مجتمع

عيد الأضحى.. "كاين الثمن"

رشيد قبول الاحد 19 يونيو 2022
FB_IMG_1655160435704
FB_IMG_1655160435704

Ahdath.info

زيادة تصل إلى 1000 درهم في الكبش وقد تفوقها أحيانا، زيادة التي يقول تجار الماشية وبعض الكسابة إنها تقتصر على "المليح" الذي يصفونه بأنه "بثمنو"، فيما يرى الكثير من المواطنين أن مبلغ 3000 درهم التي كانت فيما مضى تأتي ب "الأقرن الأملح" لن تسعف أصحابها هذا العام في بلوغ الهدف، الذي يقولون إنه من أجل إدخال البهجة على الصغار...

في الروبورتاج التالي محاولة لجس نبض أسواق الماشية قبل أربعة أسابيع من العيد...

قبل أقل من شهر على موعده أصبح حديث الألسن وسط التجمعات، نظرا لأنه يشكل هاجسا للكثيرين ممن يعدون له العدة أشهرا قبل حلوله، وإذا ما اقترب صار هاجسهم يفكرون كيف يتدبرون سومته، متسائلين هل يستطيعون اقتناء الأملح الأقرن لتحقيق الأضحية.. إنه "العيد الكبير" الحدث الاستثنائي في حياة كثير من المغاربة الذي يستنفرون من أجله جيوبه للحصول على ما يصفونه ب "الحولي اللي كا يفرح...".

من السوق الأسبوعي "حد السوالم" الذي لا يبعد عن مدينة الدارالبيضاء إلا بحوالي ثلاثين كلمترا، انطلقت جولة (الأحداث المغربية) لمعرفة أسعار الأضاحي المعدة للذبح خلال عيد سنة 2022.

ولأن هذه الشعيرة الدينية تأتي هذه السنة بعد موسم فلاحي عرف نقصا كبيرا في التساقاطات المطرية، فإن الجميع يتفق على أن "قلة الأمطار ساهمت في ارتفاع ثمن الأعلاف، ما ينعكس بالتالي على سعر أضاحي العيد"، لكن نبرة من التفائل تسود الكثيرين عندما يعلنون أن "كلشي غادي يعيد"...

أسعار تفوق سقف 5 آلاف درهم

"المليح بثمنو..." هكذا اختار عبد الجبار، وهو أحد تجار الماشية الذي يتخصص في "الحولي" الرد على جوابنا المتعلق بأسعار الأكباش، معتبرا أن "سعر الحولي الأقرن الأملح من فصيلة الصردي، الذي يتجاوز وزنه الستين كيلوغرام يتجاوز مبلغ 3500 درهم"، مضيفا أن هذه العينة من الأضاحي التي كان ثمنها خلال العام الماضي "لا يتجاوز 3000 درهم"، مؤكدا أن "الزيادة في الثمن هذا العام تتراوح بين 500 و600 درهم".. وقد عزا هذه الزيادة إلى "ارتفاع أسعار الأسعار" من "شعير وذرة وشمندر وفصة وفول"، التي قال إن "أسعارها تضاعفت عما كانت عليه الموسم الماضي".

تدمر من سلوك "الشناقة"

تذمر من سلوك الشناقة تذمر من سلوك الشناقة

"المواطن غير يْوَجَدْ ظهرو للعصى هذا العام..."!! عبارة "مستفزة" كانت كافية لتجلب على صاحبها الكثير من التعليقات الهجومية، بعد أن أدلى بها ذات تصرح صحافي أحد تجار الأغنام بالدارالبيضاء، وبالضبط بالمستودعات القريبة من المجزرة البلدية القديمة، أو ما يعرف ب"البواطوار".

