مجتمع

المجلس الوطني لحقوق الإنسان يسلط الضوء على غياب تكافؤ الفرص في تجربة التعليم عن بعد

سكينة بنزين الأربعاء 01 يوليو 2020
التعليم عن بعد
التعليم عن بعد

AHDATH.INFO

شكل التعليم عن بعد، الوسيلة الوحيدة لضمان استمرارية العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا التي حالت دون متابعة الدروس حضوريا داخل المؤسسات التعليمية، إلا أن الخطوة كشفت عن الكثير من التفاوتات بين صفوف المستفيدين الذين لم يستطع بعضهم متابعة دروسه بالمرة، وفق ما كشف عنه بحث المندوبية السامية للتخطيط، حول تأثير فيروس كورونا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر، الذي كشف أن 18 في المائة من التلاميذ لم يتمكنوا من متابعة دراستهم عن بعد، قسم كبير منهم داخل الوسط القروي.

وفي الوقت الذي كان بإمكان بعض المتمدرسين استحضار أجواء الدراسة بكبسة زر، وطلب المساعدة والدعم من أحد الوالدين أو الأقارب شرح فكرة مبهمة، أو حل معادلة، كانت هناك فئة من المتمدرسين عاجزة عن استحضار هذه الظروف بسبب غياب الوسائل المناسبة، حيث مئات الأسر لا تملك بذخ الحصول على هاتف ذكي، وإن هي فعلت يكون توفير الانترنيت غير متاح، وفي حالات أخرى كان بعض التلاميذ يصارعون وحيدين لفهم ما التبس عليهم بسبب غياب دعم داخل الأسرة.

وعمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان على إثارت النقاش حول تأثير التفاوتات الاجتماعية والمجالية على مبدأ تكافؤ الفرص بين المتمدرسين، ذلك أن إطلاق عدد من المنصات التي تضمنت مئات الدروس، تحول في عدد من المحطات إلى مجرد تحصيل حاصل في ظل غياب الأدوات الأساسية المعول عليها في إنجاح العملية، كالحواسيب، والهواتف الذكية، والتلفزيون، والانترنيت، كما أن غياب المساعدة داخل البيت ساهمت في بروز هذا التفاوت الكبير للاستفادة، ذلك أن عددا من المتمدرسين يفتقدون لأحد الأشخاص المعول عليهم في تقديم الدعم والمساعدة لولوج الدروس.

وأشار عدد من المتدخلين خلال الندوة التي نظمها المجلس، إلى ضرورة دعم ومواكبة الفئات الهشة التي لم تتمكن من مواكبة التعليم عن بعد، والتي قد تفكر في الانقطاع عن الدراسة بعد التجربة غير الموفقة للدراسة عن بعد، وكذا التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الثقيلة لكورونا على أسرهم، وفي مقدمتهم أبناء الأسر المعوزة، والأطفال في وضعية إعاقة، والفتيات بالقرى.

واعتبر المتدخلون أن مرحلة كورونا سرعة الخطوات نحو التقرب من تجربة التعليم عن بعد، رغم كل الاختلالات التي كشفت عنها العملية، إلا أنها من زاوية أخرى قدمت تصورا لعدد من الإمكانيات المتاحة في عملية التعليم، إلى جانب جرد نقاط ضعف يمكن تداركها في القادم من الأيام، لضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين المتمدرسين .