السياسة

تقنين زراعة القنب الهندي .. قضية جدلية تؤزم الأوضاع الداخلية لحزب المصباح

فطومة نعيمي الأربعاء 24 فبراير 2021
Screenshot_20210224-195124_Chrome
Screenshot_20210224-195124_Chrome

Ahdath.info

 

تقنين زراعة القنب الهندي، قضية جدلية جديدة من شأنها أن تزيد من مشاكل حزب العدالة والتنمية الداخلية وتعمق الشروخ في صفوفه خاصة بين القيادة والقواعد .

فعشية مدارسة الحكومة لهذا المشروع القانوني، الذي من المرتقب أن يطرح بالاجتماع الأسبوعي للحكومة غدا الخميس 25 فبراير2021 في أفق إحالته على مجلس النواب، خرج الأمين العام السابق ورئيس الحكومة المطاح به، عبد الإله ابن كيران، ونشر على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، تسجيلا مصورا قديما يعود لسنة 2016، كان هاجم فيه الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العمري، الذي كلن تقدم بملف إلى الملك محمد السادس يترافع فيه عن تقنين هذه الزراعة بشمال المغرب كمدخل أساس للتنمية بالمنطقة.

وفي لقاء للكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بسلا، كان عبد الإله بنكيران، قد شدد على رفض حزبه لتقنين زراعة القنب الهندي. وقال ابن كيران :"واش هادو جاو للدفاع عن الفقراء من خلال زراعة الكيف؟ وتصبح متاحة لا يتابع عليها القانون في إطار مقاربة حقوقية، قبل أن يتساءل هل الشر يأتي بالخير؟" .

وحذر، حينها ابن كيران قائلا إن تقنين زراعة الكيف من شأنه توسيع رقعة المخدرات مما سيجلب المصائب للمغرب ويسيء لسمعته . وزاد مؤكدا أن المقترح فيه "دمار مبيت لأمة بكاملها وخطر لفكر انفصالي لاقدر الله".

ويبدو أن ابن كيران سعى من خلال إعادة نشر التسجيل المصور، الذي حظي في ظرف أربع ساعات من نشره بالتفاعل الواسع من خلال تسجيل 400مشاركة للفيديو، و41359مشاهدة فضلا عن مئات التعاليق[تعاليق سلبية في غالبيتها تتهم ابن كيران بالشعبوية والتضليل ]، (سعى ابن كيران) إلى التذكير بموقفه الخاص من هذه القضية، وتنبيه الأمانة العامة الحالية، في شخص سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لما قد يترتب عن التأشير على المشروع، وتمريره خلال الولاية الحالية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية.

وعلى الطرف النقيض، خرجت القيادية بذات الحزب المثيرة للجدل، النائبة آمنة ماء العينين، داعية حزبها إلى اتخاذ موقف من مشروع القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي مبني على العقل والعلم ويعكس " جرأة" القرار والوضوح فيه بعيدا عن الحسابات ذات الارتكاز الديني أوالمدغدغة للمشاعر.

وشددت آمنة ماء العينين قائلة، في تدوينة نشرتها على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، على ضرورة أن ينخرط حزبها، وتعني القيادة، بدرجة أساس، في عملية تواصلية داخلية حول مشروع القانون تستهدف شباب الحزب، الذي قالت إن ردوده سلبية اتجاه المشروع.

وأوضحت ماء العينين حيث كتبت :"مطلوب من الحزب اعتماد سياسة تواصلية قوية واستباقية دون تأخير بخصوص مشروع القانون الذي بدأ يثير ردود فعل سلبية عند بعض شباب الحزب في غياب المعلومة وغياب التأطير الداخلي والتواصل الخارجي".

ونبهت النائبة البرلمانية، في ذات التدوينة، حزبها من مغبة التردد في الإعلان عن موقف إيجابي و الرضوخ لمواقف مناهضة، وكتبت في هذا الصدد :" في منظوري المتواضع، لا يجب أن يُحشر الحزب في الزاوية بخصوص هذا الموضوع مهما كانت بعض التصريحات أو المواقف السابقة هنا وهناك، ولا يجب أن يسمح الحزب بأن يكون هذا الموضوع سبب إحراج غير مبرر".

وزادت ماء العينين مؤكدة أن حزبها مطالب بالإسراع ب" تنظيم يوم دراسي عاجل بخصوص الموضوع يحضره خبراء في القانون الدولي وفي الصناعات الدوائية وأخصائيين وممثلين عن ساكنة المناطق المعنية بزراعة القنب الهندي، مع تكليف مكاتبنا الإقليمية في الأقاليم المعنية بإعداد تقارير نابعة من المعيش اليومي للمزارعين والعائلات".

ودعت ماء العينين قيادة الحزب للاشتغال على إقناع القواعد وتقديم "تصريحات رسمية في الموضوع بمثابة مرجع للمناضلات والمناضلين، خاصة وأن المعطيات حول هذا الموضوع المعقد غير متوفرة لدينا جميعا، وقد أخطأنا في سياق ضمور الحس الاستباقي الذي يعاني منه حزبنا بعدم مواصلة النقاش بخصوص هذا الموضوع والذي بدأه الحزب غداة مناقشة مقترحات برلمانية في الولاية السابقة".

وشددت ماء العينين على أن "توجيه زراعة الكيف إلى استعمالات طبية مؤشَّر عليها علميا بتراخيص رسمية تهم الأقاليم المعنية، لا يمكن أن يكون موضوع مزايدة على الحزب، الذي يجب أن يتبنى ماهو إيجابي ومقنع ويدافع عنه، وإذا تبين ما يستوجب النقاش أو التعديل، فيجب التوجه إليه بناء على معطيات علمية وقانونية واقتصادية واجتماعية لا نتوفر عليها جميعا، لذلك لابد من التريث".