ميديا

عشرات البراريك تنبث بحي الرحمة علنا.. من المسؤول؟!

أحمد بلحميدي - عدسة ابراهيم بوعلو الأربعاء 29 ديسمبر 2021
IMG-20211229-WA0046
IMG-20211229-WA0046

Ahdath.info

من المسؤول عن تناسل مدن الصفيح؟ السؤال يتكرر من جديد على خلفية إقدام السلطات المحلية بعمالة الحي الحسني بالدارالبيضاء اليوم الأربعاء 29 دجنبر على هدم العشرات من "البراريك" التي نبتت فجأة كالفطر ب"دوار الحاج عبد السلام" غير بعيد عن الطريق المؤدية إلى منطقة "الرحمة".

المنظر بشع كالعادة. أمتعة وأجهزة منزلية يتم إجلاؤها. نساء يصرخن ويلولن، فيما يحاول ممثلو السلطة المحلية إخلاء "البراريك" قبل اقتلاعها عن طريق جرافة بعين المكان.

" دعيناكم الله.." تقول سيدة ستينية وهي تحتج على هدم "براكتها" قائلة في تصريح للموقع " 3 مليون مايجمعها غير الفم..وهنتموما كتشوفو كيشردو فينا" في إشارة إلى المبلغ المالي الذي دفعته إلى أحدهم مقابل بناء "براكة".

التصريح ذاته تكرر على لسان الكثيرين ممن قطنوا هذا الحي الصفيحي حديثا، لكن مع تضارب في إعطاء الحقائق. بعضهم يقول إنه يقطن منذ سنة، بينما آخرون يشيرون إلى أقل من ذلك، فيما أكد مصدر عليم ل "أحداث أنفو" أن هذه "البراريك"، بدأت تتناسل منذ قبل أشهر بالتزامن مع فترة الانتخابات الأخيرة.

على أية حال الأمور موثقة، إذا قبل الآن، كانت طائرة من نوع "درون" قد جابت العاصمة الاقتصادية للمملكة وأجرت مسحا منذ شهر ماي الماضي، وهذا المسح يمثل وثيقة لمعرفة عمر هذا "البراريك" التي تناسلت كالفطر دون رقيب، يلفت المصدر ذاته.

يحدث ذلك في الوقت الذي سبق الإعلان عن عدة مدن مغربية بدون صفيح، فيما الأمر مازال عصيا على أكبر مدينة بالمغرب، نظرا لاستقبال آلاف المهاجرين من مناطق أخرى، لاسيما من العالم القروي.

لكن ذلك لا يعفي من طرح سؤال حول من المسؤول عن هاته المآسي التي تتكرر كل مرة.

من جانبهم، يلقي أصحاب "البراربك" المقتلعة باللائمة على مجهولين قاموا ببيعهم البقع مقابل مبالغ، تراوحت بين 4 و3 ملايين سنتيم.

المثير في الأمر، عندما تسأل هؤلاء الضحايا المفترضين عن هوية الشخص أو الأشخاص الذين باعوهم البقع التي أقاموا عليها "براريكهم " لا أحد يريد أن يرد، لكن في المقابل يصبون جام غضبهم على "المقدم"، مؤكدين أنه كثيرا ما تردد عليهم ويعرف كل صغيرة وكبيرة، وذلك في تلميح إلى تواطئ هذا الأخير، وتلقيه ل"رشاوي" من الساكنة، مقابل التستر وعدم تبليغ قائد المنطقة بما يجري.

بالعودة إلى مصدرنا.أكد هذا الأخير أن المسؤولية مشتركة، تبدأ من تواطئ من يعتبرون أنفسهم "ضحايا"، إذ كيف يعقل أن يقوم شخص بأداء مليون أو اثنين أو حتى ثلاثة لمجهول مع العلم أنه ليس مالكا للبقعة، ومع العلم أن القانون يمنع البناء بدون ترخيص، سواء كان "براكة" أو غيرها؟!!.

"إنه الطمع في الاستفادة من شقق الدولة"، يقول المصدر ملخصا المشهد ككل.

الأكثر من ذلك، يلفت المصدر ذاته، هناك أشخاص باتوا محترفين في هذا المجال. يتصيدون الفرص. هناك عائلات، استفاد أفرادها أكثر من مرة، من خلال اقتنائهم ل"براريك" هنا وهناك، يقول المصدر ذاته مختتما" المقدم يجب أن يحاسب لأنه مسؤول عن تبليغ كل صغيرة أو كبيرة عن المنطقة التابعة له، كما أنه يجب متابعة الشخص أو الأشخاص الذين باعوا الوهم لهؤلاء من يقدمون أنفسهم كضحايا".