بوابة الصحراء

وحدتنا الترابية والحرب الإعلامية... كلام يجب أن يقال

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 12 مارس 2021
maroc-art
maroc-art

AHDATH.INFO

في الجزائر، يتحدثون هاته الأيام عن حاجتهم لتلفزيون عمومي قوي، ولصحافة أقوى منه لكي يواجهوا بهما الإعلام المعادي الآتي من الغرب القريب.

تقريبا يستحون من أن يقولوا لنا مباشرة إنهم يهيئون عتادا إعلاميا حربيا لمواجهة المغرب. يختفون - كعادتهم - وراء عبارات من قبيل الغرب أو الجار المعادي، أو الجار الغربي لئلا يجاهروا، ولئلا يعلنوا على رؤوس الأشهاد أنهم يعتبروننا عدوهم الأول والأخير.

هلوسات الحاكمين في الجزائر ليست مهمة إلى هذا الحد، ولا تعني لنا في المغرب الشيء الكثير، طالما أننا استوعبنا وأننا فهمنا وأننا اقتنعنا أن الخير الوحيد الذي يمكن أن يأتي من الجارة هو أن تتحرر مثلما يريد لها شباب الحراك ذلك وأن تنال استقلالها. الذي لم تنله منذ ستينيات القرن الماضي لأنها غيرت فقط استعمار الفرنسيين باستعمار الجنرالات..

الأكثر أهمية في الموضوع اليوم هو الحديث عن هاته الحرب الإعلامية، التي يجب أن نكون قادرين على خوضها.

تلفزيوننا العمومي يقوم بما يستطيعه وفق قدراته ووفق إكراهاته وهي كثيرة. وكالتنا الرسمية للأنباء تبذل جهدا يذكر فيشكر أحيانا ويتم التنبيه إلى عيوبه أحايين أخرى، مما يمكن تفهمه لأن للوكالة هي الثانية إكراهات عديدة ليس هنا أوان ولا مكان الوقوف عندها.

صحافتنا المكتوبة، تحاول، كل من موقعه أن تخوض هاته الحرب، وتتوفق أحيانا، وتفشل في الأحايين الأخرى لأن الخط التحريري الموحد للحكاية ليس واحدا لدى كل العناوين، ولأن لكل منا طريقته في الحديث عن الموضوع الأهم لدينا في المغرب، أي وحدتنا الترابية.

موضوع نجمع عليه جميعا، ونتفق عليه جميعا، لكننا نختلف في المقاربة التي نشنها دفاعا عنه. وهذا الاختلاف إذ يكون رحمة في بعض اللحظات إلا أنه في المواضيع الكبرى التي تهم البلد ومصلحته العليا يجب أن يصل إلى القدر الأدنى أو المنعدم من التباين بيننا.

بعبارة أخرى أكثر وضوحا: في الجزائر يعتبر العسكر أن للإعلام دورا واحدا ووحيدا هو أن ينقلوا تصور الجنرالات لكل ما يجمع البلد هناك مع المغرب.

لدينا، هناك بعض التهاون من طرف بعضنا الذي يعتقد أن الحكاية لا تستحق أو أنها ليست بالأهمية التي نتصورها، أو ربما يتصور أنها محسومة وأن دور الإعلام فيها ليس رئيسيا إلى الحد الذي يبدو لنا.

هذا التصور خاطئ وخطير. لأن حكاية وحدتنا الترابية ليست نقاشا هامشيا ندخله عندما نريد ذلك، ونضعه على الرف عندما نتعب. هاته الحكاية هي أهم من نقاش الكيف وتقنين القنب الهندي، وأهم بكثير من نقاش القاسم الانتخابي، وأهم طبعا من تنابز الأحزاب السياسية في البرلمان مع بعضها، وهي مقدمة على النقاشات الداخلية التي يتوتر فيها كثير منا إلى درجة فقدان رشدهم وقدرتهم على الحديث السوي.

هاته الحكاية هي حكاية الوطن الأولى، وهي الأولى وصاحبة الأولوية من بين كل القضايا الأخرى بوصولنا إلى درجات الحدة كلها، مع الحفاظ لبعضنا البعض على النبوغ المغربي الشهير والذكاء المغربي الأشهر الذي يسمح لنا بأن نخوض معاركنا الإعلامية الحساسة والمصيرية هاته بتميز، ويسمح لنا أن ننتصر فيها.

نفهم أن تكون لدى البعض أولويات أخرى غير الأولوية الأكثر أهمية للوطن، لكن نفهم أن علينا دور التذكير بهاته الأسبقية، وأن علينا - إذا لم يستوعب بعضنا وهذا أمر عادي وجائز أهمية موضوع ما - أن نذكره بها وأن ننصحه لئلا تكون كل الحمية لأجل قضايا أصغر بكثير من قضية هذا البلد الأولى والأساسية والمصيرة التي تمس وحدتنا الترابية، أي قضية صحرائنا المغربية.