ثقافة وفن

ريان وعطوان...شتات التويتر واليوتوب "يجاهد" بالكلام !

من صميم الأحداث. الأحداث المغربية - عدد الإثنين الاثنين 29 نوفمبر 2021
D4525CCE-E28B-420D-B755-06090BC76CBC
D4525CCE-E28B-420D-B755-06090BC76CBC

AHDATH.INFO

عبد الباري عطوان، المعروف بالجنرال عبد الباري (لأنه لم يخض في حياته أي حرب لكنه يتحدث دوما عن الحروب) الساكن دوما وأبدا في لندن مصدوم - المسكين - من المغرب بسبب زيارة بيني غانتز .

جمال ريان، المستقر دوما وأبدا في قطر يسب المغرب والإمارات باستمرار ، ويمدح الجزائر التي كان يقول من قبل عن نظامها العسكري إنه قتل المئات والآلاف من أبناء شعبه وأنه ساند نظام بشار الأسد لأن العسكر الظالم يساند بعضه دوما وأبدا ولأن العساكر لايصلحون للسياسة، هو الآخر مصدوم - المسكين أيضا - من المغرب.

النموذجان معا يمكن تقديمهما، لمن يريد التأمل قليلا في حالة الصحافة العربية، التي لاتستطيع أن تفتح فمها فيما يخص أي شأن صغير أو كبير من شؤون الكفيل سواء كان لندنيا أو من دوحة الخير، والتي تستقوي على البلدان التي لاتدفع لها ولن تدفع لها لأنها تعرف أنها لن تخسر ولن تربح شيئا من هاته البلدان.

من يعرفون عطوان على امتداد كل السنوات التي قضاها في « قدسه العربي »، يعرفون أنه من خيرة من غيروا الكتف الذي يحمل البندقية التي لم يستعملها أبدا: يوم كان صدام يؤدي بالهبل كان بعثيا، يوم سقط صدام صار ليبراليا، يوم فتحت دول خليجية صنابير الدفع صار من طويلي العمر، ويوم قال له الكل « إذهب فأنت الحر الطليق لأن فلسطين لن تتحرر طالما أنك بقيت متحدثا باسمها « فهم المقلب كله، وصار قاطنا في اليوتوب يرطن بمايفهمه ولا يفهمه من كلام.

الذين يعرفون الرجل المسن جمال ريان يعرفون أيضا أنه تنقل كثيرا في المنافي الإعلامية، وكلها كانت من النوع المريح إلى أن عثر على الضالة في المنفى القطري، وقرر أن المزايدة باسم شعبه الفلسطيني هي أفضل مايمكن أن يقدمه لمن يتابعون خرجاته باستمرارا.

النموذجان معا، وعندما تتأملهما تكتشف أن فلسطين التي في خاطر كل العرب تستحق أفضل منهما بكثير.

هذا السباب والشتم والقذع من طرف فلسطينيين في حق بلد لم يقدم لفلسطين إلا الخير كل الخير، وهذا بشهادة الفلسطينيين الذين ظلوا مرابطين في موطنهم ولم يهربوا إلى المنافي المخملية، هو سباب وشتم يدل على قلة الأصل ويدل على أن بعضنا يفقد لحظة خروجه من الوطن القدرة على تذكر المكان الأول. يصبح مجرد إبن حرام. كائن بلا هوية، بلا وطن، وبلا أصل يمكنك أن تتوقع منه السيئات تلو السيئات، ويمكنك أن تتأكد أنه لن يكتفي منها.

الشيئ من مؤتاه لا يستغرب، وفلسطين التي نعرفها وتعرفنا أكبر من أن تختزل في مرتزقين إثنين أكلا باسمها الشيئ الكثير.