مجتمع

ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق: رمضان كريم..والله أكرم !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية السبت 02 أبريل 2022
DD9D0BD7-DBFB-4092-8C4A-19ACD0C7B5A5
DD9D0BD7-DBFB-4092-8C4A-19ACD0C7B5A5

AHDATH.INFO

نستقبل هذا الأحد 3 أبريل الشهر الفضيل، أحسن الشهور وأفضلها. شهر العودة إلى الله والبحث في دواخل الذات عن مكامن النقص وهي كثيرة.

رمضان أصبح في الآونة الأخيرة شهر الأكل والتلفزيون، بعد أن كان شهر العبادات وشهر التدرب على أفضل مافي الحياة: الاستغناء

حديث الناس في هاته "العواشر" هو أساسا عن ثمن "مطيشة" وبقية المواد الغذائية!

ومع الاعتراف بأهمية الأكل أو الازدراد أو الالتهام في حياة الناس، إلا أنه يجب التذكير دوما وأبدا أنه ليس أهم الأشياء إطلاقا. وربما هو في سلم الأولويات آخرها ودوره لايتعدى مساعدتنا قادرين على الحياة لأجل القيام بأشياء أخرى أهم.

متى أصبح الأكل أو الاستهلاك الأهم لدينا؟

عندما أغفلنا جوانبها الداخلية أي روحانيتتنا، واخترنا السكنى في الماديات.

عناء الكائن المعاصر نابع من هاته بالتحديد: الأكل بكل أنواعه أصبح الشغل الشاغل والهاجس الأساس في كل الميادين.

"كلشي ولا باغي ياكل كلشي" مثلما نقول في زاوجنا البليغ أو مثلما نردد بمغربيتنا منذ قديم الزمان "بنادم ولا طالع واكل نازل واكل"، علما أن "كبير الكرش كتفركع لو" مثلما تعلمناها من الأجداد. لكننا ننسى أو نتناسى.

فضيلة شهر مثل الفضيل الجميل الذي نستقبله هي تذكيرنا بكل هذا ويزيد.

العبادة في نهاية المطاف ليست تزاحما فرجويا في ليل التراويح. وهي ليست سجادة جديدة وسبحة جديدة ومصاحف جديدة وجلابيب جديدة نقتنيها مع اقتراب رمضان وننساها العام كله.

العبادة هي أن تحسن معاملتي وأن أحسن معاملتك، في الحي بين الجيران. في المكتب بين زملاء العمل. في الشارع بين الناس. في كل مكان.

لامعنى لما نقوم به من طقوس دينية كثيرة إذا لم تنعكس هاته الطقوس على معيشنا اليومي، وعلى علاقتنا الدائمة بالناس.

وأحيانا كثيرة أسأل نفسي "لماذا تزداد مظاهر التدين ويزداد معها سوء تعاملنا مع بعضنا البعض في الوقت ذاته".

رمضان يمنحنا، أو هذا هو المفترض، فرصة الجلوس قليلا مع النفس لمساءلتها عوض الانشغال السهل بمساءلة الآخرين.

تمرين صعب وشاق، أعرف ذلك، ولايستطيعه إلا الأقوياء حقا.

لكنه فعلا تمرين يستحق التعب وكل العناء.

رمضان كريم وكل العام وأنتم إلى الله وإلى أنفسكم أقرب.

عواشر مبروكة.