ثقافة وفن

هل تطاولت أصالة حقا على "مقام النبوة"!!

سكينة بنزين الاحد 27 سبتمبر 2020
maxresdefault
maxresdefault

AHDATH.INFO

وسط كل الرداءة التي يعيشها المشهد الفني الذي يعج اليوم بكلمات سوقية، وأخرى لا ملامح لها تسعف المستمع على تصنيفها، اختار البعض توجيه سهام انتقاده نحو أغنية أصالة الجديدة التي تحمل اسم "رفقا" بمبرر الاقتباس من الكلام النبوي، وهو الاقتباس الذي اعتبره البعض "إساءة لمقام النبوة"، حين استهلت أغنيتها بعبارة "رفقا بمن عنهن قيل، استوصوا خيرا بالنساء، فقد خلقن بضعفهن وزادهن الله حياء"!!!

ويبدو أن عددا من المهاجمين قد تركوا جوهر الأغنية الذي يوجه رسائل إيجابية استنادا على مرجعية دينية حاولت تلخيص عدد من التوصيات النبوية والقرآنية للتعامل مع المرأة التي أصبحت اليوم موضوعا للتحرش، والتنمر، والاحتقار، والتهجم، والتبخيس ... وغيرها من الأوصاف التي تعكس تطبيع المجتمع مع سلوكات مرضية اتجاه المرأة، ليحاولوا جر الأغنية نحو خانة الجدل باسم التهجم على المقام النبوي.

وإذا كان الهجوم الذي تعرفه شبكات التواصل ضمن حملات لا يعرف من يحركها ولا خلفيته الفكرية ،قبل أن يتبعها البعض دون تفكير قد أصبح موجة رائجة في العالم الافتراضي، فإن المثير للاستغراب هو دخول مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف على الخط، حيث أوضح من واجب النصيحة لله ورسوله وعامة المؤمنين وخاصتهم، بعدم التعرض لسماع مثل هذه الأغاني أو التغني بها أو ترويجها، وأضاف المجمع أن المسلمين مأمورين بتوقير النبي العظيم، وإعزازه وإعلاء قدره ومقامه والبعد بأحاديثه الشريفة عن ساحات التسلية واللهو.

[embed][/embed]

واستنادا للغة الأرقام، نجد أنه تزامنا مع بعض الأغاني التي تتمحور حول إهانة المرأة والرجل على حد سواء قد تجاوزت ملايين المشاهدات بعد أيام من طرحها، لم تتمكن أغنية أصالة من تجاوز عتبة 148 ألف مشاهدة بعد أزيد من أسبوع، وليس واردا أن يكون الأمر احتراما لرأي مجمع البحوث، لكنه امتداد لموجة الرداءة السائدة التي تزيد بعض النقاشات من تعميقها كما هو الحال بالنسبة لاتهامات التطاول على كلام النبي عند الاقتباس، أو الكتابة تحت مظلة المقدس باستعمال لغة شعرية قد تسعف على توسيع مجالات توظيف جوهر النص الديني بعيدا عن منابره المعتادة، ليكون أقرب للشباب في منصاتهم اليومية البعيدة عن المنصات التقليدية.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يخلق فيها الاقتباس من النص الديني الجدل، حيث سبق أن تعرضت أسماء شهيرة للتهديد والانتقاد بسبب الاشتغال على النص الديني بطريقة خارج المقدس، كما هوا لحال لنجيب محفوظ، ومحمود درويش ومارسيل خليفة وغيرهم من الأسماء التي وصفت بأنها تتطاول على النص الديني بجره نحو خانة الإبداع، بل إن البعض يصف الأمر بأنه "إفلاس أدبي" يشجع على السرقة من المقدس.