مجتمع

اجراءات السلامة والتباعد الغائب الأكبر بين رواد عين الذياب بالدار البيضاء

سكينة بنزين الاحد 28 يونيو 2020
سندباد-5-600x300-c
سندباد-5-600x300-c

AHDATH.INFO

توصيات وتحذيرات ونصائح بالجملة، حرصت العديد من البلاغات الرسمية من خلالها على رسم أهم معالم التخفيف من الحجر الصحي، تزامنا مع عودة الحياة للأنشطة الاقتصادية ،وفتح فضاءات ضرب العديد من المغاربة معها موعدا بشوق ساخر، عبر تدوينات تتحدث عن الحنين للمقاهي، والصالات الرياضية، والحمامات، ومحلات الحلاقة ... إلا أن ارتفاع عدد الحالات المؤكدة التي يكشف عنها ضمن الحصيلة اليومية لكورونا بالمغرب منذ بداية التخفيف التدريجي، يطرح العديد من علامات الاستفهام حول مدى تقيد المغاربة بإجراءات التباعد والوقاية.

وفي الوقت الذي تنقل فيه شاشات التلفزيون ربورطاجات تعكس "مثالية" التقيد بالتعليمات، تكشف بعض الجولات السريعة بالدار البيضاء، أن "أهل كازا" قد عادوا بشغف نحو وجهاتهم المفضلة بفرحة قد أنست أغلبهم أن خطر الجائحة لازال قائما، فبمنطقة عين الذئاب على سبيل المثال، والتي تشكل نقطة التقاء محبي البحر، وعشاق المشي، ومدمني الجلوس على المقاهي، ومحبي التسوق .. يبدو التباعد الاجتماعي شيئا غير وارد بالمرة، فعلى طول المسافة التي تفصل المركز التجاري "انفا بلاص"، بالمركز التجاري "موروكو مول"، يسير الناس جنبا إلى جنب، وتقل المسافة أكثر بين صفوف "العشاق" و "الأصدقاء" حيث تتشابك الأيدي بعد أشهر من الفراق.

وفي الوقت الذي حددت فيه مسافات تباعد بين طاولات المقاهي، وحدد عدد الكراسي المسموح بشغلها مقعدين لكل طاولة، أصبح الأمر مجرد حبر على ورق، داخل معظم المقاهي حيث يتجمهر خمسة أو ست أشخاص على نفس الطاولة، بينما فضلت بعض المقاهي أتاحة كل الطاولات للقادمين دون أي مسافة فاصلة، حيث يحرص الأصدقاء، وأفراد الأسرة الواحدة على نزع الكمامات وتبادل أطراف الحديث خلال احتساء كوب، أو تناول طبق.

ومن الممارسات التي قد تشكل خطرا على صحة الأطفال المتعطشين لكل ألوان الشغب والحركة بعد أشهر من "السجن" داخل منازل وشقق تختلف مساحاتها، وتختلف معها المساحة المخصصة للأطفال الذين أشارت العديد من الدراسات أنهم الأكثر تضررا من تداعيات الحجر التي ألزمتهم البيوت، لامبالاة عدد من الآباء بخطورة الألعاب المشتركة، حيث يلمح الزائر لكورنيش عين الذئاب بالدار البيضاء، أن فضاءات اللعب وبعض المعدات الرياضية المنصوبة بعين المكان، تعرف اقبالا كبيرا من طرف الأطفال الذين لا يضع أغلبهم كمامات، ويلمس العشرات منهم نفس الأسطح أو يمسكون كرات تتدحرج على طول الفضاء دون تعقيم أو اتنباه من أولياء الأمور المتعطشين بدورهم لمعانقة أجواء البحر.

كما يلاحظ الزائر التزايد الملحوظ لاستعمال المعدات الرياضية المشتركة المطلة على البحر من طرف عشرات الشباب المواظب على ممارسة الرياضة، حيث يحرص بعضهم على ارتداء قفازات رياضية، بينما لا يتردد آخرون في استعمالها دون حاجز يقلل من خطر انتقال العدوى.

بعض الأسر اختارت أن تكون الوجهة نحو سندباد، بحثا عن ملاذ آمن ورواج أقل داخل الفضاءات التي يحتاج الولوج إليها دفع ثمن التذكرة، وقد كان واضحا أن اجراءات السلامة والنظافة والتباعد أكثر حضورا داخل هذا الفضاء الترفيهي، حيث وضعت العديد من علامات التشوير واشارات تذكر الزائرين بضرورة التباعد ، كما حرص العاملون بالفضاء على تعقيم مختلف الألعاب التي تخص الاطفال والبالغين بشكل دوري، مع وضع سوائل التعقيم بالقرب من كل لعبة، وهو ما لقي استحسان الزوار الباحثين عن ملاذ آمن للترفيه لهم ولأطفالهم.

ومنذ الإعلان عن اجراءات التدرج في رفع الحجر، تم التركيز بالدرجة الأولى على وعي المواطنين ومدى انخراطهم في انجاح العملية، إلا أن الأرقام الأخيرة التي رفعت الحصلية الإجمالية لحدود كتابة هذه الأسطر، إلى 11 ألف و986 حالة، جعلت الكثير من المغاربة يتخوفون من اللامبالاة عند استعادة الايقاع اليومي للحياة الذي تزامن مع ارتفاع الحالات والبؤر، الشيء الذي بررته وزارة الصحة في بلاغ أمس السبت 27 يونيو، بأنه يرتبط برفع دائرة الكشف في إطار الإعداد والمواكبة للتخفيف من إجراءات الحجر الصحي، مشيرة إلى أن الحالة الوبائية اليوم بالمغرب تظل "مستقرة ومتحكم فيها" بالنظر إلى العدد المتقلص للحالات الحرجة، وقلة نسبة الوفيات.