السياسة

مرصد نبذ الإرهاب والتطرف: التسامح خيار أساسي لعالم السلم والسلام

سعـد دالـيا الثلاثاء 16 نوفمبر 2021
Capture d’écran 2021-11-16 à 09.58.42
Capture d’écran 2021-11-16 à 09.58.42

AHDATH.INFO

أكد المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف أن التسامح في الواقع هو حالة ذهنية ووعي، بل هو لزوم أيضاً وقوامه أن يدرك المرء أن التنوع الثقافي يمثل عامل إثراء لا عامل انقسام؛ وأن يعي أن كل ثقافة، بما فيها من اختلافات مباشرة وبادية للعيان، تنطوي على سمة عالمية وكأنها تتحدث بلغة تنطق بها الإنسانية جمعاء.

المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف اليوم العالمي للتسامح وجه رسالة للسيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو عشية الاحتفاء باليوم العالمي للتسامح ــ 16 نوفمبر ـ يذكر فيها القيمة الإنسانية الكونية للتسامح، وتكريما لهذه المنظمة التي خصصت يوما عالميا للتسامح مستلهمة التراث الإنساني للمهاتما غاندي، مشير إلى أن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف يعي جيدا الموقع الجغرافي للمغرب، الذي جعل منه معبرا تاريخيا للأعراق والثقافات والحضارات جنوبا شماليا وشمالا جنوبيا، والوعي بأن ــ المغرب بفصل سياسية العاهل المغربي الملك محمد السادس ــ لم يعد فقط جسر عبور للهجرة، بل أصبح بلدا لاستقرار المهاجرين والمهاجرات، حيث صار بفضل منظومته الحقوقية والقيمية بلد استقطاب لا عبور.

المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف أكد وعيه التام أن هذا الوضع وإن لم يكن جديدا على المغرب عبر تاريخيه الممتد إفريقيا ومتوسطيا وشرقا، لا بد أن يتم وقايته من خطاب الكراهية وترسيخ قيم التسامح، حيث أن المجتمعات من حين لآخر وخلال أزماتها يتم اللعب بمشاعرها القومية والهوياتية لإرباك التماسك وخلق التصدع، مشددا على أن المغرب المتعدد بصريح العبارة دستوريا وتاريخيا، والقادر على استثمار التعدد والتنوع الثقافي والعرقي في بلورة خطط التنمية وبناء مجتمع متماسك، هو المغرب نفسه الذي جرم التمييز العنصري وحمى الأقليات واعترف بالتنوع، ليس لأننا نؤمن بالتسامح فحسب، بل لأننا أمة تأسست على التعدد والتنوع وكنا وما زلنا ملتقى الحضارات.

رسالة المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف أشارت لتجربة المغرب في التحول من دولة عبور لدولة استقرار، والتي ما كانت لها أن تنجح لولا إيمان المغاربة بالآخر المختلف عنا ولكنه منا ولولا ما راكمه المغرب من تجارب في تدبير الاختلاف معتبرا التعدد والتنوع مصدر غنى لا مصدر تفرقة، تجربة حان الوقت أن لتصدريها عربيا وأفريقيا لبناء وطن الإنسان والمواطن لا جغرافيا العرق والتقوقع.

تضيف رسالة المرصد أن ما يتعرض الأقليات الدينية والعرقية بمجموعة أقطار ودول لهو قمة العار للجنس البشري، فالموقف السلبي للمنتظم الدولي العاجز بمؤسساته المختلف لحماية البشرية من عنف العنصرية والإبادة على أساس العرق والدين والتهجير من الوطن على أساس قومية هوياتية متخلفة يضع المنتظم الدولي أمام مسؤوليته التاريخية للتدخل بكل آلياته الممكنة الحمائية والعقابية.

والمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف يجدد النداء لحماية العالم من شر الكراهية وخطاب الكراهية حين يخلف الضحايا ويخرب الدور ويقهر الشعوب، إن خطاب الكراهية وما ينتج عنه من دماء وإبادة لا يقل خطورة عن أسلحة الدمار الشامل، وعلى المنتظم الدولي أن يتخلص من هذا العار الذي يثقل ضمير الإنسانية ويحط من الكرامة.

تختم رسالة المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف بتجدد النداء لحماية العالم من شر الكراهية وخطاب الكراهية حين يخلف الضحايا ويخرب الدور ويقهر الشعوب، وأن خطاب الكراهية وما ينتج عنه من دماء وإبادة لا يقل خطورة عن أسلحة الدمار الشامل، وعلى المنتظم الدولي أن يتخلص من هذا العار الذي يثقل ضمير الإنسانية ويحط من الكرامة.