السياسة

هل ستخرج استقالة الرئيس المدير العام والمدير العام لسينوفارم وزير الصحة أيت الطالب عن صمته ؟

فطومة نعيمي الخميس 14 يناير 2021
In this photo illustration a medical syringe and a vial with
In this photo illustration a medical syringe and a vial with

Ahdath.info

 

هل أضحت الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، مجرد وهم؟ وذلك، بعد أن دخل المختبر الصيني سينوفارم، الذي تعاقد معه المغرب ليزوده ب 45مليون جرعة من اللقاح، في سلسلة من المشاكل الداخلية، التي تهز أركانه ؟

وبعد أن بشر وزير الصحة، خالد أيت الطالب، المغاربة، بأن بلدهم سيكون من الدول الأولى، التي ستحصل على اللقاح الصيني تحديدا، أبى تأخر وصول الجرعات الموعودة إلا أن يلقي بظلاله على مبادرة صحية وطنية هي الأولى من نوعها .

مختبر سينوفارم، أعلن الثلاثاء12 يناير 2021، في بلاغين صحافيين مقتضبين عن استقالة اثنين من قادته، ويتعلق الأمر بكل من لي زيمنيغ ولي هوي، الرئيس المدير العام والمدير التنفيذي عضو اللجنة الاستراتيجية ولجنة الافتحاص على التوالي. والرجلان معا بررا الاستقالة، التي دخلت حيز التنفيذ على الفور، بأسباب شخصية .

ومن المرجح أن هذه الاستقالات ستربك مجموع المفاوضات وكذلك التعاقدات القائمة مع المصنع الدوائي الصيني للحصول على اللقاح المضاد للكوفيد 19. علما أنها الاستقالات، التي تأتي في سياق يتسم بالتزام المختبر بزويد مجموعة من الدول، وخاصة تلك النامية، باللقاحات المضادة لكوفيد19، ومن ضمنها المغرب.

لكن المختبر الصيني قد أكد، عقب هاتين الاستقالتين، أن المسيرين والإدارة الحالية يقومون بمهاهم في ظروف جد عادية ودون تغيير وأن المختبر يواصل العمل بشكل عادي . كما أن مجلس إدارة المختبر أعلن عن تعيين رئيس جديد له هو يو كينغمينغ، الذي كان يشغل سابقا منصب المدير التنفيذي للمجموعة الدوائئة العملاقة .

هذا الإعلان اليتيم عن تعيين مسؤول جديد، هو ما قدمه المختبر الصيني في ظل رجة كبرى يعرفها وفي حين أنه مطالب بتقديم مزيد من التوضيحات والمعطيات، التي من شأنها إجلاء الضبابية على الوضع . إذ، مثلا، لم يسع المختبر إلى الدفاع عن نفسه وعن فعالية لقاحاته، التي منحها ترخيصات مشروطة للاستعمال.

وخاصة، لم يسع المختبر لتفنيد ما جاء في مقال للصحيفة البريطانية، دايلي ميل، نشرته على موقعها الإلكتروني بتاريخ 7 يناير الجاري، والذي وصف اللقاح الصيني ب"الأشد خطورة" و" ذي الآثار الجانبية الخطيرة الكثيرة". وذلك، ارتكازا على ما دونه الطبيب الصيني، والخبير في اللقاحات، تاو لينا، الذي يتابعه 4.8 مليون شخص على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذر من اللقاح الصيني وأكد أنه يتسبب في ظهور"73 أثرا جانبيا".

هذا الوضع المرتبك يفرض خروج وزير الصحة، خالد أيت الطالب، ليقدم توضيحات الوزارة ويطمئن المغاربة ويزرع الثقة في نفوسهم. وأما الصمت، الذي يحصن به الوزير نفسه، فإنه يعطي الحق لمختلف الأصوات، التي سبق وعبرت وماتزال متشبثة بمواقفها الرافضة للقاح الصيني لاعتبارات علمية وصحية مختلفة وفي مقدمتها نجاعة اللقاح، التي تم تحديد نسبتها في 79.43في المائة، وسلامته الصحية.