغم من كلفتها المادية المرتفعة وخاصة في بداية إطلاقها، سواء على مستوىتيسير ولوج المرتفقين للخدمات أو تدبير موارد الجماعة أو ممتلكاتها" وزاد مشددا على أن " أكثر ما ربحتالجماعة هي الشفافية والمصداقية لدن المواطن مما يجعل من الرقمنة خيارا لا رجعة فيه وكذلك ورشا بلغ نقطةاللاعودة مما يضمن استمراريته وتفعيله بشكل مستدام مهما تغير المنتخبون الموكول لهم تدبير الشأن الترابي".