لأن هذا التاجر وهو واحد ممن يقتنون االأكباش من مربيها ببوادي الشاودية والفقيه بن صالح والرحامنة، التي تعتبر مصدرا لسلالات أغنام الصردي، أو من منطقة تمحضيت وضواحيها حيث تشتهر بسلالات "البركي"، ليعيد بيعها إلى المستهلك بالعاصمة الاقتصادية، فقد كان التصريح الذي أطلقه وهو يستعرض ثمن أحد الأكباش لديه من صنف الصردي أمام الكاميرا، معلنا أنه لن يقبل بغير مبلغ 6000 درهم، دون نقصان، ثمنا له.

الأمر الذي جعل عينات كثيرة من متابعيه يصنفونه ضمن فئة "الشناقة" التي تلعب دورا كبيرا في الرفع من أسعار الأضاحي، باستغلال هذه المناسبة التي يقبل فيها المغاربة على البحث عن الأقرن الأملح الذي لا يتنازل الكثيرون عنه للاحتفاء بهذه الشعيرة الدينية.

الأعلاف سبب الارتفاع

الوزارة تؤكد الوفرة الوزارة تؤكد الوفرة

يتفق الكثير من الكسابة وحتى تجار المواشي على أن الارتفاع في أسعار الأعلاف يبقى السبب الرئيسي في ارتفاع أثمان الأكباش المعدة الذبح خلال هذه السنة، وهي تلك التي يكون سنها قد تجاوز الستة أشهر.

وفي هذا السياق صرح عبد الغني، وهو تاجر للحبوب والقطاني، يجوب بشاحنته أسواق الشاوية ودكالة، انطلاقا من جمعة كيسر، وحد السوالم، وثلاثاء سيدي بنور، وصولا إلى خميس الزمامرة وسبت سايس، ليبلغ في نهاية كل أسبوع سوق حد أولاد فرج، أن أثمنة الحبوب التي تدخل في علف الأغنام وتسمينها قد تضاعفت، وأكد المصدر ذاته أن "الشعير قفز من ثلاثة دراهم إلى أربعة دراهم ونصف للكلغ الواحد، فيما وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدرة "الرومية" إلى خمسة دراهم ونصف، وقفز سعر الدرة البلدية إلى سبعة دراهم. أما الفول الخاص بعلف المواشي فتجاوز الثمانية دراهم، لتستقر نظيرته المعروفة باسم "الفويلية" عند ثمانية دراهم، بعد أن كان ثمنها لا يتجاوز العام الماضي الأربعة دراهم..."، إضافة إلى ارتفاع ثمن "بالة التبن" ليتراوح بين 25 و30 رهما، كما وصلت في الفترة التي تأخرت فيها التساقطات المطرية إلى 45 رهما، حسب الجودة، بعد أن كانت قد انخفضت نتيجة الموسم الفلاحي السابق إلى ما دون 15 درهما نتيجة الوفرة التي كان قد ضمنها موسم مطير.

أما الفصة التي تعتبر من الأعلاف المفضلة لدى كسابة الأغنام، فقد حلقت فوق سقف 70 درهما ل "البالة".

كل هذه العوامل مجتمعة، حسب عبد الغني، "ستؤثر لا محالة على أسعار أكباش العيد هذه السنة"، معللا ذلك بأن "الكساب مسير..."، في إشارة إلى ارتفاع تكاليف الأعلاف التي تحتاجها المواشي.

ويبقى التفاؤل

الوزارة تؤكد الوفرة الوزارة تؤكد الوفرة

في سياق الحديث عن ارتفاع الأسعار، لم تخل بعض التصريحات الصادرة عن بعض تجار الماشية في الأسواق الأسبوعية التي زارتها (الأحداث المغربية) خلال الجولة التي قادتها إلى بعض الأسواق الاسبوعية الواقعة بضواحي الدارالبيضاء من قبيل: سبت تيط مليل، حد السوالم، اثنين برشيد، أربعاء أولاد جرار وحتى خميس البئر الجديد... فإن "الجميع غادي يلقى باش يعيد"، رأي تعضده الإحصائيات التي أصدرتها وزارة الفلاحة بداية شهر يونيو، والتي تؤكد أن العرض من الماشية المعدة للبيع يفوق الطلب.

