آراء وأعمدة

طلحة جبريل يكتب: أخبار مفرحة

طه بلحاج الجمعة 26 يونيو 2020
TALHA_GIBRIEL_MUSA
TALHA_GIBRIEL_MUSA

AHDATH.INFO- طلحة جبريل

سبق أن تحدثت عن هذا المشروع الذي أتجاوز وأقول مستعملاً أحكام القيمة، إنها مبادرة أكثر من  رائعة.

تكمن المبادرة في أن "جامعة نيويورك"، وهي جامعة عريقة تأسست عام 1831 ويوجد مقرها الرئيسي في مانهاتن (قبل نيويورك)، وضعت على موقعها في الإنترنت أزيد من 6650  كتاباً من أمهات الكتب العربية.

وكانت دائرة المكتبات في الجامعة وجدت أن الباحثين سواء في نيويورك أو خارجها، حيث تشرف المؤسسة أكاديمياً على جامعات موزعة بين الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا واستراليا، يحتاجون إلى هذه الكتب المرجعية.

بعض هذه الكتب تعود طباعتها إلى القرن التاسع عشر. ويتيح الموقع طباعتها مجاناً بصيغة "بي دي إف"، بعد تصفح مائة صفحة على الموقع يمكن تسجيل الملاحظات التالية.

كتبت نبذة عن كل كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، بحيث تشير إلى إسم الكتاب والمؤلف أو المترجم أو إسم من حقق الكتاب، ثم الناشر ومكان النشر وتاريخ النشر. ثمة عناوين طريفة، وفي بعض الأحيان غريبة.

على سبيل المثال، هناك كتاب بعنوان يقول "شرح ديوان رئيس الشعراء أبى الحارث الشهير بإمرئ القيس إبن حجر الكندي"، وكاتبه "عاصم بن أيوب البطليوسي" والناشر مطبعة هندية، ومكان النشر مصر عام 1906.

كتاب آخر بعنوان "تفليس إبليس ليكتشف للناظر فيه ليميز بين الخسيس والنفيس"، ونشر هذا الكتاب بدوره عام 1906. هناك كتب تعتبر في عداد كتب الندرة، مثل كتاب "الحيوان" للجاحظ، والذي يتكون من ستة أجزاء.

من بين الكتب التي وضعتها الجامعة على موقعها كتاب "مجاني الأدب في حدائق العرب".. هذا كتاب له حكاية. إذ هو من الكتب النادرة، طبع أكثر من مرة بالإسم نفسه لكنه اندثر. كانت أول طبعة من هذا الكتاب في بيروت عام 1886 حيث طبع في "مطبعة الآباء اليسوعيين"، ويبدو أن سبب اختيار هذه المطبعة مرده إلى أن مؤلفه "الأب لويس شيخو". الكتاب عبارة عن موسوعة فيها الكثير عن "التدين والحكم والشعر والأمثال والحكايات والأسفار والتاريخ والغرائب والنوادر" وما إلى ذلك. كان الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، اقترح إعادة طبع هذا الكتاب، وتوزيعه على المكتبات الكبرى في المغرب وخارجه. وسمعت منه أن اهتمامه بهذا الكتاب مرده إلى أنه من الكتب التي تعلم منها اللغة العربية وقصص التراث.

أختم وأقول انطباع لفترة أن تزايد استعمال "الهواتف الذكية"، انعكس سلباً على قراءة الصحف ورقية وإلكترونية، وكذلك الكتب، والأهم ظل الانطباع أنها قراءة تقتصر على مواد  قصيرة أو مقاطع فيديو للترفيه. لكن أثبتت الدراسات عدم صحة ذلك.

أخبار مفرحة في أجواء الفرحة بالخروج من وضعية " الإغلاق".