مجتمع

لأني رجل.. "سوينغا" ينتقد تعنيف النساء باسم "الرجولة" ويشجع على المساعدة في أعمال البيت

سكينة بنزين الاثنين 20 يوليو 2020
11
11

AHDATH.INFO

" الشخص الذي يعنف زوجته يمكن أن يوصف بأي شيء، إلا بالرجولة" يقول صانع المحتوى مصطفى سوينغا، في فيديو يوثق لمشاركته بعض أعمال البيت والعناية بالأطفال مع زوجته، وذلك في إطار مبادرة "لأني رجل" (حيت أنا رجل)، المندرجة في إطار البرنامج الإقليمي "الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين" الذي تنفذه هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المغرب وعدد من الدول العربية، بشراكة مع الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.

سوينغا حاول كعدد من الرجال المغاربة الذين شاركوا في هذه المبادرة، كسر الصور النمطية التي تجعل بعض الأعمال حكرا على النساء، وذلك بدخوله المطبخ، والمساعدة في ترتيب المنزل، مع تمشيط شعر ابنته وهي الممارسات التي يتهرب منها عدد كبير من الآباء، مما يثقل كاهل المرأة بمسؤوليات إضافية خاصة إذا كانت تعمل خارج البيت.

سوينغا داخل المطبخ لتشجيع الرجال على المساعدة في أعمال البيت

صانع المحتوى المغربي الذي يحظى بمتابعة كبيرة، أشار أنه يحرص على تقديم مثال جيد لأطفاله لمساعدتهم على تعمل بعض العادات، "أحسن طريقة للتعليم أن تكون قدوة لإبنك، من خلال تقديم المثال لا يمكنك أن تطلب من ابنك تنظيم ملابسه وهو يراك ترمي أغراضك على الأرض" يقول سوينغا الذي يعتبر أن أحسن طريقة للتربية هي إعطاء المثال والشرح .

وكانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، قد دعت الرجال المغاربة منذ الأشهر الأولى لظهور جائحة كورونا، إلى المشاركة في الأعمال المنزلية، والانخراط في رعاية الأبناء وتعليمهم، لتخفيف الضغط عن زوجاتهم وأمهاتهم وشقيقاتهم خلال هذه الفترة العصيبة التي يعيشها العالم، مع التأكيد على أن هذه الفترة فرصة للتطبيع مع عادات جديدة، يجب أن تستمر لمرحلة ما بعد انتهاء الحجر الصحي، بعد أن كان اهتمام الرجال منصبا خارج المنزل اعتمادا على عقلية ذكورية ترى أن الاهتمام بأمور المنزل شأن نسائي ينتقص من رجولته.

سوينغا يساهم في العناية بطفلته داخل المنزل

واعتمدت هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، مقاربة تروم إشراك الرجال في تغيير العقليات من داخل البيئة الذكورية، من خلال الاعتماد على وجوه رجالية لها تواجد كبير على مواقع التواصل، بعدد من الدول العربية بما فيها المغرب، لإشراكهم في تغيير العقليات التقليدية التي تكرس نظرة خاطئة حول طبيعة المهام الموزعة بين الرجال والنساء داخل البيت.

ومن خلال استحضار بعض الأرقام التي قدمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب، لتتبع التداعيات المتداخلة للجائحة على الأسر، أظهرت المعطيات أنه منذ إغلاق المدارس خلال فرض حالة الطوارئ الصحية، إزداد عبء الرعاية غير مدفوعة الأجر على النساء، ذلك أن مكوث الأطفال داخل المنازل طيلة اليوم رفع من مجهود الاهتمام حد الإرهاق، إلى جانب الأعمال المنزلية، وأشارت أرقام الدراسة أن 68 في المئة من النساء صرحن بأن عملهن المنزلي زاد مقارنة بالرجال (44 في المئة)، بينما ارتفعت أعمال رعاية الأطفال وفق ما صرحت به 52 في المائة من الأمهات.

ورغم مكوث الرجال داخل المنازل بسبب اجراءات الحجر التي فرضت على عدد منهم العمل من المنازل، فإن زيادة رعاية الأطفال لم تتجاوز 30 في المائة، حسب المشاركين في الدراسة، وهو ما يجعل من حملات التوعية التي يساهم فيها الرجال فرصة لتغيير عقليات تقليدية تزيد من وقع تداعيات الجائحة على النساء.