ثقافة وفن

لاتضحك...إقرأ فقط: صحافيو "الأخلاق الحميدة" ينتفضون !

عن جريدة "الأحداث المغربية" الاثنين 20 يوليو 2020
Reportage-CORONAVIRUS-A-Rabat-RT-37-1
Reportage-CORONAVIRUS-A-Rabat-RT-37-1

AHDATH.INFO

في المانيفيستو الشهير الذي وقعه صحافيو « الأخلاق الحميدة » ضد صحافيي « التشهير » مشكل بسيط وصغير وتافه لا يرى بالعين المجردة، لكنه ضروري الطرح.

عدد كبير ممن تورطوا في التوقيع ليسوا صحافيين، بمعنى أنهم انتحلوا صفة ليست لهم، وقاموا بخداع الرأي العام المغربي رغم أنهم أهل أخلاق حميدة، ورغم أنهم يتشبعون بالصحافة الأخلاقية حتى النخاع، لكنهم لم يترددوا في انتحال صفة مهنية ليست لهم، ولم يتورعوا عن ادعاء انتمائهم لميدان لا يعرفهم ولا يعرفونه.

من بين الموقعين والموقعات أناس لايحبون الصحافة كثيرا، ولا يطالعون عناوينها ويعتبرونها « أمرا تافها »، لكنهم حين مثل هاته اللحظات يفضلون التواجد في الصفوف الأمامية التي لا تتطلب إلا السماح بوضع الإسم واللقب وإن كان لايعني شيئا.

من بين الموقعين على المانيفيستو المضحك  معارضون سياسيون، لم يستطيعوا ولو لثانية واحدة أن يقنعوا الشعب بصدقية مايرددونه من شعارات، ولم يتمكنوا في كل الانتخابات التي دخلوها، من انتخابات السانديك في الإقامة التي يقطنونها إلى انتخابات المجلس القروي في المدينة التي ولدوا فيها، من نيل مايفوق الصوتين، ووجدوا في الصحافة الحائط القصير والمهنة التي يمكن أن يمارسها من هب ودب لذلك أصبحوا صحافيين دون علم أي كان

ولو كلف أهلنا من المائة المبشرين بالأخلاق الحميدة أنفسهم عناء كتابة مقالات رصينة، وجيدة، ومقروؤة، عوض أن يكتفوا بالحد الأدنى من الجهد أي التوقيع، وحاولوا إقناع القارئ المغربي برؤيتهم للأشياء، وشرحوا له الفرق بين أخلاقهم الصحافية الحميدة وبين أخلاق صحافة « التشهير » هاته لامتلكنا على الأقل في مشهدنا الإعلامي البئيس مائة مقال جيد قابل للقراءة، لا يستحق تصحيحا ولا إحالة على سلة المهملات لفرط الأخطاء الللغوية والنحوية والإملائية ثم المهنية التي توجد فيه، ولأغنينا المشهد الصحافي المحلي الفقير الذي يبحث عن كتاب مقالات جيدة كل يوم، ولا يجد…

لكن آفة حارتنا الاستسهال، والكل يريد اليوم أن يصبح مناضلا افتراضيا حتى مل الافتراضي من هذا القوم، ولم يعد قادرا على تقبلهم، وأصبح يطالب بنصيبه من الواقعية. والكل يريد أن يوقع على أي شيء يمنحه وهم الأفضلية على الآخرين، والكل نسي مهنته الأصلية، ولم يعد يتذكر إلا أنه صحافي في الوقت الذي تمر فيه الصحافة المهنية المسكينة من أسوأ المراحل، وتطلب النجدة من المسؤولين عن القطاع، وتشكرهم وتمضي..

شيء ما ليس على مايرام في رؤوس عشاق التوقيع على أي شيء. هذه هي الخلاصة، وهي تقول لنا إن نكبتنا فيمن يعتقدون أنفسهم نخبتنا هي نخبة أكبر من بقية النكبات..

يكفي أن ترى منتحلي صفات عديدة يوقعون لأجل تطهير ميدان لا يقربهم لا من قريب ولا من بعيد لكي تفهم المقلب، ولكي تعرف أننا بالفعل وقعنا مع هؤلاء في الفخ الشهير…

« سير عالله » فلاشيء يستحق الانتباه حقا.