ثقافة وفن

الشلة الحقوقية: أنصر شريكك ظالما أو ظالما...

عن جريدة "الأحداث المغربية" - عدد الثلاثاء الثلاثاء 04 أغسطس 2020
WhatsApp-Image-2020-07-17-at-19.03.56-600x346
WhatsApp-Image-2020-07-17-at-19.03.56-600x346

AHDATH.INFO

غير معقول أن تهب الشلة « الحقوقية » إياها كل مرة تم فيها اتهام شخص ما محسوب عليها في المغرب باعتداء جنسي أو ماشابه إلى القول إن الأمر يتعلق بمؤامرة وكمين ومقلب و »كاميرا خفية » وماشابه هذا الهراء.

غير معقول إلى درجة التحول إلى كاريكاتور مضحك. ففي المرة الأولى قال القوم إن « مؤخرة » المتهم الشهير ليست حقيقية وإنها تشبه - أعز الله قدر الجميع - مؤخرة دب لكأنهم يتهمون الدبب القطبية بارتكاب ما ورد في التسجيلات المصورة إياها

وفي المرة الثانية قالت الشلة « الحقوقية » إياها إن الأخذ بشكاية مختلف جنسي أمر غير مقبول في مغرب القرن الواحد والعشرين ضدا في كل الأعراف الحقوقية التي تقول هاته الشلة إنها تؤمن بها.

واليوم تقول الشلة إياها إن السيدة التي اتهمت واحدا من الشلة باغتصابها رفقة صديق له هي جزء من كمين محكم ومؤامرة خطيرة على عضو آخر من الفريق إياه

طبعا يمكن للمرء أن يفهم هاته الحماسة في الدفاع في إطار « أنصر رفيقك في الشلة ظالما أو ظالما »، لكن المغاربة شعب ذكي، ولماح، ويفهم الفرق بين الواقع وبين التخييل، ويستطيع جيدا إقامة الفوارق الكبيرة بين ماتقوله  له الشلة أو تحاول أن تقوله له (لأنه لايسمعها بل لا يعرف حتى بوجودها) وبين المتحقق على أرض الناس وواقعهم

في كل دول العالم المتحضر، عندما توضع شكاية اتهام بالاغتصاب ينتصر الحقوقيون للطرف الأضعف، للمرأة، للصغير الذي امتهنت كرامته، للمختلف جنسيا، و للأقليات بكل أنواعها، إلا في هذا البلد السعيد الذي ابتلي بشلة حقوقية من نوع خاص جدا، تستطيع أن تقلب الآية فور نزولها، وتستطيع أن تسب نساء بأقذع الأوصاف لأنهن اتهمن مديرا نافذا باغتصابهن، وتستطيع أن تسب مختلفا جنسيا بأسوأ العلامات لأنه تجرأ وحكى ماوقع له مع واحد من الشلة إياها، وتستطيع أن تنال من امرأة قالت للجميع منذ اللحظة الأولى لماوقع لها إنها لن تسكت وستتابع من اغتصبها حتى ولو دام الأمر عشرات السنين

كيف نصف هاته الشلة الغريبة التي ابتلينا بها، والتي يرعاها قابض على جمر أراض وصلته دون وجه حق، وهارب من تسديد ديون عديدة في الأبناك؟

لاوصف. للمغاربة تعامل خاص مع هذا النوع من القوم، هو تعامل التجاهل والتعامي وترك الأيام تفعل بهم ماتريد. والأيام - هاته الأيام - تفعل فعلا بالقوم ماتشاء، وتكشفهم الواحد بعد الآخر، من ملفات الاغتصاب، إلى ملفات التخابر المعترف بها، إلى ملفات ادعاء الاضطهاد لأجل الحصول على اللجوء السياسي خارج البلاد إلى غير ذلك من الفضائح التي يبدو أن علبتها قد فتحت، وأن من فتح العلبة قرر هاته المرة ألا يغلقها وأن يكشف حقيقة القوم للجميع لئلا يستمروا في تطاولهم على البلد الساكت على كثير فضائحهم والترهات

على مايبدو القادم يحبل بعديد المفاجآت، وعلى مايبدو هاته العلبة لن تقفل إلا بعد أن تأتي على الأخضر واليابس في الشلة إياها.

لننتظر إذن، ومن يعش ير…