فكر و دين

دور القيادات الدينية في مواجهة الأزمات ..بنحمزة يراهن على الأخلاق لتخفيف تداعيات كورونا

سكينة بنزين الثلاثاء 21 يوليو 2020
مصطفى بنحمزة
مصطفى بنحمزة

AHDATH.INFO

" ربما منعك فأعطاك"، بعبارة ابن عطاء الله السكندري، اختار الدكتور مصطفى بن حمزة، عضو المجلس العملي الأعلى، ورئيس المجلس العلمي بوجدة، أن يسلط الضوء على الوجه الآخر لجائحة كورونا التي اعتبرها فصلا في ثنائية الحياة البشرية المتأرجحة بين الخير والشر، الرخاء والشدة، خلال فعاليات منتدى الإيسيسكو الدولي، حول "دور القيادات الدينية في مواجهة الأزمات"، اليوم الثلاثاء 21 يوليوز، وذلك بمشاركة عدد من القيادات من مختلف الديانات.

بنحمزة أشار أن الجانب الروحي حاضر بقوة لخلق التوزان خلال مواجهة الأزمات، موضحا أن طبيعة المسلم تدفعه للاستفادة من كل المحن التي تحل به، ليخلص لتجربة نافعة، ما يستبطن من الوباء أن لله حكمة في خلقه وابتلائه في لحظات عصيبة.

عضو المجلس العلمي الأعلى الذي هاجم في أكثر من مناسبة العلاقات خارج مؤسسة الزواج، لم يتردد خلال مداخلته في استحضار دور الأسرة في التخفيف من التداعيات الثقيلة لجائحة كورونا التي انتهت بحالات انتحار، أو عزلة بسبب الوحدة، مشيرا أن وطأة هذا الوباء لم يكن على مستوى واحد بين الشعوب، " من كانوا يستبطنون إيمانا قويا قد تفاعلوا مع الجائحة ورضوا بقضاء الله فسلمت أنفسهم وأرواحهم، في مقابل أناس لم يروا فيها جزء من حكمة الله" يقول بنحمزة الذي اعتبر أن هذه القناعات انعكست في تجليات عصابية وحالات انتحار.

وقال رئيس المجلس العملي بوجدة، أن الأمة التي لها بقية أخلاق كانت أكثر تقبلا للجائحة، وقد شكل بناء الأسرة حسب توصيف بنحمزة الحماية والسكن، على عكس المتنكرين لفكرة الأسرة مررجحين حسب توصيفه حياة الفرادة والأنانية والاكتفاء بالعلاقات خارج الزواج، ليجدوا أنفسهم خلال الجائحة في لحظات وحدة وقتامة، دون سند أو حماية أو دعم أو تعاون توفره القرابة.

وخلص بنحمزة أن المجتمعات الإسلامية كانت أكثر تماسكا خلال الجائحة استنادا للجانب الروحي والأسري، معتبرا أن التمكن من الأخلاق قلل من تأثيرات الوباء، معتبرا أن المرحلة تستدعي مراجعة الكثير من الأشياء، وفي مقدمتها مواجهة فكر تأصيل الفرقة وثقافة التنازع، وعبث الاقتتال مشيرا أن " لا يمكننا أن نفنى لتبقى فئة واحدة تمثل الإسلام".