وتشير التصريحات الميدانية المستقاة من الفضاءات التجارية الأسبوعية التي تبقى الملاذ الأول إلى جانب بعض الضيعات، لكل راغب في اقتناء الأضاحي قبل أسابيع من موعد العيد، أن "كل مضح غادي يمشي على قد جيبو"، ويؤكد كثيرون أن "السومة تنطلق من 1200 درهم بالنسبة لأغنام "الدراوش"، وقد تصل إلى 15 ألف درهم التي تستهوي "أصحاب الفلوس" على رأي تجار الماشية.

أونسا: ترقيم أزيد من 3 ملايين رأس من الأغنام والماعز

ترقيم أزيد من 7 ملايين رأس ترقيم أزيد من 7 ملايين رأس

أعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) أنه تم ترقيم أزيد من 3 ملايين رأس من الأغنام والماعز إلى غاية 16 مايو الجاري، وذلك في إطار الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك 1443 (2022).

وأبرز المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في بلاغ له، أن عملية الترقيم مازالت مستمرة، حيث من المرتقب أن تشمل حوالي 7 ملايين رأس من الأغنام والماعز على غرار السنة الماضية، مشيرا إلى أن المصالح البيطرية للمكتب قامت، منذ شهر يناير 2022، بتسجيل أزيد من 242.000 ضيعة تربية وتسمين الأغنام والماعز.

وبالإضافة إلى عملية الترقيم، يقوم المكتب بتعزيز عمليات المراقبة والتتبع تشمل على الخصوص مراقبة جودة مياه شرب الأضاحي، وأعلاف الماشية، والأدوية المستعملة في الضيعات، ووحدات التسمين، علاوة على مراقبة فضلات الدجاج التي تتم عبر ترخيص مسبق من المصالح البيطرية للمكتب بهدف تتبع مسارها.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الحالة الصحية للقطيع الوطني جيدة ويتم تتبعها عن قرب وباستمرار بمجموع التراب الوطني من طرف مختلف المصالح البيطرية لـ(أونسا) بالتعاون مع الأطباء البياطرة الخواص والسلطات المحلية.

وتابع البلاغ أن عملية تلقيح القطيع الوطني مكنت، الى حدود 16 مايو 2022، من تحصين مليون و716 ألفا و235 رأسا من الأبقار ضد الحمى القلاعية، وتلقيح 16.102.681 من الأغنام ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة وداء الجدري، و 3.606.627 رأسا من الماعز ضد طاعون المجترات الصغيرة.

رؤوس الماشية الموجهة لعيد الأضحى 7 ملايين والطلب في 6 ملايين

من المتوقع أن يفوق عدد رؤوس الماشية الموجهة لعيد الأضحى برسم سنة 2022 حوالي 7 ملايين رأس، مقابل طلب يقدر بنحو 6 ملايين رأس، حسب تقديرات الحكومة.

و تم تلقيح نحو مليوني رأس من الأبقار ضد الحمى القلاعية، وحوالي 19 مليون رأس من الأغنام ضد طاعون المجترات الصغيرة والجدري، و4.5 مليون رأس من الماعز ضد طاعون المجترات الصغيرة، وذلك في إطار التلقيح المجاني التي أطلقتها وزارة الفلاحة بتنسيق مع "أونسا" في إطار البرنامج الاستثنائي لمواجهة الجفاف.

وأسفرت عمليات المراقبة أسفرت عن تسجيل 242 ألف مزرعة خاصة بتسمين الأغنام والماعز، وإحصاء 5 ملايين من رؤوس للماشية، فيما بلغت خرجات المراقبة 939، والعينات الغذائية المأخوذة 263 عينة، إضافة إلى تحرير محضرين لمخالفتين بمنطقتين اثنتين.