مجتمع

مغاربة مالي.. اعتقال متهم وسائق جديد يروي تفاصيل الهجوم عليه بالرصاص

إدريس النجار الثلاثاء 14 سبتمبر 2021
IMG-20210914-WA0007
IMG-20210914-WA0007

Ahdath.info

 

أفادت مصادر من نقابة السائقين بأكادير بأن عناصر الشرطة المالية اعتقلت واحدا من المشتبه فيهم، ذو بشرة بيضاء، مقيم بمالي وأن باقي عناصر العصابة مازالوا في حالة فرار، وأن البحث متواصل، ولم يرشح عنه أي جديد، ورجحت النقابة أن تكون هذه الجريمة مدبرة من قبل عناصر انفصالية مقيمة بمالي. زوجة السائق المغربي الناجي في حديثها للجريدة تقدمت بخالص الشكر والامتنان لجلالة الملك الذي أعطى تعليماته لسفير المملكة المغربية بمالي من أجل التكلف بمصاريف علاجه ونقيله إلى المملكة المغربية.

وكشف خالد لجوي من جهته وهو مالك لشركة للنقل الدولي، عضو جمعية النقل الدولي، وعضو بالاتحاد المغربي للشغل، أن عصابة متكون من أربعة أفراد تمتطي سيارة رباعية الدفع، يعتقد أنها من نوع طيوطا هي من نفذ هذه الجريمة في حق ثلاث شاحنات مغربية وليس اثنتان فقط كما كان معتقدا، حيث أن سائقا مغربيا ثالثا صرح بدوره بأنه تعرض لوابل من الرشق بالرصاص وروى تفاصيل مرعبة يرويها للجريدة خالد لجوي.

أوضح لجوي أن العصابة استهدفت السائقين المغاربة لوحدهم وأن الأمر مدبر، والأقدار لعبت لصالح المغاربة لأن ثمانية شاحنات لم تنطلق من موريتانيا خلال اللحظة الأخيرة يوم الواقعة بسبب إجراءات إدارية طارئة بهذا البلد، فتم السماح فقط للشاحنتين اللتين تعرضا للهجوم إلى جانب شاحنة أخرى كانت عائدة من مالي بعد إفراغها لحمولتها.

روى خالد للجريدة أن سائقا ثالثا تعرض للقصف بالذخيرة الحية وكان تحت هول الصدمة وهو في طريق العودة، فلم يتواصل مع معهم ولم يصرح بتعرضه إلى الهجوم، يحكي هذا الساق نقلا عن خالد أنه بخلاف الضحيتين السابقتين اللذين كان في رحلة الذهاب، فقد كان عائدا من مالي باتجاه المغرب بعدما أفرغ حمولته، وقد تفاجأ بسيارة دفع رباعي قادمة من الاتجاه المعاكس، دخلت إلى مساره فأصبحت وجها لوجه مع شاحنته، واضطر لأن ينعطف باتجاه الرصيف ليتفادى الاصطدام بها معتقدا، أن راكبليها الأربعة كانوا في وضع عقلي غيرعادي، ويضيف خالد نقلا عن الساق الصحية أن عجلات شاحنته الأمامية غرقت في الرمال، فتمكن من إخراجها، وإرجاعها إلى الطريق ليستأنف رحلته، وبعد قطع حوالي عشر كيلومترات عادت سيارة العصابة أدراجها من حيث أتت فتجاوزته بشكل عاد، وتابعها بعينيه إلى أن اختفت وسط الطريق.

بعد قطع حوالي عشر كيلومترات إضافية تفاجأ من جديد بالرصاص ينهمر عليه من الجهة اليمنى، أصابت رصاصة الزجاج، واخترقت ثانية وثالثة باب الشاحنة من جهة المساعد، فتمكن من الفرار سليما، يروي خالد أن ذعرا كبيرا أصاب السائق، وهو في طريق العودة شاهد الشاحنتين المغربيتين متوقفتين بجوار الطريق فأعطاهم إشارات ضوئية ليخبرهم بأن الوضع خطير.

بعد مرور كيلومترات إضافية أشعر السائق من قبل زملاء له بأن الطريق غير آمن، كما توصل بصور عن الحادث الذي تعرض إليه زملاءه المغاربة فاتصل بصاحب الشركة مالكة الشاحنة

خالد أشار كذلك أن مجزرة حقيقية كانت ستقع أول أمس لو تم الترخيص لعشرة شاحنات مغربية بالمرور من موريتانيا باتجاه مالي، حيث لم يتم الترخيص سوى للشاحنتين اللتين تعرضا للحادث وتلك التي كانت في طريق العودة من مالي نحو موريتانيا، فلولا تلك الإجراءات الإدارية التي أخرت خروجهم لوقعت الكارثة يخلص المتحدث.

وطالب خالد من المسؤولين المغاربة بتوفير تغطية أمنية فوق التراب المالي، لأن السائقين المغاربة بعد الخوف الذي طالهم، قرروا عدم الخروج غير أن الاتحاد المغربي للشغل ثناهم عن ذلك، وحلص أن الجميع معبئ الآن للاستمرار في العمل وأداء الواجب.

كما نوه خالد بالتدخلات الملكية لعلاج السائق المغربي، وأشاد بدخل السفير، الذي تكلف بتعليمات ملكية بالقيام بإجراءات نقل جثة السائق حسن باسو إلى أكادير، والسهر على علاج السائق المصاب.

فاطمة عمار زوجة محمد واكريم الذي يتلقى العلاج بمصحة بباماكو عبرت عن شكرها، لجلالة الملك الذي أعطى تعليماته من أجل نقله إلى مصحة بباماكو، كاشفة أنه استرجع طاقته بعدما تم إنعاشه، وتلقى كمية من الدم نزفها عند رميه بالرصاص، كما شكرت زملاءه السائقين الذين وقفوا معه إلى من أجل نقله من مستوصف محلي بالمنطقة التي تعرض بها للرمي بالرصاص، وظلوا معه إلى غاية نقله إلى العاصمة باماكو.

الزوجة أكدت أن اعتراض اللصوص وقطاع الطرق للسائقين أضحى أمرا عاديا لأن هذه العصابات تكتفي بسلب السائقين بعضا من المال ثم تتركهم يواصلون المسير ولم تؤديهم قط في صحتهم أو تعرض سلامتهم للخطر كما وقع الآن.

السائق رغم المخاطر يعيش وضعا بسيطا يستأجر شقة بسيطة بضواحي أيت ملول بألف درهم، أب لأطفال تأزمت وضعيتهم بعد مشاهدتهم الصور المتداولة لأبيهم عند إصابته بالرصاص.