ثقافة وفن

ندوة حول الجدور التاريخية والابعاد السياسية لتمغريبيت

أو سي موح لحسن الأربعاء 17 فبراير 2021
IMG-20210217-WA0005
IMG-20210217-WA0005

Ahdath.info

افادت اللجنة التاسيسية لتكتل تامغربيت للإلتقائيات المواطنة عن تنظيم ندوة  بشراكة مع جريدة نبض المجتمع حول تامغربيت : الجذور التاريخية والأبعاد السياسية، وذلك بمشاركة الأساتذة  الأستاذ سعيد بنيس – الأستاذ احمد عصيد – الأستاذ محمد بوزنكاض .

وحسب أرضية الندوة، ينحدر مفهوم "تامغربيت" من كلمة "المغرب"، الاسم الرسمي للمملكة المغربية، والذي كان يطلق سابقا على مجموع شمال إفريقيا باستثناء مصر. وهي تسمية أطلقت من طرف العرب الذين كانوا يرون في المغرب الكبير مغربا للشمس مقابل مشرقها عندهم. لكن هذه الكلمة تمغربت فتمزغت بإضافة تاء التأنيث في مقدمة وآخر التسمية، والتي تستعمل أيضا للتحبيب فأعطت "تمغربيت". وتحيل كلمة "تمغربيت"في المتخيل الجمعي إلى كل ما يميز المغاربة عن غيرهم حيث تصبح مرادفا لنمط حياة متميز، ومنظور خاص للعالم وطريقة معينة في التسيير والتدبير والتأقلم مع السياقات المختلفة والمتغيرة.

وتضيف الارضية انه لا يجب الاعتقاد بأن تعريف "تمغربيت" سهل المنال. فككل المفاهيم، فهي بناء ناتج عن مسار تاريخي طويل وهي أيضا استجابة لحاجة مجتمعية في زمن معين، ولذلك تحمل مضامين متعددة بتعدد مستعملي المفهوم وسياقات الاستعمال. ويرتبط هذا المفهوم بسؤال جوهري، تصعب الإجابة عليه بدقة " ما معنى أن تكون مغربيا؟". يبدو هذا السؤال بديهيا في أول وهلة، لكن بمجرد النبش فيه يكتشف المرء تعدد الإجابات الممكنة: قانونية، اجتماعية، تاريخية، ثقافية بل ونفسية.

وتؤكد الارضية، انه لا يقتصر هذا الإشكال على المغرب فقط، فقد سبق للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أن فتح نقاشا عاما للإجابة على سؤال "ما معنى أن تكون فرنسيا؟ وذلك في سياق تصاعد الإشكالات الهوياتية في المجتمع الفرنسي خاصة مع شباب الأحياء المحيطة بباريس والجيل الثاني والثالث من الفرنسيين ذوي أصول مهاجرة. توقف النقاش بعد مدة، دون الوصول لإجابات مرضية للجميع.

واشارت الارضية انه ، تم الاعتقاد في المغرب بعد حصوله على الاستقلال سنة 1956 بأن مشكل الهوية قد حل وأن المغربي انتهى به الأمر أن يكون "عربيا ومسلما"، وكل حديث عن مكونات أخرى لا يمكن أن يكون إلا تهديدا لهذه الوحدة كما تصورها منظروها. لم يدم هذا الموقف طويلا، فبعد نصف قرن، اضطُر المشرع  الدستوري سنة 2011  ، ليقر بتعدد المكونات والروافد المشكلة للهوية المغربية، ويعترف بالمقصي سابقا،(المكون الأمازيغي والروافد الأخرى: العبري والأندلسي والحساني والمتوسطي والإفريقي)، ما جعل مفهوم "تمغربيت" يعود للواجهة ويفرض نفسه لاحتواء التجاذبات الهوياتية، معلنا الحاجة لتعريفه تعريفا دقيقا يستجيب لحاجيات المجتمع المغربي في بداية القرن الواحد والعشرين وتحدياته، كما ظهرت الحاجة لتحديد تحولات المفهوم وكذا امتداداته ليشمل الجميع ويحقق بذلك "الاستثناء المغربي".