السياسة

بنعبدالله : التدخل في المشهد الحزبي يقوي العدالة والتنمية ويضعف باقي الأحزاب

فطومة نعيمي الاحد 26 يوليو 2020
No Image

AHDATH.INFO

تراجعت أحزاب المعارضة ممثلة في الاستقلال والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية، عن مقترحها المثير للجدل، الذي ربطت فيه بين التصويت وولوج الوظيفة العمومية، والذي تضمنته مذكرتها المشتركة حول الإصلاحات السياسية و الانتخابية.

ومن المتوقع أن تسحب هذه الأحزاب الثلاثة مقترحها هذا، الذي يرهن الولوج للوظيفة العمومية في حال التساوي بين مرشحين بالتصويت في الانتخابات.

وبشكل واضح، اعتذر الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، نبيل بنعبدالله عن المقترح في ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني الجمعة 24يوليوز 2020. إذ أكد، في معرض رده على أسئلة الصحافيين، على عدم صوابية المقترح .

وقد نص المقترح المثر للجدل على اعتبار التصويت "شرطا ترجيحيا عند تساوي المرشحين في الولوج للوظيفة العمومية أو التعيين في المناصب العليا"، وكذلك "شرطا ترجيحيا للاستفادة من الخدمات والبرامج الاجتماعية كالسكن الاجتماعي والإنعاش الوطني والدعم والتكافل الاجتماعي".

وفي ذات الندوة الصحافية، عاد نبيل بنعبد الله إلى التأكيد على أن المذكرة المشتركة " مكسب" و" نقطة إيجابية" و " قيمة مضافة " للمشهد السياسي.

وقال بنعبدالله إن إصلاح المشهد السياسي " يتجاوز الأغلبية والمعارضة ويحتاج لتوافق الأحزاب كلها حول مضامين مذكرة مشتركة" . وزاد موضحا :" الأمر يسائل الجميع من أجل الرفع من شأن السياسي وإعادة المصداقية له والثقة فيه ومن أجل إحداث مصالحة حقيقية بين المواطنين وخاصة الشباب وبين السياسيين وذلك كي يكون هناك أمل في أن يمر المسلسل الانتخابي المقبل في ظروف سليمة".

وبنبرة حاسمة تكتنف الكثير من الحدة في النقد، أعرب بنعبدالله عن السأم  من المشهد السياسي وعلاته، التي قال بالواضح إنها تعمقت خلال العقد الأخير وكان عنوانها التحكم والتوجيه والتدخل الخارجي لتشكيل مشهد على "المقاس" .

كذلك، وبوضوح شديد، قال الأمين العام لحزب الكتاب، إن حزب الأصالة والمعاصرة بفضل قيادته الجديدة، ممثلة في أمينه العام، عبد الله وهبي، أحدث ما يشبه "الإقرار بالزلة السياسية للدولة" و كذا " الإعلان العلني عن خروجه من جلباب المخزن " ليتخلص من هويته ك" حزب دولة" وليصبح " حزبا عاديا مثله في ذلك باقي الأحزاب" يقول بنعبدالله.

واعتبر بنعبدالله هذا الأمر تحولا مفصليا من شأنه المساعدة على إعادة الثقة في الأحزاب والمشهد السياسي.

وفي معرض انتقاده للمشهد السياسي، لفت بنعبدالله أن " بعض الأحزاب السياسية فضلت تصدير قراراتها خارجيا وانتظار الإشارات من أوساط معينة عوض أخذ القرار من تلقاء ذواتها ".

وزاد بنعبدالله موضحا بشكل مباشر فشل التوجه، الذي ارتكز على   الإمعان في إفراز حزب معين وتمكينه من الاستئساد بالمشهد السياسي .

واستطرد مؤكدا " التنافس الشريف، الذي يتيح العمل السياسي بنوع من المصداقية هو ما نحتاجه وهو المدخل للإصلاح السياسي المنشود" .

وأضاف بنعبد الله أن إزاحة العدالة والتنمية وتقليص هيمنته السياسية لن يتحققا ب" الإكراه وإنما بالتنافس الشريف ومواجهته بأحزاب قوية". وأكد بنعبدالله أن " الإكراه والتدخلات ستؤدي إلى إضعاف باقي الأحزاب وتقوية الحزب، الذي يحارب بهذه الطريقة".

وشدد بنعبدالله قائلا :" الإصلاح الذي نحن في أمس الحاجة إليه هو يخليونا ترانكيل حنا قادين بشغالنا ". " فليتركوا الفضاء السياسي يتبلور بذاته ويُفرز ذاته "  يقول بنعبدالله وهو يخلص " تطوير المجال السياسي لن يتأتى إلا في ظل الحرية والتعددية والمنافسة الشريفة".