ثقافة وفن

لغزيوي يكتب: تقارير we believe المخدومة !!

بقلم: المختارلغزيوي الثلاثاء 14 يوليو 2020
Capture d’écran 2020-07-14 à 10.49.47
Capture d’écran 2020-07-14 à 10.49.47

AHDATH.INFO

قالت منظمة أمنستي « إننا نعتقد » أو بالإنجليزية ( we believe ) بأن هاتف صحافي مغربي قد تعرض فعلا للاختراق والتجسس »، دون أن تمتلك المنظمة دليلا حقيقيا على الأمر، ودون أن تمد الحكومة المغربية بمايفيد هذا الأمر مجددا الرسالة التي أجابت بها أمينة المنظمة رئيس الحكومة المغربي الخميس الماضي.

المنظمة الحقوقية العالمية ذات الصيت الذائع في كل مكان لم تعترف أن تقريرها كله قد بني على هاته ال«  we believe »، إلا بعد أن وضعت لها الحكومة المغربية "البيضة فالطاس »، وطالبتها بدليل تقني علمي رصين على صحة الادعاءات الخطيرة التي انجرت وراءها وهي تتهم المغرب باتهام خطير مثل هذا

في الأغنية الإنجليزية التي نحفظها عن ظهر قلب منذ سنوات عهدنا الأولى بالحياة، ندندن

" i believe i can fly

i believe i can touch a sky "

وفي الترجمة التقريبية إلى العربية، المعتقد أن المغني يريد أن يقول لكل من ينصت إليه إنه يعتقد أنه قادر على الطيران، وأنه قادر على الوصول حتى السماء للمسها والمساس بها، شأنه في ذلك شأن بعض بني الجلدة من عشاق « الطيران فوق الحد » الذين يتصورون أنهم قادرون على تجاوز السماء، والوصول إلى مافوقها…

هؤلاء يحلو لهم أن تكتب عنهم جريدة أجنبية لا تعرف عن المغرب إلا الشيء القليل لكي تقول إنهم يمثلون المعارضة المغربية، وهؤلاء يشعرون بفخر شديد عندما تأتيهم مكالمة من واشنطن أو من لندن أو من باريس، ولو كانت صادرة عن صحافي مبتدئ هناك لكي يسألهم عبرها "كيف تتوقعون التطورات المستقبلية للسياسة المغربية؟"

يجلسون في مكانهم المعتاد، في الحانة المعتادة، في « الكونطوار » المعتاد. يحتسون المشروب المعتاد، يتلمظون بنفس الكلمات المعتادة، وتعلو وجوههم الابتسامة المكتفية المعتادة، ويشرعون في الحديث اللاينتهي.

يقولون في العادة أشياء كثيرة ولا يتوقفون، لكنهم في الواقع لا يقولون أي شيء. يتحدثون عن المعارضين السابقين الذين يعتبرونهم أسلافهم ويقولون إن عبد الكريم الخطابي ترك لهم الوصية، وأن المهدي بنبركة زارهم في المنام، وأن عمر بنجلون وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ذات اغتيال إجرامي في شوارع البيضاء نصحهم بما يجب أن يفعلوه لكي يواصلوا النضال، وأن بقي الرعيل الماجد ممن كتبوا التاريخ المغربي بالدم والشرف والنضال قد كلفوهم بالمهمة التي يتقاضون من أجلها مايتقاضون الآن…

خاصية مناضي "i believe " هؤلاء التي تميزهم عن المعارضين القدامى "مساكن" هي أنهم لم يدخلوا السجن أبدا. وحتى الزيارات العابرة التي يزورون فيها المخافر لا تكون على أيدي "زوار الليل" الذين كانوا يحملون في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي المناضلين الحقيقيين، ولا لنفس الأسباب الخطيرة التي كانت سبب اعتقال وتعذيب ونفي الناس في الزمن السابق.

زيارة مناضلي "آي بلييف" للمخافر هاته الأيام تكون من أجل سكر علني، أو من أجل عربدة في الطريق العام، أو في حالة النضال الأعظم تكون من أجل اقتحام مسجد لأداء خطبة الجمعة عوض إمامه، أو التورط في اغتصاب فتيات أو فتيان والله أعلم بشؤون الفراش هاته التي نفضل ألا نحشر فيها أنوفنا ولا أي عضو آخر من أعضائنا

مناضلو "آي بلييف" التقوا مع جمعيات "وي بلييف" لكي يحولوا اعتقاداتهم وتصوراتهم إلى حقائق، ولكي يدبجوها في بيانات ولكي يوزعوها على الوكالات ولكي يعتبروها أدلة دامغة لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها، حتى استحقوا لقب السحرة الذين يحولون الاستيهامات إلى وقائع ثابتة. سوى أنهم هاته المرة بالتحديد، اصطدموا بتأفف كبير منهم ومن تقاريرهم، وعانوا من تبرم من ترديد من يعرف ومن لا يعرف لكلامهم، وصدموا بسؤال بسيط صادر عن المغرب مفاده "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"

لا برهان لدى مناضلي وجمعيات "وي بلييف" على أي شيء. الكل هنا داخل المملكة يعرف أنهم « يعتقدون فقط »، و أنهم محترفو كذب من الطراز النادر والعالي، بل وإنهم في احترافيتهم هاته يصلون مراتب عليا حد تصديقهم هم أنفسهم  لأكاذيبهم. وعندما تكون حاضرا في وقفة من وقفاتهم وترى كيف يغمى عليهم بسهلة، ويفقدون الوعي، قبل أن يصعدوا إلى سيارات الإسعاف بعد التقاط الصور الضرورية للألبوم، ويطلبوا من سائقها ألا يذهب هم إلى المستشفى، تفهم أنهم بالإضافة إلى احترافهم الكذب، محترفو تمثيل ضلوا طريقهم إلي السياسة، وحرموا مشهدنا التمثيلي المغبون من طاقاتهم هو الذي يبحث عن مواهب تمثيلية « بالريق الناشف ».

مناضلو وجمعيات"وي بلييف" يمرون هاته الأيام من ورطة حقيقية، لا يعرف أحد كيف سيخرجون منها، ولا كيف سيجدون التخريجة الملائمة لكي يحولوها لصالحهم. بالمقابل الكل يعرف أن الضربة هاته المرة كانت قاسية، وأنها ستؤثر على ماسيأتي من تقارير ومن نضالات ومن وقفات ومن مواقف ومن تصريحات

المغربي والمغربية سيتلقيان من الآن فصاعدا تقارير وكلام جمعيات ومناضلي "وي بلييف"  بنظرات الاستنكار المستهزئة. سيفرضون على كتاب ومروجي هاته التقارير الخضوع لاختبار الحرارة الخاص بكورونا للتأكد من هلوساتهم والهذيان. وسيطالبون بعد الفحص المرضي بالفحص الآخر الخاص بقياس درجات « الحرارة » الأخرى في الدم، من خلال العبور من « الألكوتيست ». وبعد التأكد من أن المسألة مجددا تدخل في إطار « آي بلييف » و « وي بلييف » فقط  سيديرون الظهر لهم، وسيرددون مايقوله شعبنا في مثيل هاته المواقف، حين تعوزه الكلمات ويريد فقط الانتهاء من موضوع ثقيل على قلبه "الله يستر »، وسينصرفون، وكفى…